الدور الفاصل الذي حدده الدوري الممتاز الانكليزي مؤخراً لتسوية المركز الرابع للتأهل لدوري أبطال أوروبا (إذ ينص الاقتراح على تأهل الأندية التي تحتل المراكز الثلاث الأولى تلقائياً، بينما تلعب الأندية من المركز الرابع إلى السابع دوراً فاصلاً في ما بينها ليتأهل الفريق الفائز منها لدوري أبطال أوروبا)، تمت مناقشته في الأسبوع الماضي واجتذب استجابات مختلفة: سلبية وايجابية.

وفي حين أن هذا الاقتراح ما زال موضع نقاش، فإنه بالتأكيد سيكون هناك تغييراً واحداً في الموسم المقبل للطريقة التي يدار بها الدوري الممتاز، وقد يكون له تأثيراً كبيراً على أنديته، إذ سيتعين على كل الأندية الـ20 في الدوري الممتاز منذ بداية الموسم 2010/2011 أن تتمثل للوائح التشكيلة الجديدة. حيث ينبغي على كل نادٍ أن يضع اسم 18 لاعباً في قائمة تشكيلته الأساسية لكل مباراة من مجموع الـ25 اللاعبين المرشحين.

ويجب أن يكون من بين هؤلاء الـ25 ثمانية لاعبين من quot;النابعين من الداخلquot;. ويعرّف الدوري الممتاز quot;النابع من الداخلquot; أنه اللاعب الذي قضى ثلاثة سنوات من حياته المهنية في النظام الانكليزي عندما كان عمره يقل عن الـ21 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، ستكون الأندية قادرة على انتقاء عدداً غير محدود من اللاعبين تقل أعمارهم عن الـ21 عاماً الذين سبق لهم أن كانت اسماؤهم في سجلات النادي.

التغييرات الجديدة لم تفد التنمية الشبابية فقط، بل وبشكل حاسم، ستضطر بعض الأندية لتوقيع عدداً من اللاعبين الانكليز عند فتح باب الانتقالات في الصيف المقبل، إذ يحاول الدوري الممتاز خلق أفضل فرصة لتطوير المواهب الشابة الذي تتاح لهم الفرصة للعب مع الفريق الأساسي في الأندية. ويعتقد بأن هذا النظام سيعطي المزيد من الفرص لخريجي أكاديميات الأندية لإظهار مواهبهم، حيث أن هناك استثماراً كبيراً من الأموال لتنمية مواهب الشباب. إذ أن متوسط الانفاق بلغ حوالي ثلاثة ملايين جنيه استرليني سنوياً لكل نادٍ في الدوري الممتاز.

ويؤمن الدوري الممتاز بأن التغييرات ستكون لها تأثيراً ايجابياً وعلى المدى الطويل على تشكيلة المنتخب الوطني الانكليزي، مع توفير المنفعة المالية لتلك النوادي التي تعمل مع محدودية حجم تشكيلتها، إذ قال مايك فوستر، الأمين العام للدوري الممتاز، إن الأندية كانت منفتحة جداً على هذه التغييرات، التي تؤمن ايماناً كبيراً بتنمية الشباب.

وأوضح فوستر أنه تمت مناقشة خطة العمل هذه للمرة الأولى من قبل كل الأندية في الصيف الماضي: quot;فقد قضوا أياماً للنظر في مسألة تنمية الشباب وسبل تعزيزهاquot;. وبعدها وافقت الأندية من حيث المبدأ على هذا النوع من الأنظمة الذي صقله الدوري الممتاز وأعاده إلى الأندية في أيلول الماضي عندما وافقت بالاجماع على قاعدة جديدة. وأكد فوستر أن الدوري الممتاز، من جانبه، كان سعيداً بالنتائج التي تم التوصل إليها.

يذكر أنه كان هناك ضجيجاً كبيراً في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الأشهر القليلة الماضية الذي يريد تطبيق نظام الحصص، ولكن الدوري الممتاز اعترض عليه كونه غير شرعي بموجب أنظمة العمل للاتحاد الأوروبي. وعلى رغم أن ضغط الفيفا لم يذهب سداً، إلا أن الدوري الممتاز أراد تركيز طاقاته على شيء من شأنه أن يندرج ضمن الإطار القانوني للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تشجيع أكاديميات أنديته.

أما بالنسبة إلى بعض الأندية، الأنظمة الجديدة هذه سيعني تغييراً جذرياً في مناهجها، إذ أظهرت الأبحاث أنه في اليوم قبل الأخير من الموسم الكروي الماضي، أندية كبرى مثل ارسنال وليفربول وتشلسي كانوا ضمن مجموعة من سبعة أندية التي لم يكن لديها ثمانية لاعبين نابعين من الداخل في قائمة تشكيلتها.

وفي الحقيقة، بيّنت الاستنتاجات أن فريق رافائيل بينيتز كان أسوأ quot;الجناةquot; في الدوري الممتاز لانتاج المواهب المحلية. وباعتراف الجميع، تبيّن أنه لم تكن قائمته النهائية، بل قبيل نهاية الموسم الماضي، ليفربول لم يستخدم سوى 17 في المئة من اللاعبين النابعين من أكاديميته في الموسم 2008/2009. أما ميدلزبوره الذي هبط إلى دوري الأبطال، مع وجود ديف بارنابي على رأس أكاديميته الناجحة، فقد كانت لديه أعلى نسبة (69 في المئة)، بينما استخدم استون فيلا وويستهام يونايتد ما نسبته 67 في المئة من لاعبي أكاديميتهما. أما بطل الدوري الممتاز مانشسر يونايتد فكانت نسبته 42 في المئة وتشلسي 28 في المئة وارسنال 37 في المئة.

وقد تعرض ارسنال، تحت إدارة ارسن فينغر، في الماضي إلى انتقادات لعدم انتاج المواهب الانكليزية. ولكن ثمانية لاعبين في التشكيلة الأساسية للفريق الذي فاز على ليفربول في مباراة الاياب في بطولة كأس الشباب في الموسم الماضي كانوا من الانكليز. وعند النظر في المحصول المعين من الشباب التي تبشر بأنها الأفضل عند فينغر لحد الآن، فربما لا داعي لقلق ارسنال من هذه اللوائح عندما تضع حيز التنفيذ. أما بعض الأندية الأخرى فربما عليه القليل من العمل قبل آب المقبل.

القواعد الجديدة

ـ يجب أن تشمل قائمة الأندية ثمانية لاعبين محليين في تشكيلتها من الـ25 لاعباً.

ـ اللاعب النابع من الداخل هو اللاعب ndash; بغض النظر عن جنسيته أو عمره ndash; الذي قد تم تسجيله مع أي نادٍ منتسب لاتحادي كرة القدم الانجليزي والويلزي لفترة، مستمرة أو متقطعة، لثلاثة مواسم كاملة أو 36 شهراً تسبق عيد ميلاده الـ21 (أو في نهاية الموسم الذي يبلغ فيه 21 عاماُ).

ـ يجوز أن تقدم التغييرات في قائمة الـ25 لاعب خلال فترة الانتقالات.

ـ ستكون الأندية قادرة على تكملة تشكيلتها مع عدد إضافي وغير محدود من لاعبين دون الـ21 عاماً.

ـ لاعب تحت الـ21 عاماً، هو اللاعب الذي يكون تحت الـ21 عاماً اعتباراً من 1 كانون الثاني من السنة التي يبدأ فيه الموسم المعين.