مع إنطلاقة منافسات الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، ستتطلع عيون المتفرجين إلى المهاجمين الذين يتبارون في هز شباك خصومهم بحثًا عن الفوز والنجومية، وبالتالي بحثًا عن اللقب الغالي الذي هو لقب (هداف الدوري) والذي يظل خالدًا في سجلات الدوري وذاكرة الناس، لذلك لا بد من مرور على تاريخ هذا اللقب الذي يحمل العديد من المعاني.

عبدالجبار العتابي من بغداد :في قراءة بسيطة لقائمة هدافي الدوري العراقي بكرة القدم عبر سنواته الطويلة نجد تنافسًا شديدًا فيما بين المهاجمين من اجل الوصول إلى المرمى والحصول على أكبر عدد من الأهداف، الصورة تنبئ بمهارات كبيرة يمتلكها اغلب اللاعبين من المهاجمين وسواهم من لاعبي الوسط والمدافعين. ففي كل فريق هناك على الاقل مهاجم واحد يمتلك المواصفات التي يمتلكها اقرانه في الاندية الاخرى وتثير الشجون عند حراس المرمى، وهذا يشمل حتى الفرق المتوسطة والضعيفة، وهذا ما جعل الدوري العراقي يتميز بالقوة والاثارة منذ انطلاقته عام 1974 / 1975 كما يتميز بوفرة في المهاجمين الذين كانت اسماؤهم تتردد بقوة بين الجمهور، وربما هذا يؤكد عدم الاستغراب من عدم حصول نخبة من المهاجمين المعروفين على هذا اللقب مثل علي كاظم واحمد صبحي وكاظم وعل .

جليل حنون

جليل حنون

حسين سعيد

حسين سعيد

علي حسين محمود

علي حسين محمود

وتمكن 23 لاعبًا من احراز لقب هداف الدوري طيلة المواسم السابقة يتقدمهم لاعب الزوراء كريم صدام باحرازه اللقب اربع مرات ، يليه ثامر يوسف من الزوراء وحسين سعيد من الطلبة ورحيم حميد من الجيش بثلاث مرات، ومن بعدهم يأتي علي حسين محمود لاعب فريق الشرطة واحمد راضي من الزوراء وهاشم رضا من الشرطة واحمد صلاح من اربيل وكل واحد منهم حقق لقب هداف الدوري مرتين ، بينما حصل اللاعبون : زهراوي جابر وجليل حنون وفلاح حسن ومجيد عبد الرضا ويونس عبد علي ومؤيد جودي وحسام فوزي وعلي حسن وعلي هاشم ومحمود مجيد واحمد خضير وحسين عبد الله وحيدر عايد ومصطفى كريم واسعد عبد النبي على اللقب مرة واحدة.


ولو اطلعنا على تاريخ هدافي الدوري العراقي لوجدنا العديد من الطرائف ولكشفنا المستوى العام للاعبين العراقيين خلال العقود الاربعة ، وفيما يأتي تفاصيل بالاسماء والارقام :

انطلق الدوري العراقي بشكله الحالي في موسم 1974- 1975 وكانت من مرحلة واحدة وفاز فيها فريق القوة الجوية ، وهي المرة الاولى التي تلعب بها الفرق تحت مسميات الاندية الاهلية اثر الغاء دوري المؤسسات الذي انطلق في عام 1962 .

ففي موسم (1974- 1975) الذي شارك فيه (10) فرق حصل لاعب النقل ثامر يوسف على لقب الهداف برصيد (13) هدفًا، وعاد اللاعب نفسه ليحافظ على هذا اللقب لكن هذه المرة مع فريق الزوراء في موسم (1975-1976) بمشاركة (13) فريقًا برصيد (13) هدفًا ايضا ، لكن بروز لاعب الشرطة زهراوي جابر بشكل لافت جعله يحصل على اللقب في موسم (1976-1977) بمشاركة (12) فريقا برصيد (6) اهداف.

اما في موسم (1977-1978) الذي شارك فيه (14) فريقا فاستطاع لاعب الميناء (البصري) جليل حنون خطف هذا اللقب من لاعبي بغداد برصيد (11) هدفًا .

وفي موسم(1978-1979) بمشاركة (13) فريقا كان اللقب من نصيب المهاجم الدولي فلاح حسن لصالح فريق الزوراء برصيد (7) اهداف ، اما موسم (1979-1980) الذي شارك فيه (12) كانت اهداف اللاعب الشرطاوي علي حسين محمود واضحة عندما سجل لفريقه (18) هدفًا ليحصل على هذا اللقب .

ومع بداية عقد الثمانينيات كانت الكرة العراقية في حال افضل بالطبع بعد المشاركات الدولية والفوز في البطولات ، وظهر مهاجمون على مستوى رفيع كانت المنافسة فيما بينهم على قدر عال من السخونة ، ففي موسم (1980-1981) بمشاركة (12) فريقًا ، كانت لحسين سعيد ، نجم فريق الطلبة، بصمته على المنافسات فإستطاع ان يسجل اسمه بوضوح فسجل (11) هدفًا ولكن موسم (1981-1982) شهد عودة متألقة لمهاجم الزوراء ثامر يوسف ليسجل (هاترك لحسابه برصيد ثلاثة القاب في الدوري عندما سجل للزوراء (14) هدفًا.

حسام فوزي

حسام فوزي

ثانر يوسف

ثائر يوسف

يونس عبد علي

يونس عبد علي

وفي الموسم الكروي للدوري الممتاز (1982-1983) عاد المهاجم الشاب حسين سعيد ليتوج بهذا اللقب مع فريقه الطلبة وبرصيد (17) هدفًا ،وفي موسم (83-84) عاد اللاعب المخضرم علي حسين محمود لاعب فريق الشرطة السابق للحصول على لقب الهداف لكن هذه المرة مع فريق الجيش الذي انتقل اليه واستطاع تسجيل (18) هدفًا.

وفي موسم (84-85) الذي الغيت فيه بطولة الدوري غاب اللقلب ولكن الافضلية كانت تشير الى حسين سعيد بـ (14) هدفًا ، وفي موسم (85-86) بمشاركة (16) فريقًا ،تقاسم ثلاثة لاعبين اللقب برصيد (9) اهداف لكل منهما وهم : لاعب الطلبة حسين سعيد ، ولاعب الرشيد احمد راضي من فريق الرشيد ، ورحيم حميد من فريق الجيش ، وهي سابقة لم تحصل في الدوري العراقي من قبل اذ سجل المهاجمون الثلاثة (9) اهداف لكل منهم.

وفي موسم (86-87) بمشاركة (12) اكد المهاجم الشاب رحيم حميد تفوقه على اقرانه، عندما حصل لفريقه الجيش على اللقب برصيد (14) هدفًا، وفي موسم (87-88) بمشاركة (16) فريقًا، عاد مهاجم الجيش رحيم حميد ليؤكد تفوقه وينال اللقب برصيد (15) هدفًا، وحصل على (هاتريك) في عدد الالقاب.

اما موسم (88-89) بمشاركة (15) فريقًا فكان شاهدًا على بروز نجم جديد هو المهاجم كريم صدام من فريق الزوراء الذي كان بروزه لافتًا واستطاع ان يهيمن على مقدرات الهدافين وكسر الارقام القياسية في عدد الاهداف ووصلت اهدافه الى (22) هدفًا ، وعاد ليحافظ على لقبه في موسم (89-90) بمشاركة (14) فريقًا وحصل على اللقب مرة اخرى وبرصيد (13) هدفًا .


وشهد عقد التسعينات منافسات ساخنة ايضًا في بدايته شكلت امتدادًا للصراع بين اللاعبين الذين كانت اسماؤهم بارزة واسماء جديدة ، ولكن سرعان ما تدهورت الاحوال بفعل الحصار الاقتصادي الذي طال الرياضة العراقية ايضا بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، وألقى بظلاله الكثيفة على المشهد الرياضي ، بالاضافة الى بروز ظاهرة الاحتراف التي جعلت العديد من نجوم الكرة العراقية يغادرون تباعًا الى خارج العراق ، حيث كان للمهاجمون النصيب الاوفر وهو ما دعا الى ضعف التنافس فيما بعد بعد خلو الساحة من النجوم الكبار خاصة في النصف الثاني من عقد التسعينيات.

ومع ذلك كان كل موسم مثيرًا في عدد الاهداف وسباق هز الشباك خاصة بعد الزيادة الكبيرة التي حصلت في الفرق المشاركة بالدوري ، ففي موسم (90-91) بمشاركة (14) اعلن كريم صدام لاعب الزوراء تمسكه باللقب لتحقيق الثلاثية وتسجيل (الهاتريك) المميز في عدد الالقاب اذ حصل على اللقب برصيد (20) هدفًا.

