بينما كان السير اليكس فيرغسون، المدير الفني لمانشستر يونايتد، يبدي ارتياحه من اقصاء ميلان من دوري أبطال أوروبا، إلا أن سحابة سوداء حلقت فجأة فوق رأسه عندما واجهه أحد المراسلين باستفسار بريء عن هزيمة ناديه في نهائي بطولة العام الماضي أمام برشلونة، عندها اقتضب وجه فيرغسون للحظة قبل أن يقول: quot;من الصعب جداً أن أشرح النهائي في روما لأنك سوف لا تفهم... خسرنا المباراة عندما كان ينبغي علينا ألا نخسرها أبداًquot;.

ولكن معظم المراقبين الذين كانوا موجودين في روما في ذلك المساء، قد فهموا أنه بغض النظر عن الدقائق العشر الأولى من المباراة، فإن برشلونة كان متفوقاً بشكل كبير، الذي يبدو أن فيرغسون لا يريد اظهاره.

وواحدة من الاحتمالات الكثيرة المشوقة التي تركت قرعة هذا العام للدور الربع النهائي باب المنافسة مفتوحاً ndash; التي تم دعمها نظرياً من جانب مكاتب المراهنات ndash; هي أن فيرغسون قد يحصل على فرصة جيدة أخرى للانتقام التي يشعر بها بكل حق، سواء أكان أي شخص يوافقه على ذلك أم لا. وواحدة من أخطائه في حياته المهنية ستكون إذا كرر فريقه أداءه في نهائي العام الماضي، في مدريد في أيار المقبل.

فيرغسون، الذي تركز تعليقه المبهم حول خيبة أمله في روما على بعض الخلل في خط الوسط في الاستاد الأولمبي، سوف لن يعبر عن أي شيء آخر سوى عن التفاؤل الحذر بشأن المرحلة المتأخرة من دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فلا بد أنه قد رقص من الفرح قليلاً عندما وضعت القرعة مانشستر يونايتد ضد بايرن ميونيخ في الدور الثماني. ومن ثم جاءته هبة احتمال مواجهته ليون أو بوردو في الدور قبل النهائي إذا استطاع أن يتخطى النادي الألماني. فهو يتطلع إلى ذكريات ملحمة نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 1999 في نو كامب لإعادة احياؤها، على رغم أن فيرغسون يأمل من quot;الشياطين الحمرquot; أن لا يترك تأكيد الانتصار إلى وقت متأخر هذه المرة.

أما ارسن فينغر، المدير الفني لارسنال، فإنه قد لا يكون راضياً تماماً من تعامل القرعة مع ناديه، خصوصاً لقاءه مع برشلونة في الدور ربع النهائي، أو، إذا حصلت مفاجأة، لقاء محتمل مع خصمه القديم البرتغالي جوزيه مورينيو وناديه انترناسيونال أو سسكا موسكو في الدور قبل النهائي.

ولكن، وكما هو معروف، لا ينحني فينغر لأحد عندما يتعلق الأمر بثقته بفريقه. وسيكون مقتنعاً تماماً بأن ارسال يمكن أن يقلب كل التكهنات وينجح في لم الشمل التعيس مع لاعبه السابق تيري هنري.

وسبق لفينغر أن صرح في أعقاب سحق بورتو البرتغالي في الدور الـ16، تفضيله للقاء إما مع مانشستر يونايتد أو تشلسي في المرحلة التالية. ولكن بعض المراقبين رفض هذا التعليق واعتبره نوعاً من التبجح. إلا أن الفرنسي كان جدياً إلى حد بعيد، وسيستمتع بمذاق ذكائه عندما يقابل المدرب بيب غوارديولا وناديه برشلونة.

وسيذهب ارسنال إلى المباريات مع نزعة من الفرح كونه منافساً ضعيفاً، إلا أن فينغر يرى أن هناك مدعاة للأمل في استعداده للقاء برشلونة الذي يعتمد على العلامة التجارية لتمريراته الأنيقة للتغلب على أي من خصومه.

