عبدالله آل هيضه - إيلاف : لم تكن أعمال القمة الأفريقية الفرنسية المقامة بمدينة نيس الفرنسية اعتيادية, وكسر ذلك الاعتياد اللقاء الحميمي مابين الحاكمين المصري حسني مبارك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وعناقهما على هامش القمة, الذي سيكون طيا لصفحة خلاف تسببت بها كرة القدم.

يناير الأسود للمصريين والأخضر للجزائريين بين أن العرب حساسون جدا حتى بمجرد رياضة كرة قدم رسالتها الأولى هي الأخلاق والتقريب بعيدا عن السياسة كما أعلنها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم quot;الفيفاquot;. فتبعات هذا الموضوع جرت الويلات وجعلت الإعلام مابين الدولتين أشبه بساحة حرب هدفها النيل من كل مصري أو النيل من كل جزائري. ولم يكن الأمر كذلك بل وصل الاشتعال إلى القطاعات التجارية حيث مقرات شركات مصرية بالجزائر وشركات جزائرية داخل مصر.

الغضب الشعبي صاحبه امتعاض دبلوماسي معلن بين مصر والجزائر والتي وصل فيها الأمر إلى مرحلة استدعاء السفراء والذي غالبا ما تنتهجه القيادات الحكومية لاستنكار شيء أو إعلانها موقف غاضب جراء أمر ما.

ذلك الغضب والامتعاض ربما سيكون هادئا قليلا كما يراه بعض الكتاب من الدولتين العربيتين ذلك بعد اللقاء الودي الحميم الذي صورته عدسات الكاميرات للقاء الرئيسين المصري والجزائري حسني مبارك وعبدالعزيز بوتفليقه ., ويعد اللقاء هذا هو الأول بعد قطيعة كبرى دامت أكثر من 7 أشهر كانت مهددة ومؤثرة على مستويات عليا بين العلاقات بين البلدين كأول ردة فعل تاريخية جراء مباراة كرة قدم.

لكن المتابع للحراك بين الشارع المصري والجزائري يعلم مقدار التحفظ في التعامل بين شعبي البلدين والذي وصل إلى مرحلة حساسة في تصعيد الرأي العام لمحاربة الجنسية الأخرى وكان آخرها في لقاءات المنتدى الإعلامي العربي بدبي والذي كان فيه الإعلامي المصري عمرو أديب متحدثا ومهاجما لبعض الإعلاميات الجزائريات والذي عرف عن أديب انه أكثر الإعلاميين المصريين هجوما على الجزائر بعد الأحداث حتى بعدها. ويرى المتابعون أن الجماهير المصرية ستكون داعما قويا للمنتخب الجزائري في مشواره في المونديال بعد هذا الصفح الجميل بين قادة البلدين

وكانت أحداث أم درمان السودانية هي نقطة الانقلاب في توتر عام على كافة الأصعدة بعد المباراة الفاصلة للمنتخبين المصري والجزائري والتي تأهل بموجبها الأخير إلى مونديال جنوب أفريقيا القادم والتي صاحبها تصعيد من كل بلد ضد الأخرى حتى لحظة تعد هي التاريخية بعد تلك الأحداث والتي جاء فيها بوتفليقة ومبارك كأنهما يجبان أحداث ما قبل العناق.