قبيل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس العالم المزمع إقامتها في جنوب إفريقيا خلال الفترة ما بين 11 يونيو/ حزيران الجاري و11 يوليو / تموز المقبل، تبذل الآن اللجنة المنظمة للبطولة ومعها الفيفا جهودا ً حثيثة في ما وراء الكواليس، من أجل وضع اللمسات الأخيرة، والتأكد من الإيفاء بذلك التعهد الذي سبق وأن قطعوه على أنفسهم، بأن يتمكنوا من ملء جميع الاستادات التي ستقام عليها البطولة بجماهير الدولة المضيفة.

وأفادت صحيفة التلغراف البريطانية بأن اللجنة المنظمة خرجت من آخر اجتماعاتها قبيل بدء البطولة، لتؤكد على جاهزية جنوب إفريقيا للترحيب بالعالم في الحدث المونديالي الكبير.

ونقلت في هذا السياق عن دكتور إيرفين كوزا، رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم، قوله :quot; لقد وعدنا، وأوفينا، ونحن الآن مستعدون للبطولةquot;. وتأتي تلك الجهود المبذولة من قبل الفيفا، في الوقت الذي لا تزال هناك أعداد كبيرة من التذاكر التي لم تباع لمجموعة من المباريات في مختلف أدوار البطولة، التي لم يعد يتبقى على انطلاقها سوى تسعة أيام فقط.

ومن بين هذه التذاكر، تلك الخاصة بمباراة إنكلترا الافتتاحية أمام الولايات المتحدة، ومعظم المباريات التي ستقام في الأدوار التي تنتهي بخروج المغلوب، بما في ذلك دوري نصف النهائي وكذلك المباراة النهائية.

وتؤكد الإعلانات الرسمية والأدلة التي تبرزها مصادر في جنوب إفريقيا أن ما يحدث الآن في ما يتعلق بمبيعات التذاكر جاء على عكس ما كان يحدث في كأس العالم الأخيرة بألمانيا، حيث كان بمقدور المشجعين الذين يسافروا إلى هناك أن يشتروا تذاكر من السوق الشرعية لجميع المباريات تقريباً.

وتمضي الصحيفة لتقول إن قيام الفيفا أو اللجنة المنظمة بأي شيء آخر سوى ملء الاستادات، وبوجود نسبة كبيرة من المشجعين غير البيض، سوف يثير التساؤلات حول الوعد الذي قطعته الفيفا على نفسها بضمان أن تكون أول بطولة لكأس العالم تقام في إفريقيا شاملة ونموذجية.

وتلفت الصحيفة في هذا السياق إلى أن ما يثير قلق اللجنة المنظمة هو أن جزءاً كبيرا ً من المخزون المتبقي من التذاكر مُصنَّف في نطاق تذاكر الدرجة الأولى باهظة الثمن، وهي التذاكر التي لا يمكن للمواطنين الجنوب إفريقيين أن يشتروها، في الوقت الذي سبق للفيفا أن حددت 380 ألف تذكرة لبيعها كجزء من عروض الضيافة. وبسبب أسعار التذاكر المغالى فيها، جنباً إلى جنب مع إلى تكاليف الإقامة، وكذلك تأثير الركود الاقتصادي العالمي، بدت العملية الخاصة ببيع التذاكر وكأنها عملية ميؤوس منها، ولم يعد أمام المنظمين خيارا ً سوى فك الارتباط بين التذاكر وعروض الضيافة، ومحاولة بيعها في السوق المفتوحة.

وتقدر تقارير إعلامية محلية أن العجز الحاصل في هذا الشأن يشير إلى أن المباراة الواحدة يُباع لها عدد قليل من التذاكر يُقدّر بألفي تذكرة إلى عملاء الشركات الموجودة خارج البلاد.

ورغم رفض مسؤولي الفيفا واللجنة المنظمة الرد على اتصالات للتحقق من تلك الأرقام، إلا أنهم قالوا في بيان إنهم يتوقعون بيع 97 % من التذاكر خلال البطولة.