صارت العلاقة التي تربط الجزائريين بأشقائهم في مصر quot;مشحونةquot; كروياً في الفترة الأخيرة، ولا تبعث على الإرتياح، والسبب هو تاريخ الـ14 من نوفمبر/ تشرين الثاني، موعد مباراة العودة الحاسمة بين منتخبي البلدين، والتي ستُقام بالقاهرة، والتي ستحدد أي من المنتخبين العربيين سيتوجه إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وصارت الأوضاع بين جماهير البلدين تارة أخوية تسمو بالمحبة والصداقة، التي تعبر عن سماحة علاقة الدين واللغة والتاريخ المشترك، وتارة أخرى أكثر تعصباً وتأزماً من أي وقت مضى، من خلال تبادل للتهم وتوعد بالتصفية، وأمور أخطر من ذلك.والسبب في هذا التباين يعود إلى التهجمات التي أطلقها بعض الإعلاميين المصريين وزملائهم من الجزائر، وتبادل التهم التي جعلت كلاً من الشارعين المصري والجزائري يعيشان حالة quot;غليانquot; زادت في إشعاله الصحافة.
ولجس نبض ما يجري، يلتقي موقع CNN بالعربية مسؤولي جريدتي quot;الشروق اليوميquot; الجزائرية، التي اتخذت مبدأ المصالحة وتصفية القلوب مع المصريين، للتقليل من الشحناء التي قد تؤزم أكثر في علاقة البلدين، وزميلتها quot;النهار الجديدquot;، الجريدة التي تواصل ردها العنيف وتهجماتها من حين لآخر على كل ما يأتي من الإعلام المصري، خاصة من بعض الإعلاميين، مثل عمرو أديب، ومصطفى عبده، ومدحت شلبي.
ومن خلال تتبعنا لما تتداوله جريدة quot;الشروقquot;، التي كانت أول من فتح النار على تصريحات الإعلاميين المصريين، فقد انقلبت كلية عن ردها العنيف وصارت تهدف إلى تلطيف الأجواء، وتوعية الجمهور الجزائري بضرورة التحلي بروح المسؤولية، وتفادي الوقوع في فخ إعلاميين لا غرض لهم من حملتهم سوى التشويش على الجزائريين.
وفي هذا السياق، صرح رئيس القسم الرياضي بالـquot;الشروقquot;، حكيم بولقيروس، لـCNN بالعربية، قائلاً: quot;كنا في البداية نرد، ولكن من دون تجريح على ما تتداوله المواقع الإلكترونية المصرية والإعلام المصري ضد الجزائر.quot;
وأضاف: quot;ولكن بعد إهانة عمرو أديب، ومصطفى عبده، ومدحت شلبي لشهداء الثورة الجزائرية المجيدة، اتخذت إدارة الجريدة قراراً بمهاجمة الثلاثي، الذي تعدى الخطوط الحمراء في تصريحاته النارية، ولكن من دون أن نمتد إلى الشعب المصري، الذي يبقى فوق كل اعتبار شعب شقيق، بدليل أن جريدة quot;الشروقquot; توجهت بدعوة لصحفيين النخبة من الإعلام المصري لتلطيف الأجواء، ولو أنها لم تنجح في البداية بنسبة عالية، طالما أن المصريين لم يكفوا عن تهجماتهم.quot;وتابع بقوله: quot;إلا أن المبادرة الثانية التي كانت بدعوة حارس المنتخب المصري والإعلامي الكبير،أحمد شوبير، الذي يعتبر من المعتدلين في مصر، مع كمال عامر نائب رئيس تحرير quot;روز اليوسفquot;، لطفت بحق الإجواء، وكانت المبادرة ناجحة.quot;وأضاف: quot;أما من بقي يتلفظ به أديب وعبده وشلبي، الذين ندعوهم في الجزائر بصحفيين quot;الدكاكينquot; فلن نقيم تصريحاتهم، لأن هدفنا من المبادرة بجلب شوبير هو أن نحقن الدماء التي قد تسقط في القاهرة، ونحمي الجمهور الجزائري، ونوَعيه من أن كرة القدم هي رياضة، تمتن العلاقات وتزيدها قوة، وليست وسيلة لزرع الأحقاد.quot;
وعلى العكس من quot;الشروق اليوميquot;، فإن جريدة quot;النهار الجديدquot; تواصل ردها العنيف على كل ما يأتيها من القنوات التلفزونية والمواقع الإلكترونية المصرية، وتمضي في حملتها ضد كل ما هو مصري.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس تحرير quot;النهارquot;، وسيم بن عورة، في تصريح لموقع CNN بالعربية: quot;لن ننتظر من المصريين أن يقدموا لنا الورود، لأنهم كانوا السباقين لإهانة شعبنا وشهدائنا، والشخص الذي يقول لشعب شقيق ويتمنى له النكد، فهذا لن نتركه لحاله.وأضاف: quot;ونحن في (النهار الجديد) لن نقبل بمثل هذه التهجمات مهما يكن من قالها، ولا نقبل الدعاء علينا، ولا المساس بكرامة الجزائريين، لأنه من يمس بكرامتنا وينبش في شهداء الجزائر فهو عدو لنا.. ولهذا نحن نطبق مقولة (العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم)، فإذا أخطأ أي مصري لن نتركه لحاله بل سنرد بقوة ولن نتوقف.quot;
وأضاف: quot;المصريون هم من انطلقوا في مهاجمتنا، ليس كروياً، وإنما بطرق استفزازية، خاصة في استهزائهم بشهداء الوطن.. بينما نحن لم يسبق لنا وأن ذكرنا شهداء مصر، بل نبقى نفتخر بتاريخها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ.. ولكن للأسف الشديد هناك من يتاجر بالقضية.quot;
وتابع: quot;وأقول هنا لمصطفى عبده إن الجزائريين لا يكرهون المصريين، وإنما يكرهون مصطفى عبده وحده فقط، لأنه لا يمثل مصر.. أما عمرو أديب، فأقول عنه بأنه في حياته لم يكن أديباً، وأنصحه أن يغير اسمه أفضل.quot;
وكان وزير الدولة للإعلام الجزائري، عز الدين ميهوبي، قد عقد مؤتمراً صحفياً قبل أيام، طالب فيه وسائل الإعلام المكتوبة بضرورة quot;التحلي بروح المسؤولية، وعدم الوقوع في فخ الاستفزازات التي يقوم بها بعض الإعلاميين المصريين.quot;
التعليقات