تحولت مباراة القادسية الكويتي والاتحاد السوري إلى مهرجان كروي لم تعرفه الكويت من قبل، حيث تعد السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة الكويتية أن يصل الحضور إلى هذا العدد الكبير والذي وصل قرابة الـ60 ألف متفرج جاءوا قبل نهائي كأس الاتحاد الآسيوي بساعتين في تحد.

ونجح رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد أن يرد على معارضيه ومنتقديه بنقله المباراة من ملعب استاد محمد الحمد بنادي القادسية إلى استاد جابر الدولي.

فقد بدأت بعض الأقلام تنتقد وتبرر بان خسارة القدساوية سببها أن لاعبي الفريق لم يتعودوا أن يلعبوا بين هذه الكثافة الجماهيرية، وبالطبع هذا الأمر غريب ومضحك، فقد نجح الاتحاد الكويتي بان يقدم صورة جميلة وحضارية انبهر رجال بن همام على ما رأوه من جمالية الملعب فقد عانت الكويت سنين طويلة من عدم وجود ملعب ضخم.

فمن تابع وشاهد خرج بانطباع جميل وطيب بان الكرة الكويتية عائدة لمجدها الذهبي والخسارة لا تعني نهاية العالم بل هي دافع قوي لفريق القادسية العريق.

وعودة إلى الاتحاد السوري الذي أكد علو كعبه بان في الاتحاد قوة، فقد استحقوا الفوز ونالوا ما كانوا يخططون له فلهم التهنئة على هذا الانجاز حيث سهرت المدن السورية حتى الصباح بعد أن أعاد شباب حلب البشرى للجماهير السورية.

فقد أعاد نادي الاتحاد الحلبي laquo;الروحraquo; إلى الكرة السورية بفوزه بلقب كأس الاتحاد الآسيوي على حساب مضيفه القادسية الكويتي بركلات الترجيح 4-2 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

والفريق البطل وصل للدور النهائي بعد مشوار صعب للغاية، وحصل على المركز الثاني ضمن المجموعة الرابعة في الدور الأول من البطولة بعدما جمع 10 نقاط من ست مباريات وبفارق المواجهات المباشرة أمام النجمة اللبناني.

في حين تصدر القادسية الكويتي الترتيب برصيد 14 نقطة وفي دور الـ16 تغلب الاتحاد خارج ملعبه على نادي الكويت الكويتي حامل اللقب بفارق ركلات الترجيح 5-4 إثر تعادل الفريقين 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، أما في ربع النهائي فقد تفوق على كاظمة الكويتي أيضاً حيث فاز 3-2 ذهاباً ثم 1-0 في مباراة الإياب.

وما يثلج صدورنا هو ان الفرق العربية لها التجربة الغنية والمثيرة حيث يذكر أن الأندية العربية فرضت سيطرة مطلقة على بطولة كأس الاتحاد، إذ تناوب على إحراز اللقب كل من الجيش (2004) والفيصلي الأردني (2005 و2006) وشباب الأردن الأردني (2007) والمحرق البحريني (2008) والكويت (2009).

من حق الأشقاء بأن يفرحوا كثيرا فقد خرجت المباراة بمنتهى الروح الرياضية واثبت الجميع بأنهم على قدر من المسؤولية والاهم في ذلك هو إزالة خلاف الجليد الشهير بين رئيس الاتحاد الآسيوي وأسرة نادي القادسية قبل عدة سنوات.

فالرياضة والكرة خاصة تجمع ولا تفرق، واللَّهم أبعد عنا الفرقة وأشكروا المعلونة (الكورة)، فما أحلى الكباب الحلبي في اليوم التاريخي لأهل الشام، وهنا وعافية بالكأس الذهبية ..والله من وراء القصد.
جريدة البيان الاماراتية