قصة مجلة!!
عبدالرحمن فهمي

quot;طلعquot; في دماغنا.. عادل شريف وعدلي القيعي وأنا أن نصدر مجلة رياضية.. نكتب فيها ما نريد دون قيود ولا انتماءات ولا مجاملة ولا حسابات.. وبالفعل أصدرنا مجلة اسمها quot;الأبطالquot;.. المرحوم إبراهيم الخليل كابتن الترسانة أعجبته الفكرة.. وطيش شباب.. فقرر فتح بدرون فيلتهم الفاخرة بالمهندسين لتكون مقرا للمجلة.

بعد مرور فترة.. تأخرنا في سداد فاتورة الطباعة والورق.. وعلي فكرة المطابع التجارية الرخيصة مع سوق ورق الصحف والمجلات تجدها في نهاية شارع الجيش القادم من العباسية قرب ميدان العتبة الخضراء quot;سابقا ولاحقا الآنquot;!!
وذات يوم ذهبنا إلي مقر المجلة فوجدنا شيئا غريبا.. ولكنه مضحك للغاية.. رغم أنها أيضا مأساة!!
وجدنا مكاتبنا علي الرصيف في الشارع وفوقها كل شيء كما كان في الداخل تماما.. الورق والأقلام وبعض المجلات.. حتي التليفون quot;مقطوع السلك طبعاquot;!! مثل أفلام السينما.. ثم الكرسي في مكانه.. وكأننا سنحرر المجلة علي الرصيف!!
إيه الحكاية؟

تأخرنا في السداد.. ففوجيء والد كابتن إبراهيم الخليل.. وهو رجل له مكانته وثقله ومن رجال المجتمع الأثرياء.. فوجيء بالمحضر يريد أن يحجز علي الفيلا الأنيقة بما فيها من أثاث وسجاد وأدوات كهربائية وتحف وتابلوهات.. كل هذا من أفخر وأغلي الأنواع.
المحضر يريد أن يحجز علي الفيلا الأنيقة التي تقدر وحدها في ذلك الوقت بالشيء الفلاني.. لماذا؟!

لأن مجلة quot;الأبطالquot; التي تصدر عن هذا العنوان!! مدينة للمطبعة الفلانية بكذا!!.. مبلغ لا يساوي ثمن ثلاثجة مثلا أو تليفزيون!!
هنا استدعي والد كابتن إبراهيم المحضر وكتب له شيكا بالمبلغ.. وألغي الحجز.. ثم استدعي البواب وأمره بإخراج كل المكاتب والكراسي والأوراق وكل شيء ووضعه علي الرصيف!!.. ويقفل باب البدرون بالمفتاح فورا ويعطيه المفتاح!!
وقفنا عدلي القيعي وأنا بجوار المكاتب فوق الرصيف.. ومنظر الورق والتليفون المقطوع والقلم!! والكرسي في مكانه!! لنجلس عليه علي الرصيف.. مثلا!!
ظللنا واقفين أمام هذا المنظر ونضحك.. نوبة ضحك هيستيرية سيطرت علينا.. رغم أنها مأساة!!
ألم يقولوا: quot;شر البلية ما يضحكquot;!!

عن الجمهورية بتاريخ 10يناير 2009