تحدث بعض الإعلاميين عن مدى أهمية الأسبوع الماضي بالنسبة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم. إلا أن ذلك الأسبوع مضى من دون أن يحدث أي شيء يذكر. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: quot;هل فوّت سيب بلاتر الفرصة على نفسه لإستعادة المصداقية لعملية التصويت على استضافة نهائيات كأس العالم، أم مازال هناك وقتاً لذلك؟quot;. وهذا السؤال مازال يبحث عن الإجابة.
وفعل سيب بلاتر، رئيس الفيفا، شيئاً واحداً جيداً في مؤتمره الصحافي الذي عقده يوم الجمعة في مقر الاتحاد في زيوريخ، الذي لم يتعود عليه الإعلاميون من قبل، وهو اعترافه بارتكابه خطأ. والخطأ الذي كان يتحدث عنه هو موافقته الأصلية قبل بضع سنوات على أن يتم التصويت على الدول التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022 في اليوم ذاته.
وأدرك بلاتر في وقت متأخر أنه وقع في خطأ الذي أدى إلى مزاعم تواطؤ والمتاجرة بالتصويت بين مقدمي العروض. واعترف أن الخطأ لم يكن سهلاً بالنسبة إلى شخص الذي يحب الناس عادة إلى الاعتقاد بأنه لا يرتكب اخطاء إلا نادراً.
وهناك دائماً تحديان يواجهان الشخص الذي يرتكب خطأ ما، الأول أن يقر به، والثاني أن يفعل شيئاً حيال ذلك. وفشل بلاتر تماماً في إدراك ذلك، إذ قال إنه فات الأوان لتغيير عملية التصويت. ومهما كانت المشاكل بسبب قراره الأصلي، فإنه ادعى أن الخيار الوحيد الآن هو المضي قدماً في عملية التصويت في الموعد المحدد في 2 كانون الأول المقبل.
ولكي يكون المرء منصفاً تجاه رئيس الفيفا، فإنه وقع تحت ضغط شديد من قبل الدول التي قدمت عطاءاتها لاستضافة مونديال 2022 للقيام بعملية التصويت في الموعد المتفق عليه، لأن لديهم ميزانيات وعقوداً التي تنتهي في ذلك التاريخ.
وكانت مقامرة كبيرة من بلاتر، لأنه كان يعلم مدى الضرر الذي سيلحق بالاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب مزاعم رشاوى quot;شراء الأصواتquot;. وكان يمكنه أن يقلل من اداعاءات التواطؤ على الأقل لو أقدم على القيام بالتصويت في موعدين مختلفين. ولكن من دون قيامه بعمل شيء ما، فإن بلاتر يخاطر باتهامه بأنه غض الطرف عن المشاكل.
ومازال هناك تاريخاً واحداً في دفتر ملاحظات الفيفا الذي يمكن أن يغيّر المشهد في المنافسة على استضافة كأس العالم. ففي 17 تشرين الثاني ستصدر لجنة الأخلاق التابعة لفيفا حكمها النهائي على الادعاءات التي أدت إلى التعليق المؤقت لعضوية اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية، رينالد تيماري من تاهيتي والنيجيري أموس ادامو بعد مزاعم الرشاوى التي نشرت في صحيفة quot;صاندي تايمزquot; البريطانية مؤخراً.
وأشار بلاتر إلى هذا مراراً وتكراراً خلال مؤتمره الصحافي. وعلى رغم أنه قرر على أنه لا يستطيع تغيير أي شيء، إلا أن هناك هيئة لها سلطة لاتخاذ القرارات الصعبة. فمصداقية الفيفا أصبحت على المحك، ويدرك الجميع من داخل المنظمة أو خارجها ذلك جيداً. وفي هذه اللحظة هناك ثقة ضئيلة في نزاهة عملية التصويت.
ويرى البعض من هؤلاء أن المشكلة الكبرى هي في حجم عدد المصوتين. فبوجود 24 صوتاً فقط في الهيئة التنفيذية، فإن هذا يعني أن لدى كل فرد منهم تأثيراً أكثر مما ينبغي. وهذا سوف لن يتغير في الوقت الراهن، ولكن من المرجح أن يتم النظر في عملية التصويت في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال أن لدى اللجنة الأولمبية الدولية نحو 115 ناخب والتي حتى هي أيضاً كان لديها أكثر من نصيبها العادل من الصعوبات.
وإذا حظي المصوتين على نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022 على القبول بعدالتهم من قبل عشاق كرة القدم في العالم، فإن الكثير سيحدث من الآن وحتى مطلع كانون الأول.
التعليقات