المعروف عن السير اليكس فيرغسون أنه من النادر جداً أن يفقد معركته التكتيكية في منافسات كرة القدم الأوروبية، ولكنه عندما يخسر مثل هذه المعركة فإنه يعتبرها قضية شخصية. ولم يستطع دهاء المدير الفني لمانشستر يونايتد من قراءة أفكار لويس فان غال عندما فاز عليه الثلاثاء الماضي 2-1 في المباراة الأولى لدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بعدما كان الفريق الألماني متأخراً في وقت مبكر منها.

ولحسن حظ فيرغسون أنه لم يتعين عليه الانتظار طويلاً للانتقام، فخط التماس سيكون آسراً مثلما سيكون أرض ملعب أولد ترافورد غداً الأربعاء. فهي المواجهة التي تعتبر لا هوادة بين المدربين، ففان غال لا يعتبر رجلاً محبوباً لأنه متعجرف ومتحذلق ويشكو اللاعبين منه لافتقاره إلى العاطفة، فهو عديم الشفقة وشديد الدقة، ولكنه لا محالة فهو مدرب ناجح. فلقد تعلم جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة وجوزيه مورينيو مدرب انتر ميلان منه الكثير عندما كانا على مقربة منه عندما كان مدرباً في نو كامب. وبعد فيرغسون، فإنهما يمثلان الآن أكبر عقبة لفان غال للفوز بدوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ.

وعن فوز الهولندي باللقب الأوروبي قبل 15 عاماً، قال حارس مرمى اياكس الشاب ادوين فان در سار: quot;إنه مدرب يملك خبرة كبيرة، واختارني لحراسة مرمى اياكس عندما كان عمري 23 عاماً. ولكنني أواجهه الآن، واعتقد بأن فيرغسون يعرفه جيداً أيضاً، لذا ينبغي علينا أن نفوز في مباراتنا المقبلةquot;.

ويعتبر فان غال واحداً من أكبر المدربين الذين لديهم الطبيعة البهيمية في كرة القدم الأوروبية، ولكن المنافسة الشرسة لفيرغسون وغطرسته قد تستدرجانه إلى بذل قصارى جهده ليلة الأربعاء. وسبق أن اعترف الاسكتلندي أن فريقه لم يقدم أداء جيداً في المباراة الأولى وفوجئ بطريقة لعب بايرن، إلا أنه أضاف: quot;عليك أن تثني على المدرب لأنه أعد فريقه بصوة جيدة، ولكن ليلة الأربعاء ستكون مختلفة، فلدينا كل الدوافع للفوزquot;. وقال فيرغسون جملته الأخيرة مع بعض التذمر، لأن مانشستر يونايتد لم يستطع تحويل هدفه المبكر إلى ميزة الفوز في المباراة الأولى بعدما تلاشى في الشوط الثاني، وأصبح أداءه غير مشوقاً بعد ذلك، فقد تمكن من تسديد مرة واحدة فقط على مرمى بايرن ميونيخ طوال هذا الشوط.

وعلى رغم أن فيرغسون اعترف بأن أداء فريقه كان سيئاً، إذ لم يستطع الاحتفاظ بالكرة ولم تكن تمريراته جيدة، إلا أن اللاعب الوحيد الذي كان مستواه جيداً كان بول سكولز. وسيطر مانشستر يونايتد على المباراة في الدقائق العشر الأولى منها فقط، واستطاع أن يسجل هدفه في وقت مبكر، ولكنه لم يستطع أن يدعمه بهدف آخر بعدما تراجع لاعبو بايرن إلى منطقة الجزاء لفترة طويلة.

ونقطة ضعف الفريق الألماني، الذي سيسعى فيرغسون لاستغلالها في أولد ترافورد، هي ضعف وتيرة خط الدفاع: فظهيرا الوسط دانيال فان بويتن ومارتن دميبكليس بطيئان جداً، بينما يلعب ظهير الأيسر هولغر بادستيويير دائماً في مركز قلب الدفاع أثناء التدريب، أما فيليب لام الذي يلعب في الجانب الأيمن فهو أشبه باللاعب المتجول. وإذا شارك باستيان شفاينشايغر مع مارك فان بومل في خط الوسط، فمن شأن ذلك أن يفتقر الفريق إلى السرعة حتماً.

وينبغي على فيرغسون أن يضخ بعض السرعة والسيولة في تشكيلته الأساسية ليلة الأربعاء في محاولة لاستغلال هذه القيود. ويمكن لريان غيغز، مع حركاته الرائعة وفطنته، أن يكون واحداً من اللاعبين الثلاث في خط الوسط. والاحتمال الكبير هو ان مايكل كاريك وبارك جي سونغ سيكونان على مقاعد البدلاء، لأن الأول لم يستطع من الحد من خطورة توماس مولر في مباراة الذهاب، بينما لم ينجح ناني من ملاحقة لام عندما طُلب منه أن يلعب quot;دوراً تكتيكياًquot; على الجهة اليسرى. وقد يكون هناك تغييراً دقيقاً في الطريقة التي سيتم تمرير الكرة إلى المهاجمين، خصوصاً مع حلول ديميتار برباتوف محل واين روني المصاب.

ولكن إذا قرر فيرغسون تغيير طريقة اللعب، فإنه ينبغي على لاعبي الشياطين الحمر أن يكونوا حذرين أيضاً، خصوصاً احتمال مشاركة الجناح ارين روبن مع فريقه الألماني بعد تعافيه من الإصابة.

ومع نتيجة المباراة الأولى 2-1 لمصلحة بايرن ميونيخ، فينبغي على مانشستر يونايتد أن يأخذ اللعبة إلى منطقة الفريق الألماني مع ضمان أنه لن يترك نفسه مفتوحاً أمام الكرات المرتدة، لأنه بهذه الطريقة سيتفوق روبن. وبدعم من المحنك فرانك ريبيري وايفيتشا أوليتش، فإن المدرب فان غال سيضمن التركيز على الهجمات المرتدة. فمع وجود لاعبين مثل ريبيري وروبن، فإنها هي الطريقة الوحيدة لبايرن ميونيخ من اقصاء مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا.