ضد الحكومة
فتحي سند



ــ تجربة فريدة في تاريخ الأندية العربية، هي تلك التي مر بها نادي الزمالك المصري.
ــ منذ أكثر من أربع سنوات والنادي الكبير يتمزق وينزف دماً.. وتعيش جماهيره واحدة من أسوأ فترات حياتها، لان النتائج ليست سلبية فقط، ولكن الانهيار الأخلاقي والتربوي كان أفدح وأخطر.

ــ وطوال السنوات الأربع العجاف، كان أعضاء الجمعية العمومية للزمالك يرفضون أي قرار يصدر عن المجلس القومي للرياضة، على اعتبار انه قرار حكومي.. وبمرور الوقت تجسدت الحقيقة التي تؤكد أن المسألة ليست أكثر من رفض والسلام.. وهذا هو مصدر الخطورة الذي يهدد واحدة من أكبر القلاع الرياضية في مصر والعالم العربي.

ــ لقد طالب الكثيرون من أعضاء الزمالك بضرورة الإسراع بإجراء انتخابات مبكرة، حتى يمكن تصحيح المسار الذي اعوج، ولم يعد ينفع معه مجالس معينة، أو لجان مؤقتة.

وكم حاول المجلس القومي للرياضة أن يستجيب لهذه الأصوات التي تدعو للانتخابات، ولكنه فشل بعد أن اصطدم بحكم غير قابل للاستئناف أو النقض بأن تقام أو تجرى جميع انتخابات الأندية بين شهري يونيو وسبتمبر حتى يتم اعتماد الموازنات من جمعياتها العمومية في نهاية السنة المالية.. وأمام الضغط الشديد على المجلس القومي اضطر المهندس حسن صقر رئيس المجلس إلى اللجوء لهيئة مفوضي الدولة وحصل منها على فتوى بإجراء الانتخابات بصورة مبكرة.. واستثنائية. لتجري في مايو المقبل.. ومن ثم تكون هناك فرصة كبيرة أمام الإدارة الجديدة للاستعداد للموسم الجديد.

ــ وكانت المفاجأة.. ان الأغلبية الساحقة في الشارع الرياضي المصري. بما فيهم الزملكاوية. والذين كانوا ينادون بتقديم موعد الانتخابات.. هم أنفسهم الذين أعلنوا مؤخراً.. انه لا داعي لانتخابات مبكرة، ويفضل إجراؤها في موعدها خلال يوليو.

ــ سألني المهندس حسن صقر: ماذا أفعل.. وماذا يريد هؤلاء المتناقضون مع أنفسهم.

ــ وسألني صقر مرة ثانية: ألم تقم الدنيا ولم تقعد حتى نبكر بالانتخابات.. والحمد لله نجحنا.

ــ قلت لرئيس المجلس القومي للرياضة: هذا هو عين العقل الا تجرى الانتخابات في يوليو، لأن الوقت سيكون قد ضاع على الإدارة التي ستتولى المسؤولية لوضع الفريق الكروي تحديداً على أول الطريق. حيث سيكون الموسم على بدء الانطلاق في أغسطس.

ــ رد صقر.. هذا ما اتفقت عليه كل الأطراف المعنية بالانتخابات وأكدوا جميعاً أنهم سيعتزمون، ولن يقيموا دعاوى قضائية. إلى آخر الكلام إياه.

ــ لم أستمر في مناقشات مع رئيس الاتحاد القومي للرياضة كثيراً لأنني أدركت أن الكلام أصبح عديم قناعة بأن ترضى ما تراه الحكومة صحيحاً، لمجرد أن ترفض.

ــ قد يتصور البعض أن هذا الكلام ينطبق على الزمالك فقط بحكم حالة التمزق التي يعاني منها.. وهو تصور خاطئ. ومن يريد أن يتأكد عليه أن يعود إلى انتخابات الأهلي ـ التي كانت هادئة شكلاً ـ ليعرف أنه بمجرد أن أشار البعض إلى أن د. حسام بدراوي هو مرشح الحكومة ضد حسن حمدي ـ لمجرد أن د. حسام كان عضواً بمجلس الشعب ورئيساً للجنة التعليم بالمجلس ـ حتى انفتحت عليه نار جهنم وسقط.

ــ النار لن تخمد في الزمالك. ويجري محاصرتها في الأهلي الآن!

عن البيان