تشكل بطولة العالم للاندية التي تستضيفها ابوظبي حتى الثامن عشر من الشهر الجاري فرصة ذهبية لانتر ميلان بطل ايطاليا واوروبا في كرة القدم لاستعادة توازنه على الساحتين المحلية والاوروبية.

يمر الفريق بفترة حرجة جدا تهدد بفقدانه لقب بطل الدوري الايطالي الذي سيطر عليه في الاعوام الخمسة الماضية، فللمرة الاولى يتصدر غريمه التقليدي في مدينة ميلانو صدارة الترتيب بفارق عشر نقاط عنه، وهو فارق لن يكون تعويضه سهلا في القسم الثاني من الموسم.

تأتي خيبات انتر ميلان بعد موسم رائع يعتبر من الافضل في تاريخه، اذ اضاف الى الدوري والكأس المحليين، لقب دوري ابطال اوروبا بعد الفوز الشهير على بايرن ميونيخ الالماني في المباراة النهائية بهدفين لمهاجمه الارجنتيني دييغو ميليتو الغائب تماما عن مستواه هذا الموسم.

انجازات الانتر في الموسمين الماضيين تحققت بقيادة المدرب البرتغالي الموهوب جوزيه مورينيو، الذي انتهز فرصة اقامة نهائي دوري الابطال مع الفريق البافاري على ملعب quot;سانتياغو برنابيوquot; في مدريد لانهاء اتفاقه مع فريق العاصمة الاسبانية منهيا في الوقت ذاته علاقة جيدة جدا مع رئيس النادي الايطالي ماسيمو موراتي.

تعاقد انتر ميلان مع مدرب ليفربول الانكليزي، الاسباني رافايل بينيتيز، الذي وعد فور وصوله الى ميلانو بمواصلة تحقيق الانجازات، لكن فريقه يقف بعد المرحلة الخامسة عشرة من الدوري في المركز الخامس برصيد 23 نقطة، بفارق الاهداف فقط عن سمبدوريا وباليرمو وروما، وخلف ميلان (33 نقطة) ولاتسيو (30) ويوفنتووس (27) ونابولي (27).

حضر بطل اوروبا الى ابوظبي بكامل نجومه، ويأتي في مقدمتهم المهاجم الكاميروني صامويل ايتو وصانع الالعاب الهولندي ويسلي سنايدر وصخرة الدفاع الارجنتيني خافيير زاينتي والبرازيليان لوسيو وتياغو موتا وماركو ماتيزازي استيبان كامبياسو.

بينيتيز في وضع لا يحسد عليه اذ قد تبقيه بطولة العالم للاندية في منصبه حتى نهاية الموسم على الاقل او قد تعجل باقالته، خصوصا ان الصحف الايطالية بدأت تذكر اسماء لخلافته كفابيو كابيلو مدرب منتخب انكلترا.

واعتبر المدرب الاسباني ان quot;الفوز بلقب الافضل على المستوى العالمي قد يكون فرصة في استعادة التوازن للعودة بقوة الى الدوري المحلي الذي يحتل فيه الفريق مركزا غير مرغوب فيه لانه معتاد على الصدارةquot;.

وتابع quot;لم تسنح لنا الفرصة للاستعداد لهذه البطولة سوى من خلال مباريات الدوري الايطالي ودوري ابطال اوروبا، واتوقع ان تكون فيها المنافسة قوية في نصف النهائي والنهائي خصوصا من انترناسيونال البرازيليquot;.

ويحصل بطلا اوروبا واميركا الجنوبية على افضلية المشاركة مباشرة في نصف النهائي، اي ان مباراتين فقط تفصلان احدهما على اللقب الذي تحتكره الفرق الاوروبية والاميركية الجنوبية مناصفة منذ انطلاق المسابقة بحلتها الجديدة عام 2000.

يلعب انتر ميلان في نصف النهائي الاربعاء المقبل مع الفائز من الوحدة ممثل الامارات وسيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبي اللذين يلتقيان اليوم.

مشاركة الانتر في quot;مونديال الانديةquot; تأتي بعد سلسلة من النتائج المتواضعة بتعادله مع بريشيا 1-1 وخسارته امام ميلان صفر-1 وكييفو 1-2 وروما 1-3 محليا، وامام توتنهام الانكليزي 1-3 ثم امام فيردر بريمن الالماني صفر-3 الثلاثاء الماضي اوروبيا قبل ان يحزم امتعته للتوجه الى ابوظبي، مع انه كان ضامنا تأهله الى الدور الثاني من البطولة الاوروبية.

صحيفة quot;غازيتا ديللو سبورتquot; الايطالية نقلت عن موراتي قوله quot;نترقب بشغف مثل الملايين من جماهير النادي الفوز بلقب مونديال الاندية ليس لانه لقب مهم وحسب، بل لان الفوز به من شأنه تعديل مسار الفريق من الان وحتى نهاية الموسمquot;.

وتقع على عاتق انتر ميلان ابقاء كأس البطولة في الخزائن الاوروبية ومنح القارة العجوز ايضا الافضلية على اميركا الجنوبية بعد ان توجت فرق ميلان ومانشستر يونايتد الانكليزي وبرشلونة الاسباني بالالقاب الثلاثة الاخيرة عقب سيطرة برازيلية على النسخ الثلاث الاولى عبر كورنتثيانز وساو باولو وانترناسيونال على التوالي.

واعتبر خافيير زانيتيي الذي استبعده المدرب دييغو مارادونا من التشكيلة التي شاركت في مونديال جنوب افريقيا الصيف الماضي quot;ندرك جيدا اهمية الفوز بهذه البطولة، فلقب مونديال الاندية هو بمثابة الفرصة التي اتتنا لكي نعود الى الحياة مرة اخرىquot;.

وتابع quot;ارتفعت معنوياتنا كثيرا بعد عودة ميليتو وسيزار ومايكون وغيرهم من اللاعبين المصابين، وفريقنا يصبح اكثر قوية حين يكون مكتمل الصفوفquot;.

النجم الهولندي ويسلي سنايدر الذي ساهم كثيرا بانجازات فريقه الاخيرة وبتأهل منتخب بلاده الى نهائي كأس العالم الاخيرة قبل ان يخسر امام نظيره الاسباني صفر-1 قال بدوره quot;يحدونا الامل بتقديم اداء جيد وتجاوز العقبة الاولى في كأس العالم للاندية التي تعتبر بمثابة جائزة لنا بعد تحقيق انتصار استثنائي في اوروبا، فنحن مصممون على المضي قدما في البطولة ورفع الكأس، والشعور الطاغي في الفريق حاليا هو رغبة عارمة بالفوزquot;.