صورة مركبة للجماهير الرياضية السعودية في الملاعب

يوسف السعد من الرياض: بعد خروج المنتخب السعودي أمام نظيره البحريني في رحلة الوصول إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا قال اللاعب السعودي العريق وقائد أول منتخب سعودي يصل كأس العالم 94 فيالولايات المتحدةماجد عبد الله إن هذا المنتخب يمثل كل الجماهير وهو منتخب مدرجات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان يرمي إلى عدة لاعبين كانوا بعيدين منذ فترات طويلة عن مستوياتهم المعروفة ولكنهم يمثلون الأخضر السعودي لأن مدرجات ضخمة تدعمهم وإعلام قوي يفرضهم. ليل نهار في الفضاء السعودي.

وعلى نفس السياق تحدث اللاعب الدولي السابق فيصل أبو ثنين عن هذه النقطة وقال إن التعصب الرياضي يبدو مستشرياً في المجتمع الرياضي السعودي ولا تكاد تنتقد لاعب حتى ينظروا أولاً لك من تمثل ومن أين أتيت ثم يبنوا على ذلك حكمهم على انتقادك!

قبل المباراة وفيما الجميع يتحضر لتخطي البحرين اختلف مشجعين في أحد المناظرات الرمضانية فقال أحدهم أريد أن يتأهل المنتخب السعودي ليتمكن حسين عبدالغني (قائد النصر) من معادلة رقم سامي الجابر ليكون اللاعب السعودي الثاني الذي يشارك quot;فعلياquot; في 4 كؤوس عالم, ورد عليه الآخر وقال أما أنا فأتمنى أن لا يتأهل المنتخب السعودي لكي لا يتحقق ذلك الأمر ويبقى رقم سامي عصياً على التحقيق في التاريخ القريب.

هذه النظرة ليست تعميماً ولكنها واقع يعاش يومياً في المنتديات الجماهيرية السعودية وبخاصة بين ثلاثي القمة الجماهيرية الهلال والنصر والاتحاد.

أحد المراقبين علق على مجموع نتائج المنتخب السعودي في التصفيات بقوله إن الأخضر لم يستطع تحقيق سوى فوز واحد فقط على أرضه أمام أضعف فرق المجموعة (الامارات) بأخطاء دفاعية بحته فيما تعادل في ثلاث مباريات وخسر واحدة وهو أمر يعني أن ضغط المدرج وصل لأقدام وعقول اللاعبين ولم يقدموا مستوياتهم المعروفة عنهم بدليل أن النتائج خارج الديار كانت أفضل وأهمها الفوز على إيران في طهران.

وحول هذه النقطة يقول نائب رئيس القسم الرياضي في صحيفة الحياة منصور الجبرتي إن اللاعب الذي يخضع للضغوط من الجماهير هو بلاشك لاعب ضعيف ولا يستحق ارتداء شعار منتخب بلاده, ومن الأفضل له الابتعاد حتى يتعود ثم يعود.

وذكر الجبرتي بتصريح عضو شرف شهير لأحد أندية العاصمة عند انتقال أحد اللاعبين حينما رفض ناديه واتجه للنادي المنافس قال إنهم وعدوه بأن يكون لاعباً في المنتخب ولذلك وافق على عرضهم, وقال الجبرتي عن هذا التصريح إنه يكشف مصدر التعصب بأنه لا يأتي من المدرج فحسب بل من خلال مسؤولي الأندية نفسها دون استثناء وكان يجب على الاتحاد السعودي التحرك في حينها وحماية سمعة المنتخب تماما كما يفعل في دفاعه عن لجانه المختلفة التي يحميها بكل قوة عندما تتعرض للنقد أو الهجوم.

