من جديد .. تتأجج نيران المشاكل لتحاول لفح جسد الرياضة العراقية بألسنة لهبها ، وتثير التداعيات التي تمزق وحدة النسيج العام ، عبر التقاطعات والخلافات التي سرعان ما تحتدم وفق المنهج الذي يتبعه كل طرف ، وهذه المرة كان السبب هو القرار الذي اصدرته اللجنة الاولمبية العراقية بتعليق قرارها السابق القاضي بحل اتحاد كرة القدم ، وهو ما اثار استغراب العديدين من المهتمين بالشأن الكروي مثلما استرعى اعجاب البعض ، فالقرار السابق اتخذ في يوم 16/ 11 / 2009 ، ولكن طوال هذه المدة لم تتخذ اية اجراءات حقيقية لمعالجة اسباب قرار الحل ، على الرغم من ان الاتحاد الدولي لكرة القدم هو الاخر اصدر قرارا بتعليق نشاطات الاتحاد العراقي.

وطالب الاولمبية العراقية بألغاء القرار واعادة الاتحاد ، ولكن الاولمبية اصرت على موقفها وأكدت على عدم تراجعها مهما كانت الضغوطات والاسباب ، لكن قرار (التراجع) اشار اليه البعض انه بسبب ضغوطات تعرض لها رئيس اللجنة الاولمبية العراقية من جهات خارجية وداخلية !!، فيما اشار اخرون الى ان الامور خلال الايام القليلة المقبلة ستحتدم اكثر بعد الانقسامات التي حدثت داخل الوسط الرياضي وتحديدا داخل المكتب التنفيذي ذاته والاندية ، لاسيما ان هنالك من يتفاخر بالنصر .

فبعد أقل من ساعتين على اجتماع الاولمبية ، يوم الخميس الماضي ، الذي تمخض عنه قرار التعليق ، كان هناك اجتماع لعدد من ممثلي الاندية عقد في نادي الكرخ ، وفي اقل من 24 ساعة على قرار الاولمبية ، قرر عدد من الاندية الرياضية العراقية تعليق مشاركة فرقها في الدوري الممتاز بكرة القدم احتجاجا على القرار .

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في نادي الكرخ الرياضي يوم الجمعة جاء كرد فعل سريع من أندية الدوري الممتاز على تراجع اللجنة الاولمبية عن قرار حل الاتحاد العراقي لكرة القدم ، واتهم شرار حيدر رئيس مجلس اندية العراق ورئيس نادي الكرخ رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي بعقد صفقة تسهل مهمة رئاسته للاتحاد في الانتخابات المقبلة.

وقال شرار : إن أندية : السماوة والطلبة والنجف والزوراء والديوانية والحدود والموصل والكرخ وبغداد وصلاح الدين والميناء، قررت تعليق مشاركة أعضائها في منافسات الدوري الممتاز احتجاجا على القرار الجديد واستغرابا من الموقف الذي اتخذه رئيس الاولمبية بعد اشهر من القرار الاول حيث لم تتخذ الاولمبية اية اجراء من شأنه اجراء الانتخابات او اقناع الفيفا بما تجمع لديه من خروقات للاتحاد السابق ، واضاف : لقد تمت دعوة أعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة لعقد اجتماع خلال الأيام القريبة ، لمناقشة واقع الحال ، وربط شرار حيدر موافقة الأندية على العودة للعب في الدوري مجددا بموافقة الحكومة على قرار اللجنة الاولمبية بعودة الاتحاد المنحل.

لكن الناطق باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ أعلن يوم الخميس من تركيا التي يزورها حاليا اعتراض الحكومة على القرار، فيما أكدت وزارة الشباب والرياضة عدم تدخلها في القرار، مشيرة إلى أن دورها سيكون مساندا لجميع القرارات التي تتخذها اللجنة الاولمبية ، فيما اشاد عبد الخالق مسعود الامين المالي في الاتحاد (المنحل) بقرار اللجنة الاولمبية بإعادة الامور الى نصابها قائلا: نحيي شجاعة رئيس اللجنة الاولمبية في هذه الخطوة ، وسنعمل معا لكي نصل الى انتخابات نأمل ان لا يتعدى موعدها نهاية الشهر المقبل ، وان بطولة الدوري الممتاز ستستمر دون ان تتأثر بحل الهيئة الموقتة، وان جدول مباريات الجولة الـ 12 ستجري في مواعيدها المعلنة .

