أكد جوزيه مورينيو أن على المدربين الآخرين الكثير للتعلم، إذ أن تحقيقه بتأهيل انتر ميلان إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أثبتت أن لديه عبقرية تكتيكية رائعة.وهذا هو السبب أن قيمة quot;المدرب الخاصquot; هي أكثر من قيمة أي لاعب نجم. وهذا هو السبب الذي مجرد محاولة الحصول على توقيعه هذا الصيف ستكون أكثر سخونة في عالم كرة القدم إذا ترك انترناسيونال. وهذا هو السبب الذي يجب أن تكون عبقريته التكتيكية درساً لكل فريق في أوروبا عموماً، وانكلترا خصوصاً، لأنه سيكون هناك المزيد من الفشل للأندية الانكليزية في أوروبا ما لم يكن المديرين الفنيين في الدوري الممتاز يقظين بأن مشكلتهم هي في التكتيكات وليس موهبة اللاعبين.

فقد كان من الممكن أن تتلقى شباك ارسنال أكثر من 12 هدفاً في مباراتي الذهاب والاياب أمام برشلونة، ولكن انتر ميلان استطاع أن يقاوم لفترة طويلة جداً في نو كامب الأربعاء الماضي على رغم أنه لعب معظم فترات المباراة بعشرة لاعبين. وفقط بدأت تظهر عليه تصدعات في خط الدفاع في الدقائق الأخيرة الذي صمد أمام قوة أعظم خط هجوم على هذا الكوكب بطريقة لا تصدق.

والمباراة بالنسبة إلى البرتغالي كانت كلعبة الشطرنج. ولاعبيه كانوا quot;مزروعينquot; إلى درجة أنهم كانوا يعرفون أين يجب أن يكونوا في كل الأوقات. ففريق مورينيو كان طليق الحركة، ومعها أتت الثقة، لأن اللاعبين لم يعانوا من انعدام الآمان وعدم الاستقرار، ولم يتساءلوا أبداً: ما هو المفروض أن نعمل الآن؟ ولم يكن هناك شعوراً باليأس عندما تم طرد تباجو موتا من مباراة الأربعاء، فقد تكيّف جميع لاعبي انتر بلا استثناء على الفور.

وحال استبدال زلاتان ابراهيموفيتش، فإن النادي الايطالي دفع لاعبي برشلونة إلى جانبي الملعب وجعله يلعب عبر الكرات العالية، لعلمه أن أعضاء الفريق المضيف لا يشكل أي تهديد من الكرات العالية. وكان أيضاً على يقين من المحافظة على صيغته إلى درجة أنه لم يكن يخشى عدم حيازته على الكرة، وكان يضغط على برشلونة، إلا أنه لم يقترب منه بحيث يمكن أن ينخدع. ونجح أيضاً في عدم ارتكاب أخطاء قرب مرماه. وحتى النهاية فإن كل الثغرات كانت قد ملأت في داخل مربعه وحوله، بحيث لم يكن هناك مجالاً لتمريرات برشلونة القصيرة لإفساح المجال ليونيل ميسي بالتسديد نحو المرمى.

ولا يمكن لفريق السير اليكس فيرغسون (مانشستر يونايتد) ولا فريق ارسن فينغر (ارسنال) أن يدافع عن مرماه بهذه الطريقة، لأنه ليس هناك التنظيم أو الانضباط أو الوعي، بينما سيكون الذعر محطته الأخيرة، ولا شيء عن يأس انترناسيونال.

فالتكتيكات في انكلترا، حتى بالنسبة إلى المديرين الفنيين الأجانب، يعني اتخاذ القرارات بشأن الأسلوب والتشكيلة، بعد ذلك استبدال المدافع بالمهاجم إذا كان الفريق فائزاً أو الاحتراس لعدم الخسارة. وهذه الخطة لم تعد جيدة بما فيه الكفاية، والتي ستكون غير مثمرة على نحو متزايد ضد الجيل المقبل من المدربين: ظهور توابع مورينيو.

ولم تكن تكتيكات الأندية الثلاث الأفضل في دوري أبطال أوروبا التي وصلت إلى الدور الرباعي هذا الموسم - مورينيو وجوسيب غوارديولا ولويس فان غال ndash; عفوية أو ضربة حظ، فقد تكيّف اللاعبون بذكاء وحزم. أما العقلية في انكلترا فمازالت تعتمد أكثر على الشخصية: ضرب المعارضين. إنها مثل نزالاً في الملاكمة.

أما مورينيو فقد أكد هراء فكرة أن المدرب يكون عاجزاً عند خط التماس. حيث كانت المباراة بين برشلونة وانتر ميلان متقلبة بصورة دائمة، وكان للبرتغالي جواباً لكل ذلك. فقد كان فريقه مدافعاً بطريقة مثيرة في مباراة الأربعاء، بينما كان مهاجماً مدمراً في المباراة الأولى.

وسيقابل انتر ميلان بايرن ميونيخ في المباراة النهائية. وعلى رغم أنه لا يمكن اعتبار الفريق الألماني حتى الآن جيداً مثل مانشستر يونايتد، إلا أن الفرق هو أن فان غال، مدربه، فاقه الدهاء أكثر من نظيره. أما فينغر، المدير الفني في ارسنال، فقد قال باستمرار أنه ليست لديه quot;خطة بديلة (ب)quot;. إذاً فكيف يمكنه المضي قدماً لإحراز بطولة دوري أبطال أوروبا عندما تكون لدى جوزيه مورينيو خطط من الألف إلى الياء؟!