ثبت بكل بساطة أن فشل تشلسي في الفوز على بلاكبيرن في الدوري الممتاز يوم الأحد الماضي، عندما كان ينبغي عليه أن يفوز على الأقل بخمسة أو ستة أهداف، أن لاعبيه لا يملكون الرغبة في الفوز بلقب الدوري الممتاز الانكليزي عندما كان السباق بين الأندية الكبرى للفوز به جارٍ بشكل جيد، ولكن يبدو في الحقيقة أن مانشستر يونايتد وأرسنال هما الآن الفريقان الوحيدان اللذان لديهما الرغبة بالفوز بالدوري.

ولم يسبق أن تكون هناك منافسة سهلة على اللقب بالنسبة إلى تشلسي أكثر من هذا الموسم، فكان عليه أن يتأكد من فوزه به حتى نهاية الموسم بفترة طويلة، لأن مانشستر يونايتد كان يكافح لأشهر طويلة وقدم عروضاً سيئة أكثر من أي وقت مضى. أما ارسنال فكان ينبغي عليه أن يكون خارج السباق منذ مدة طويلة، خصوصاً بعد خسارتيه الثقيلتين أمام الشياطين الحمر وquot;البلوزquot;. وكان من المفترض أن يكون تشلسي متصدراً للدوري بفارق كبير من النقاط، ولكن لسبب ما، فإنه لم يبد الشهوة المطلوبة للفوز بالدوري الممتاز.

فلماذا حدث هذا؟ قد تكون هناك مجموعة من الأسباب، ولكن السؤال الأكبر هو هل أنه حقاً يريد ذلك؟ فإذا نظر أي مراقب في الأسابيع الأخيرة إلى أداء مانشستر يونايتد وارسنال، فإنه سيتأكد بشكل قاطع أن لديهما الرغبة الشديدة للفوز بالدوري. ولهذا السبب فإن المرء يعتقد بأن السباق على اللقب هو الآن بين هذين الناديين. وعلى رغم أن تشلسي ليس خارجاً عنه لحد الآن، إلا أنه لا يبدو أنه سيقدم ما يكفي من الأداء للمنافسة على اللقب.

ويوم الأحد الماضي كان مؤشراً حقيقاً بالنسبة إليه، فبعدما شاهد فوز مانشستر يونايتد على ليفربول، وقبلها فوز ارسنال على ويستهام يوم السبت، فكان ينبغي على quot;البلوزquot; أن يسحق بلاكبيرن في أول 25 دقيقة من المباراة، ولكن هذا لم يحدث (تعادلا 1-1)، ربما السبب هو العمر الذي يلحق بلاعبيه، بالإضافة إلى أنه بالتأكيد ينقصه السرعة والوتيرة في بعض المراكز الرئيسية، وإذا لم يحصل على اللقب هذا الموسم، فإنه سيكون بحاجة إلى دماء شابة جديدة، في أربع أو خمس مراكز، هذا الصيف. ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك سيتوقف كلياً على مالك النادي رومان ابراموفيتش، وعما إذا كانت لديه هو الآخر الرغبة في البدء من جديد.

وقد يشير تشلسي أن سبب تراجعه في الآونة الأخيرة هو إصابة مايكل ايسين، لأنه يعتبر ابتعاده عن الملاعب خسارة فادحة له. ولكن هذا العذر لا ينفع، لأن ارسنال كان من دون روبن فان بيرسي لشهور عدة، واضطرار مانشستر يونايتد التعامل مع الأحداث لفترة طويلة بسبب غياب ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش لإصابتهما لفترة طويلة.

ولدى تشلسي الكثير من اللاعبين الذين يجب وضع مساهماتهم تحت المجهر، فماذا يفعل جون أوبي ميكيل؟ أما مايكل بالاك فإنه لا يؤدي دوره بما يكفي، وعلى رغم ذلك فإنه يبدو أنه سيحصل على عقد جديد! أما سالمون كالو فأداءه متقلب بين مباراة وأخرى، فيما المهاجم نيكولا انيلكا، الذي بدا رائعاً في وقت سابق من الموسم الحالي، فإنه الآن بعيداً جداً عن الفوران. بالإضافة إلى أنه لا يوجد لاعبين شباب قادمين إلى النادي الذين يمكن أن يحلو محل النجوم المعمرين.

وما لم تتغير الأمور سريعاً في تشلسي، فسيحارب مانشستر يونايتد وارسنال للحصول على اللقب على رغم أن فريق السير اليكس فيرغسون قد يكون المرشح بفارق ضئيل للفوز به، فقد كان quot;البلورزquot; جالساً مرتاحاً في الصدارة وحتى بفارق كبير من النقاط في مرات عدة، ولكن ذلك لم يحصل كثيراً في هذه المرحلة، خصوصاً عندما وقع تحت الضغط في مبارياته الأخيرة وبدأت العصبية تظهر على لاعبيه.

وعلى رغم أنه ليس لارسنال الحنكة، إلا أنه أظهر في الآونة الأخيرة ايمانه الحقيقي بنفسه. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يستطيع التغلب على الضغط؟ لأنه من الصعب للغاية على أي فريق أن يحافظ على الفوز في الأسابيع الأخيرة من الموسم.

وسيحل وولفز ضيفاً على ارسنال في quot;استاد الإماراتquot; بين مباراتيه ضد برشلونة في دوري أبطال أوروبا. وعلى رغم أن وولفز يكون صلداً في أرضه، إلا أنه بسبب الارتباك الأوروبي فإن ارسنال قد يجد مقاومة صلدة في هذه المباراة. وأما مباراة مانشستر يونايتد ضد تشلسي في 3 نيسان في أولد ترافورد فستكون quot;سندويتشاًquot; بين مباراتي الأول في دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ، ويمكن أن يسبب ذلك مشكلة لمانشستر يونايتد أيضاً.

ومن المعلوم أن الشياطين الحمر سيلعب ثلاث مباريات في الدوري الممتاز في غضون ثمانية أيام التي من الممكن أن تحدد موسمه، ولكن هذا هو بالضبط ما يتلذذه اللاعبون الكبار، ومن هنا يأتي الجوع والرغبة بالفوز. وسيكون اللاعبين يائسين للنزول على أرض الملعب والفوز بهذه المباريات، وبكل بساطة سيؤكد عليهم السير اليكس فيرغسون على الاحتفاظ بالفوز في مبارياتهم لمواصلة الضغط على ارسنال وتشلسي.

التأكيد شيء، وتحقيق ذلك مسألة أخرى تماماً. ولكن مانشستر سيتي يبدو مجموعة قوية جداً، وسبق له أن كان في مثل هذا الموقف في المواسم الماضية. وهو يتصدر الدوري الممتاز بنقطتين وله سجلاً أفضل في فارق الأهداف، لذا فإنه سيكون على ثقة من رؤية تغطيه لمنافسيه والفوز بالدوري الممتاز للمرة الرابعة على التوالي والـ19 في تاريخ الدوري.

ترتيب صدارة الدوري

1ـ مانشستر يونايتد: 69 نقطة من 31 مباراة وفارق الأهداف 47.

2ـ ارسنال: 67 نقطة من 31 مباراة وفارق الأهداف 40.

3ـ تشلسي: 65 نقطة من 30 مباراة وفارق الأهداف 42.

4ـ توتنهام: 55 نقطة من 30 مباراة وفارق الأهداف 26.

5ـ مانشستر سيتي: 53 نقطة من 29 مباراة وفارق الأهداف 18.

6ـ ليفربول: 53 نقطة من 31 مباراة وفارق الأهداف 18.