رئيس الاولمبية رد على اجتماع الاندية الذي عقد في نادي الكرخ بالقول : ان العراق يملك لجنة اولمبية واحدة ، وان من يعارض قراراتها لا يهمنا !!، لاننا نتحمل مانصدره من قرارات لصالح الرياضة والكرة العراقية ، ويجب ان تكون هناك ثقافة حوار ، وان الذي يقاطع عمل اللجنة الاولمبية والاتحاد العراقي لكرة القدم لايقاطع الا نفسه.

فيما تحفظ اغلب الصحفيين على القرار واعلنوا استغرابهم كون الاولمبية طوال الاشهر الماضية لم تحاول ان تقدم شيئا وبقيت تتلقى التهديدات من الاتحاد الدولي والضغوطات من بعض الجهات الداخلية ، ولم تقرر شيئا للانتخابات التي كانت ابرز نقاط الخلاف ، كما لم تفعل شيائا مع اعلانها في السابق عن وجود ادلة على خروقات ادارية ومالية وهي من ضمن ما دعاها الى اتخاذ قرار الحل.

فيما وجه احد الزملاء في جريدة ( المدى) سؤالا الى رئيس اللجنة الاولمبية حول الاسباب التي دعت الى قرار حل اتحاد والبيان التي ذيل في حينها بان خروقات مالية وادارية بعمل الاتحاد السابق ، وهل ان هذه الخروقات انتهت وسيسمح لاعضاء الاتحاد بمعاودة نشاطاتهم والمشاركة في الانتخابات المقبلة؟ فأجاب رئيس الاولمبية : مثل هذه الخروقات وما يتعلق بالجانب القضائي هناك جهات قضائية معنية بهذا الامر.

واضاف : ان لغة التفاهمات يجب أن تسود بعيدا عن تغليب روح التقاطعات غير المجدية ، وليس لدينا خطوط حمر على احد ، وان الرياضة تستطيع ان تتسع لعمل جميع الأطراف !!!.

وكان المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية العراقية عقد صباح الخميس اجتماعا وخرج بتوصية تعليق قرارها السابق والخاص بحل الاتحاد العراقي لكرة القدم واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 16 تشرين الثاني عام 2009 ، وقرأ الدكتور عادل فاضل امين عام اللجنة البيان الصادر من اللجنة الاولمبية العراقية في المؤتمر الصحفي الذي نصه ( تزامنا مع الحدث العراقي الكبير المتمثل بإجراء الانتخابات التشريعية العامة ولغرض الوصول الى حلول تستمد شرعيتها من القوانين العراقية اثر تلبية الاتحاد العراقي لكرة القدم ( المنحل ) بكتابه 22 / 6 في 10 / 3 / 2010 والمتضمن تقديم خرطة الطريق لحل الازمة من خلال اتخاذ الخطوات القانونية في جمع الهيئة العامة وتثبيت النظام الداخلي واقامة الانتخابات وفق جدول مواعيد يلتزم بها اعضاء الاتحاد . ان المكتب التنفيذي قرر تعليق قراره الذي صدر يوم 16/ 11 / 2009 ومنح اتحاد الكرة العراقية فرصة تمتد حتى نهاية شهر نيسان المقبل لغرض تنفيذ خارطة طريق المقررة وصولا الى اجراء الانتخابات بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا ) على ان يقوم اتحاد كرة القدم بمخاطبته ويخبره بعودة الوضع الى طبيعته اي على ما كانت عليه قبل 16 تشرين الثاني ، من اجل رفع قرار تعليق عضويته وعودته الى المحافل الخارجية ورفع التجميد المفروض على الكرة العراقية . ان المكتب التنفيذي سيعود الى العمل بقراره المتخذ في 16 تشرين الثاني في حال عدم تنفيذ اتحاد كرة القدم لهذه الاجراءات المذكورة في بيان المكتب التنفيذي) .

وكانت اللجنة الاولمبية قد اتخذت في 16 من شهر تشرين الثاني عام 2009، اي قبل ما يقرب من اربعة اشهر قرارا بحل اتحاد كرة القدم وتشكيل هيئة مؤقتة لادارة شؤون الاتحاد وتمشية اموره الى حين اجراء الانتخابات من خلال تحديد موعد لذلك تسبقه اجتماعات تحدد من خلالها اعضاء الهيئة العامة، وفقا للنظام المتبع والقانون الذي ستعمل بموجبه اللجنة المشرفة العليا على الانتخابات .

الجميع ما زال ينتظر حدوث تداعيات جديدة وهناك من يتوقع اعلان اندية اخرى انسحابها من الدوري الممتاز ، وما زالت الاجواء غائمة ، فهل تكون تلك الغيوم محملة بالمطر ام ستكون بيضاء تمر عابرة بلا ادنى اثر ؟.