امتدت شرارة الأحداث التي شهدها ملعب زعبيل في دبي بين الوصل الإماراتي والنصر السعودي إلى أطياف عديدة في الأوساط الرياضية السعودية، حيث طالب الكثيرون بمن فيهم رؤساء أندية وأعضاء شرف وصحافيون وجماهير، بالتوقف عن المشاركة في بطولات الأندية الخليجية لكرة القدم مرددين أنها باتت مرتعاً للتعصب والحساسيات بين جماهير وإعلام الفرق الخليجية ومعددين أسباباً أخرى.
يوسف السعد من الرياض : شهد الأسبوع الماضي أحداثاً مثيرة حينما اقتحم مشجعون إماراتيون ملعب مباراة فريقهم مع ضيفهم النصر السعودي وأوسعوا طبيب الأخير ضرباً أمام أنظار الكاميرات حتى والأمن ولاعبو الفريقين يتدخلون لفض الاشتباك، وبرر ذلك مسؤولو الوصل بأن طبيب النصر استفز الجماهير بحركة quot;لا أخلاقيةquot;.
الاعتداء الذي حدث في الملعب رغم ضخامته وتصاعد ردود الأفعال على طول الخليج وعرضه سواء من خلال منتديات الجماهير الإلكترونية أو من خلال وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، شارك الجميع فيه وكلٌ أدلى بدلوه، إلا أن اللافت للنظر ودعا للاستغراب هو صمت إدارة النصر عن التعليق على الحادثة التي قالت جماهير النصر إنها تسببت في خروج فريقهم من بطولة الخليج بعد quot;إرهابquot; لاعبيهم أمام أمن دبي.
رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي الذي عرف بحدة تصريحاته وقوتها بين الحين والآخر ضد منافسين فرقاً وأفراداً، اكتفى بالصمت المطبق أمام ماحدث لفريقه، تاركاً المهمة للمتحدث الرسمي غير المتوج الأمير وليد بن بدر الذي ظهر في كل مكان مدافعاً عن قضية فريقه.
ويرى مراقبون أن سكوت رئيس النصر لا يعدو أن يكون ترقباً لقرار اللجنة التنظيمية لبطولات الأندية الخليجية التي ستعقد اجتماعها غداً للنظر في أحداث مباراة الوصل والنصر والتي على ضوئها سيتقرر الإجراء المنتظر.
وبعيداً عن ترقب النصر الذي قالت مصادر قريبة من اللجنة المنظمة وخبيرة بلوائح البطولة لـ quot;إيلافquot; إن قرار سحب النتيجة وإعطائها للنصر أشبه بالمستحيل، وأن العقوبة لن تتعدى في أكثر أحوالها غرامة مالية quot;باهظةquot; على إدارة الوصل ومنع جماهيره من حضور إياب نهائي الخليج المقرر أمام قطر القطري.
بعيداً عن ذلك كله، برزت أصوات مهمة في الداخل السعودي تطالب بوقف المشاركات في بطولات الخليج بمبررات متعددة ووجهات نظر مختلفة، حيث قال رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تصريح تلفزيوني إن بطولات الخليج غير رسمية ولا معترف بها وبالتالي عقوباتها تصبح حبرا على ورق ولا تخيف المخالفين فيها على اعتبار أنها بطولة غير مهمة ولا يمكن مقارنتها بالبطولات الآسيوية مثلاً.
وهو أمر وافقه عليه أخوه الأمير عبد الله بن مساعد الذي حمل على بطولات الخليج والبطولات العربية قائلاً إنها لم تعد تقدم الجديد وأن البطولات الرسمية أكثر فائدة منها.
وفي السياق نفسه تحدث الإعلامي الرياضي السعودي علي الزهراني لإيلاف قائلاً إن البطولة استنفذت غرضها الذي اقيمت من أجله وباتت تشكل عبئاً على روزنامة البطولات السعودية المشغولة أصلاً بمسابقات كثيرة ومتعددة في الموسم الواحد.
وأضاف الزهراني quot; لدينا في السعودية 4 بطولات رسمية فضلاً عن مشاركة 4 فرق آسيوياً وتعدد مشاركات المنتخب الأول، وكل ذلك لا يحتمل مزيداً من الضغط الذي تسببه بطولة مثل هذه في جدول مباريات الفرق السعوديةquot;
وختم الزهراني بقوله quot;عندما توقفت البطولات العربية وجدنا وقتاً أكثر لتنظيم أنفسنا ونحتاج مثل ذلك مع بطولات الخليج، إلا إن كانت ستقام بطريقة التجمع كل صيف في جنوب السعودية أو عمان (نظراً لاعتدال الطقس) وتكون بمثابة استعداد لبداية موسم كرويquot;.
وفي سؤال وجهته إيلاف لرئيس القسم الرياضي في صحيفة الحياة منصور الجبرتي حول مدى فائدة استمرار بطولات الخليج، قال الجبرتي إن بطولات الخليج ضرورة ويجب أن تستمر، مدللاً بأنها ما زالت تستقطب الحماس والجماهير بين الشعوب الخليجية.
وأضاف الجبرتي quot;مشكلة بطولات الخليج هي في عدم وجود اتحاد خليجي ينظم بطولاته وروزنامته، وبالتالي فإن أقرب دليل هو أن 4 فرق سعودية ومثلها إماراتية تواجهت خلال اسبوعين في 6 ملاعب مختلفة ما بين البلدين ولم يحدث مثلما حدث بين النصر والوصل، وكل ذلك يعود لفارق quot;المظلةquot;، ما يعني أن وجود اتحاد خليجي مطلب مهم لفرض النظام كما هو الاتحاد الآسيويquot;.
وختم الجربتي تصريحه بقوله quot;إن البطولات الخليجية بحاجة للخروج من الخيمة الكبيرة وطريقة (حب الخشوم) التي عفا عليها الزمن، يجب أن يكون هناك نظام قوي ومقر دائم واتحاد معتبر يقوم بكل الأدوار المطلوبةquot;.
التعليقات