عشم إبليس في الجنة
جعفر الفردان


ــ انطلقت يوم الأحد الماضي باكورة مسابقاتنا الكروية والتي صبغها الفارس الأهلاوي باللون الأحمر في مباراة الأخوة الأعداء، التي جمعته بالأخضر الشبابي، جاءت المباراة لتنسي الجميع آلام الأبيض الإماراتي الذي تاه على ملعبه وفقد شخصيته ونقاطه الست وأصبح الحديث منصبا على ميتسو ومدى قدرته على إعادة كتابة التاريخ وعلى مدى قدرته على قراءة اللوحات الإرشادية والخريطة المؤدية إلى جنوب أفريقيا.

ونسي الجميع أو تناسوا أن ميتسو أصبح يقلب كفيه لا حول له ولا قوة فكيف يقود منتخبا لا يمتلك مهاجما يمكنه حل لغز التمريرات الطولية والعرضية إذا ما استثنينا على استحياء فيصل خليل الذي لا يعتبره ميتسو الخيار الأفضل عنده، ولعلنا جميعا والأبيض الإماراتي أيضا نعاني من الهجمة الشرسة والمخيفة للاعبين الأجانب خصوصا في مركز الهجوم على وجه التحديد في ملاعبنا الأمر الذي سيجعل العثور على مهاجم إماراتي متميز يستطيع ترجمة أفكار وتكتيكات ميتسو كعشم إبليس في الجنة.

ــ الجمعة القادمة ستشهد انطلاقة حدث فريد يسمى دوري المحترفين الإماراتي الذي سيكون مختلفا في كل تفاصيله خصوصا بعد أن فتحت الأندية خزائنها وسحبت من أرصدتها المالية على المكشوف حيث استعدت جميع الأندية على الورق وعلى صفحات الجرائد بطريقة متميزة وكانت معسكراتها ناجحة والاستفادة أكثر من رائعة وكله تمام كل ذلك قبل انطلاق صافرة الجمعة حيث سيعلن دوري الكرة عن نفسه.

ويرفع ستارة مسرحيته الجديدة المعنونة باسم (بين الاحتراف والانحراف) لنتعرف على من سيكون محترفا فكرا وسلوكا وتخطيطا وبرمجة ومن سيكون منحرفا فكرا وسلوكا ونتيجة ولأول مرة نسمع ونشهد الأرقام الفلكية من التعاقدات التي زادت في بعض الأندية عن المئة مليون درهم فأكثر فالقادم سيكشف مدى وعي إدارات أنديتنا في التعامل الاحترافي المنشود.

فالبعض يعتقد أن الاحتراف مجرد ضغطة زر لا أكثر ويتحول الظلام إلى ضوء أو العكس لكن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن الاحتراف عبارة عن تنشئة رياضية واجتماعية ووعي وثقافة وإدراك لضرورات المرحلة فكم من إدارات ستسقط عنها الأقنعة لنكتشف أن بينها وبين الاحتراف ما بيننا وبين لغة الموزمبيقيين القدماء والأيام قادمة والمية تكذب الغطاس كما يقولون.

ــ العودة إلى الكتابة بعد انقطاع كتلك اللحظة التي ينزل فيها المسافر إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج طويلة يشتاق فيها لاحتضان كل من يقابله وكل ما يقابله بعد أن عادت إليه ابتسامة الحياة مرة أخرى، لذا نأمل أن يقبلنا القارئ العزيز ويدرك المسؤول أن مجرد النقد هو محاولة لتوجيه البوصلة لزاوية الخطأ لا لاسم المتسبب عن الخطأ فنحن ننقد الممارسة بعيدا عن الاسم والشخصية واللون والانتماء والنفوذ وبعيدا عن كبر المنصب المشغول أو صغره هي مجرد مسجات مسؤولة يقف وراءها قلم يعمل بنظرية الإمارات فوق الجميع.

ــ حكمة اليوم: الفرق الوحيد بين الفقير والغني أن الأول يتعب من أجل وجبته والثاني يتعب بسبب وجبته!

عن البيان بتاريخ 17 سبتمبر 2008