وفي موسم (91-92) بمشاركة (20) فريقًا صعد نجم احمد راضي واستطاع كسر الارقام الاعتيادية في عدد الاهداف وسجل (34) هدفًا للزوراء ، لكن في موسم (92-93) بمشاركة (24) ضرب كريم صدام سيطرته مجددا وسجل (35) هدفًا ، كانت تمثل الرقم الاكبر كما انه يشير الى حالة التنافس الشديدة فيما بين المهاجمين.

وهذا التنافس استطاع ان يقلبه اللاعب يونس عبد علي مهاجم فريق الشرطة في موسم (93-94) بمشاركة (26) فريقا الذي استطاع بمهاراته المميزة من اجتياز الرقم القياسي حين سجل (36) هدفًا ، ولكنه كان يقول ان العدد الصحيح هو (37) هدفا ، وهو اعلى رقم يسجل في سجلات الدوري العراقي ، اذ لم يستطع اي مهاجم من كسر هذا الرقم.

وفي موسم (94-95) بمشاركة (24) فريقا استطاع مهاجم فريق الكرخ مؤيد جودي من دخول التنافس وتسجيل اسمه في قائمة الهدافين برصيد (30) هدفًا ، وفي موسم(95-96) بمشاركة(12) فريقا سطع اسم مهاجم الزوراء حسام فوزي ونال اللقب برصيد (11) هدفًا مناصفة مع لاعب الكرخ علي حسين الذي سجل العدد ذاته.

وفي موسم (96-97) بمشاركة (16) فريقا عاد اللقب ليخرج من بغداد مرة اخرى وهذه المرة عن طريق مهاجم فريق النجف علي هاشم في على لقب الهداف برصيد (19) هدفًا ، وفي موسم (97-98) بمشاركة (16) فريقا سجل محمود مجيد (22) هدفًا للشرطة ، وفي موسم (98-99) بمشاركة (16) ايضا اشترك مهاجم الشرطة هاشم رضا ومهاجم الجوية احمد خضير في نيل برصيد (19) هدفا.

فلاح حسن

فلاح حسن

احمد راضي

احمد راضي

اما في موسم (99 -2000) بمشاركة (26) فعاد لقب الهداف ليغادر بغداد حين تمكن لاعب نادي الناصرية حيدر عايد من خطف اللقب عندما سجل (28) هدفًا ، ومرة اخرى في حالة تكشف مدى هبوط مستوى الكرة العراقية وتأثرها بالتداعيات الحياتية الاخرى ، انتقل اللقب خارج بغداد حين استطاع حسين عبد الله مهاجم فريق دهوك في موسم (2000-2001) بمشاركة (16) فريقا من احراز اللقلب عندما سجل (22) هدفًا.

وفي موسم (2001 - 2002) بمشاركة (20) كان اللقب من نصيب مهاجم الشرطة هاشم رضا برصيد (32) هدفًا .

وتوقفت مواهب المهاجمين بعد الغاء اقامة بطولة الدوري لموسمين متتاليين هما (2002-2003) و(2003 -2004) بسبب الحرب ، ولكن البطولة عاودت نشاطها في موسم (2004 - 2005) بمشاركة (36) فريقا ، ولجأ اتحاد الكرة العراقي الى اقامة الدوري الممتاز بطريقة توزيع الفرق بحسب المناطق الجغرافية، بسبب الاوضاع الامنية، ومن ثم قسمها الى مجموعتين شمالية وجنوبية ، مع اضافة تسمية دوري النخبة ،وشهد هذا الموسم غياب الكثير من اللاعبين السابقين مثلما شهد بروز لاعبين شباب تنافسوا بقوة على اللقب الذي كان من نصيب مصطفى كريم مهاجم فريق الكهرباء في اول ظهور له في دور الاضواء ، وقد سجل (16) هدفًا .

وفي موسم (2005- 2006) بمشاركة (28) فريقا انتزع المهاجم المخضرم صاحب عباس اللقب لصالح فريق كربلاء برصيد (17) هدفا وينقل اللقب الى خارج العاصمةز

اما في موسم (2006 -2007) كان اللقب من حصة مهاجم فريق اربيل احمد صلاح برصيد (11) هدفًا ، وفي موسم (2007-2008) ،احرز لاعب فريق الكهرباء اسعد عبد النبي اللقب برصيد 14 هدفًا اما الموسم الاخير 2008- 2009 فكان اللقب للمهاجم احمد صلاح لصالح فريق اربيل بعد ان سجل 15 هدفًا .