وعندما يجري اللقاء بين ارسنال وبرشلونة على خلفية مثل هذه المبادئ، فإن فينغر بهوى دائماً فرص فوز ناديه. وقد لا يكون اللقاء المقبل بينهما مختلفاً، إذ ستكون هناك الكثير من حبكات جانبية لإبقاء الجميع منهمكين إلى جانب الجذب الواضح لالتزام الفريقين بأداء ما يعتبرونه quot;هذه اللعبة الجميلةquot;. وإذا حلقت على مدرجات quot;استاد الإماراتquot; العاطفة المشحونة لعودة تيري هنري إليه، فهو يستحق بكل حق ضمان استقباله استقبالاً حافلاً بما يليق بالمهاجم الذي سجل 226 هدفاً في 364 مباراة مع فريقه السابق.

ومن المحتمل أن يجذب سيسك فابريجاس بعض الاهتمام، على اعتبار أن برشلونة هي وجهته المقبلة إذا كان هناك احتمال تركه ارسنال. وإذا حصل هنري على الترحيب الحار في شمال لندن مرة أخرى، فإن كابتن ارسنال يمكنه أيضاً أن يحصل على الترحيب ذاته عندما يعود إلى كاتالونيا.

وإذا كان فيرغسون يشعر بأن لديه دافعاً يريد تصفيته مع برشلونة، فإن فينغر قد كتم أفكاراً مماثلة بعدما وقع ارسنال ضحية النهائي غير المتوازن عام 2006 عندما حصل حارس مرماه آنذاك لينز ليمان على البطاقة الحمراء في وقت مبكر من المباراة. وكان quot;الترسانةquot; حتى مع وجود العيوب العددية، متقدماً حتى قبل نهاية المباراة بـ14 دقيقة عندما سجل الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي جوليانو بيلتي هدفي الفوز ليمنعا ارسنال من الابتهاج بالنصر.

برشلونة، وبحق، هو المرشح للفوز بدوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي، ولكن هذا لن يكون عائقاً لمحاولة فينغر بالتخطيط للحد من خطورة ليونيل ميسي وquot;مهارة حركاتquot; خط الوسط، كما وصفها فيرغسون مستلهماً بتشابي واندريس أنييستا.

وفي كرة القدم لا يوجد أي شيء يقين اطلاقاً. ولكن إذا لم ينتج اللقاء بين ارسنال وبرشلونة لحظات يسال اللعاب بسببها، فسيكون هناك عرضاً من الثقة في تحقيق نتيجة شاذة. وإذا كان قد عرض على فيرغسون المسار المحتمل إلى المباراة النهائية قبل أن يقوم إيميليو بوتراغوينيو (الاسباني الدولي السابق ولاعب ريال مدريد الاسطورة والسفير الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم) بعملية اجراء القرعة، فإنه كان من المتوقع أن يوافق على العرض فوراً. ولكن على رغم ذلك، ينبغي عليه أن يكون حذراً، فبايرن ميونيخ قد لا يكون قوياً كما كان في السابق، ولكن مدربه لويس فان غال مراوغ بارع، ويستحوذ الفريق تهديده الكبير من فرانك ريبيري وارين روبن، ولا ننسى أنه كان محظوظاً بشكل غير معقول للوصول إلى الربع النهائي، لأن فيورنتينا مازال يتذوق طعم مرارة الهدف الذي سجله ميروسلاف كلوزه في الدقيقة الـ89 من المباراة، الذي اعطى الفوز لبايرن في اللقاء الأول بينهما في الدور الـ16، إذ أن المهاجم كان في وضع تسلل واضح جداً، ما بدا أن الحكم ومساعديه كانوا عمياناً لعدم ملاحظتهم هذه المخالفة.

وحتى لو تخطى الشياطين الحمر بايرن ميونيخ، فإن ليون وبوردو أظهرا أنهما يملكان ما يكفي من القوة ليشكلا تهديداً حقيقياً، فليون ضمن لليفربول الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، بينما العمل المميز الذي قام به المدافع السابق لمانشستر يونايتد لوران بلان في بوردو أدى إلى توقعات بعض المراقبين على أنه سيكون الخليفة المحتمل لاليكس فيرغسون في أولد ترافورد. والكثير من العيون ستتجه صوب مهاجم بوردو مروان الشماخ الذي من المتوقع أن يمارسه لعبته المفضلة في ارسنال في الموسم المقبل.

وعلى رغم أن مانشستر يونايتد هو المرشح الثاني بعد برشلونة للفوز بدوري أبطال أوروبا، إلا أن هذا هو موسم المفاجآت، لذا ستكون لفينغر التطلعات الحقيقية ليفجر واحدة منها.