يوسف السعد من الرياض : ما زالت تتابعات الخروج السعودي الأخير من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا تلقي بظلالها على الشارع الرياضي السعودي وخصوصًا الجماهير التي صدمت بالخروج أمام البحرين الأسبوع الماضي من الملحق الآسيوي،وأحدث الخروج السعودي تغييرًا كبيرًا في المطالبات الجماهيرية بعد أن كان غالبها سابقًا يتحدث عن مشاكل تدريبية أو عناصرية، ولكنه في هذا الخروج بالذات بدأ يتحدث عن مطالب بتغييرات كبيرة في الاتحاد السعودي لكرة القدم والبحث عن تطوير حقيقي يلامس المشاكل ويحلها جذريًا بعد عدة إخفاقات طالت غالب المنتخبات السعودية وفي الكثير من الألعاب وبخاصة كرة القدم بفئاتها السنية جميعها.
وبالنظر لتاريخ المشاركات السعودية في كأس العالم فإن جيلاً كاملاً من الشباب السعودي نشأ وهو يرى منتخبه من أركان متابعة كأس العالم على مدى 16 عاماً ماضية ولم يستوعب بعد المونديال المقبل دون وجود الأخضر ونجومهم المفضلين ضمن قائمة المنتخبات واللاعبين المشاركين في العرس العالمي الأول.
الصحف الإلكترونية السعودية كانت أكثر تحررًا وشفافية وهي تعرض ردود الفعل الجماهيرية التي تتعلق بمطالبات التغيير وفي المقابل فإن الصحف الورقية على مواقعها الإلكترونية كانت متحفظة إلى حد كبير سوى جريدة الجزيرة العاصمية التي فتحت الباب للآراء المضادة للاتحاد السعودي في معرض تعليقها على اللجنة التي أنشأها الاتحاد السعودي وتعنى ببحث أسباب الإخفاقات السعودية في المشاركات الأخيرة خصوصًا في كرة القدم.
وقالماجد في تعليقه على الخبر quot;أسباب تراجع مستوي المنتخبات معروف من زمان بس انتم تكابرون لا بد من التغيير في أسرع وقت من رأس الهرم إلي اصغر إداري كما لا بد من أن يكون هناك حرية في الاسئلة الموجهة للرئيس العام هو ونائبه ولا تكون الاسئلة مفصلة علي هواهم يجب أن يكون الإعلامي هو أول من ينتقد أي من كان سواء الرئيس أو نائبه يجب أن يحاسبوا كما يحاسب أي مسؤول في الرعاية فهم ليسوا معصومين من الخطاء. لا أرى أي بوادر للتفاؤل بالنسبة إلى المنتخب فالشور شورك يا يوبه والراي رايك يا يوبهquot;.
وقال بدر quot;الأمور واضحة نحتاج فصل اتحاد الكره عن الرعاية والاستعانة بخبراء شباب وحتى لو كانوا أجانب في كل أروقة اتحاد الكرةquot;.
اتحاد الكرة الآسيوي يبحث في انتكاسة الأخضر السعوديلجان سعودية تعالج الإخفاقاتهل أفشلت المدرجات السعودية منتخب quot; كل الجماهير quot; ؟ |
فيما ربط أبو سارة بين سوق الأسهم والرياضة بقوله quot; بين انهيار الأسهم وهزيمة المنتخب يظهر لك فارق الاهتمام في الأولى لم تحرك الدولة ساكن لأن المتضرر المواطن البسيط وفي الثاني علقت المشانق وجندت الأقلام وشكلت اللجان لأن المتضرر علية القوم وسمعتهم سبحانك ربي ما أحلمكquot;.
وتشهد الكرة السعودية بكافة مستوياتها أسوء مراحلها في تاريخها الحديث منذ عام 2002 الذي شهد أكبر خسارة سعودية في مونديال كوريا واليابان على يد الألمان بثمانية أهداف دون مقابل ولم يتحقق بعدها أي إنجاز سوى الصعود لمونديال ألمانيا 2006 ومشاركة خجولة لم تحرز فيها السعودية سوى نقطة واحد بالتعادل مع تونس وهزيمتين 4/0 و 1/0 على يد أوكرانيا واسبانيا.
وأخفق المنتخب السعودي في ثلاث دورات خليجية أحدها خرج من الدور الأول وخرج على يد ليبيا من البطولة العربية في مصر ولم يحقق سوى وصيف آسيا بعد العراق في أفضل إنجاز للفريق الأول، وعلى المستويات السنية فإن التأهل لأولمبياد اتلانتا 1996 كان هو آخر الانجازات الأولمبية فيما أخفق منتخبي الشباب والناشئين في تحقيق أي نتيجة إيجابية على المستوى الآسيوي والدولي.
وتقضي خطة الاتحاد السعودي التي أعلنها رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد بتشكيل لجنة برئاسة الأمير نواف بن فيصل تملك كل الصلاحيات بما فيها استقدام خبراء محليين وأجانب لمعالجة الإخفاقات السعودية.
وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي للإحصاءات، فإن دوري المحترفين السعودي حصل على المرتبة 16 عالميًا وهو ما احتفت به الأوساط الرسمية والإعلامية الرياضية السعودية ولكن ذلك الأمر لم ينعكس على مشاركة الأندية السعودية في البطولة الآسيوية التي لم ينجح فيها سوى فريق الاتحاد الذي تأهل لدور الـ8 فيما خرج الهلال والشباب والاتفاق من المرحلة الثانية.
وتعاني الكرة السعودية من عدم احتراف أي لاعب سعودي خارج ملاعبها إذ تعثرت تجربة حسين عبدالغني الذي قضى موسماً واحد مع نيوشاتل السويسري وعاد بعده للنصر العاصمي, فيما لم تنجح أي تجربة للاعب سعودي آخر سواء من الجيل القديم مثل سامي الجابر (ولفرهامبتون الانجليزي) و فهد الغشيان (آلكمار الهولندي) أو الجيل الحديث الذي فشل فيه أي لاعب في جذب الأنظار الأوروبية لعطاءاته وهي مشكلة يبدو أنها ستستمر لسنوات أخرى بعد الإخفاق الأخير في الوصول لكأس العالم.
وعلى الرغم من أن السعودية لديها دوري ناشئين وشباب منتظم ومصنف لدرجتين (ممتاز, مناطق) إلا أن المخرجات لا تبدو في مستوى قوة الدوري الذي يحظى بتغطية إعلامية حيث تنقل مباريات الدوري الممتاز للناشئين والشباب على قنوات فضائية رياضية.
التعليقات