وهو بالضبط ما نادى به مراقبين رياضيين سعوديين مثل أحمد الشمراني وصالح الورثان من أن التعصب بدأ يفتك بالكرة السعودية واتهموا منتديات الأندية بأنه البؤر الرئيسية لنشر التعصب والكراهية بين الرياضيين والمشجعين. والأندية ترد التهمة بأن لاعلاقة لها بالمنتديات غير الرسمية والتي لاتتبع النادي, رغم أن المدرجات كانت مكاناً خصباً للتحريض فالعبارات العنصرية الجماعية أطلقت يوما ما على فريق سعودي قارنته بمنتخب أفريقي ولاعب شهير تعرض لحملة شعواء على مدى نصف موسم يذكرونه بحادثة شهيرة وقعت له, وجماهير أخرى أشعلت النيران في علم فريق منافس أمام الكاميرات في مدرجات الملعب دون أن ينطق رئيس أي نادٍ من هؤلاء بكلمة واحدة ضدهم!

قبل فترة بسيطة رد أحد الأندية ببيان على رئيس لجنة رياضة تابعة للاتحاد السعودي يقول فيها بأن أبناء الوطن أحرص على مصلحته من غيرهم في إشارة سيئة لأصول رئيس تلك اللجنة! ومن جهة إعلامية فلا تخلو ساحة الصحف والوسائل إلاعمية السعودية من تعصب للأندية على حساب المصلحة الأهم وهو المنتخب الوطني. في بطولة كأس الخليج قبل الماضية في الإمارات كان يحمل شارة القيادة لاعب الهلال الأسمر عمر الغامدي وبعد أول مباراة قاد فيها المنتخب علقت إحدى الصحف السعودية المتخصصة على ذلك بقولها (شارة القيادة لا تليق به شكلاً ولا مضموناً).

ويصنف الكاتب الرياضي الشهير صالح الطريقي كتاب المقال السعوديين إلى ثلاثة أقسام فيقول:

1-الشخصية الأولى: هي quot;المحاميquot;؛ وهذه النوعية من الكتاب هو من يعتمر قبعة السلبية، فتكون كل السمات الموجودة في أطروحاته متجانسة حول تركيبه واحده، وهي الدفاع عن ناديه، أو لاعبه المفضل، أو حتى جهته المفضلة، بغض النظر عن أي شيء آخر، حتى ولو وصل الأمر إلى التمجيد في تلك الجهة، على حساب الموضوعية والاحترافية الإعلامية.

2-الشخصية الثانية:هي شخصية quot;المدعي العام؛ وطبعا هنا سنجد الصرامة والاتجاه الثابت إلى الأمام فقط، وهذه النوعية من الكتاب أود أن أضيف إلى تشبيه الكاتب صالح الطريقي، أمرا آخر، وهو أنها كالقطار يسير بخط واحد مستقيم، وهو وجوب إيقاع أقصى العقوبة على من في قفص الاتهام، حتى وإن كان المتهم بريئا.

3-الشخصية الثالثة: وهي شخصية quot;القاضيquot;؛ وهو الذي يُفند القضية، ويجمع الأدلة، ويستمع لمرافعات المحامين، ويأخذ القرائن ثم يجمعها في المعطيات، ليستخلص الحكم بالعدل؛ وهنا يؤكد الكاتب الطريقي أن هذه الفئة نادرة جدا في الساحة السعودية.

ويتساءل الإعلامي السعودي علي الزهراني حول نفسية أي لاعب يتعرض لأنواع الشتائم في كل مباراة يلعبها من أحد المدرجات ثم يأتي في يوم المنتخب ويرى نفس المدرج وهو يطالبه بالفوز في نفس الوقت الذي ينتظر فيه زلته, والحال ينطبق على أهم لاعبين في المنتخب السعودي (ياسر القحطاني ومحمد نور).

وبالعودة لبيسيرو فإنه رغم ماقدمه في فترة وجيزة إذ حضر للرياض والسعودية تحتل رابع الترتيب ولكنه نجح في العودة بها للمنافسة وكان قاب قوسين أو أدنى من الصعود قبل الملحق ولم يكن يكفيه سوى أن يضع القحطاني الكرة الانفرادية في المرمى أمام كوريا الشمالية ولكن الكرة ذهبت للخارج وذهب عمل بيسيرو الذي كان أكثر سؤال يواجهه منذ حضر للسعودية quot;لماذا لا يلعب فلان و فلان يلعب ؟quot;.