اعتمد المنتخب الهولندي مع بداية هذا المونديال أسلوب لعب جديد ومختلف عن ما كان معتادا عليه في السابق وذلك عن طريق الضغط المباشر في ملعب الفريق المنافس ونقل الأحداث إلى ابعد نقطة ممكنة عن خط مرماه ولا شك أن هذا الأسلوب يحتاج إلى مخزون لياقي كبير وإلى انسجام وترابط في جميع خطوط الفريق , وقد يحتاج المنتخب الهولندي في ما تبقى من المباريات إلى المزيد من التركيز وإلى المزيد من الحذر خصوصا وان نوعية المهاجمين في المنتخبات التي تطمح بالحصول على كأس العالم تختلف وبشكل كبير عن ما تملك منتخبات المجموعة في الأدوار التمهيدية للمرحلة الأولى من كأس العالم.

- النظام والترتيب والتفاهم والتفاعل في كل النواحي الهجومية والدفاعية وقلة الأخطاء هي أكثر ما يميز المنتخب الألماني على مدار كل المشاركات السابقة في كأس العالم, وان كانت اغلب الملامح الفنية موجودة في تشكيلة المدرب لوف إلا أن غياب القائد بالاك وحاجة أكثر الوجوه الجديدة لعامل الخبرة قد يؤثر في مشوار المنتخب الألماني ولا يستطيع المنافسة على البطولة كما كان متوقعا قبل بداية مباريات المجموعة والتي تعتبر سهلة إذا ما قارنا بينها وبين باقي المجموعات.

- اتضح من خلال مباراة نيجيريا ومباراة كوريا أن المنتخب الأرجنتيني يعتمد بشكل كبير على توهج وتألق ميسي وهذا ما يصعب مهمة الحصول على اللقب خصوصا إذا ما واجه اللاعب ميسي أسلوب الرقابة اللصيقة والعنف المقصود لإيقافه وبالتالي يخسر الفريق أهم العناصر التي يعتمد عليها في الوقت الذي لا تتوفر معه البدائل المناسبة والمقنعة بالنسبة لمنتخب يطمح بتحقيق اللقب للمرة الثالثة بتاريخه.

- ظهر المنتخب البرازيلي بصورة باهتة في مباراة الافتتاح أمام منتخب كوريا الشمالية وقد عاب على نجوم السامبا بطء الحركة وغياب المهارة, كما فشل كاكا وروبينيو من اختراق الدفاعات الكورية ولم يشاهد عشاق الكرة البرازيلية في كل أنحاء العالم أي لمسات خاصة تدل على أفكار فنية جديدة أو أسماء لامعة كما حدث عبر كل الأجيال التي مثلت منتخبات البرازيل في هذا المحفل العالمي الهام.

-استغرب الكثير من النقاد والخبراء الفنيين أن يتخلى المنتخب الايطالي عن التأمين الدفاعي واللجوء إلى الأسلوب الهجومي مع أول مباريات المنتخب أمام باراجواي واعتبر هؤلاء النقاد أن هذا الأسلوب لا يتناسب مع تاريخ وقدرات المنتخب الايطالي ومن الممكن أن تواجه المدرب ليبي الكثير من المشاكل الفنية على مستوى الخطوط الخلفية إذا لم يتراجع عن هذا القرار ويلعب بطريقة ايطاليا الدفاعية المحكمة والمرتبطة بسرعة الهجمات المرتدة واللعب العنيف.

-يعتبر الاتحاد الفرنسي من أفضل الاتحادات الاوروبية نجاحا في مسالة التخطيط والتنظيم ووضع الحلول الفنية ومع ذلك يصر على تواجد المدرب دومينيك مع منتخب فرنسا في الوقت الذي يعلن معه انتهاء عقدة بعد نهاية كأس العالم ومن شاهد مستوى المنتخب الفرنسي في بداية المنافسة على صدارة المجموعة أمام اورجواي والمكسيك يجزم بعدم وجود أي تفاهم أو تناغم بين الجهاز الفني وباقي النجوم.

-بداية متعثرة لمنتخب اسبانيا ومثلها لمنتخب انجلترا وعلى العكس تماما في منتخب المكسيك الرائع وتشيلي المتحمس وسويسرا المتماسك وبانتظار أن تواصل المنتخبات الآسيوية تقديم المستويات الجيدة في باقي المباريات وان يضيف المنتخب الجزائري بصمة فنية تساهم في استمرار الذكريات الجيدة للمشاركات العربية في كأس العالم ولا استبعد أن يكون للمنتخبات الإفريقية أو باقي المنتخبات أي مفاجأة جديدة مثل ما فعلت صربيا مع ألمانيا ولكنها لن تذهب أكثر من ذلك .

قبل بداية كأس العالم كتبت مقالاً كان بعنوان quot;بطل جديد لكأس العالم ولازلت ألمح مشاهد هذا التوقع وخصوصا مع توليفة المكسيك المليئة بالنجوم الواعدة ومع طريقة هولندا الجديدة والمتقنة ومع الفن الممزوج بالحماس في المنتخب التشيلي وإمكانية رجوع اسبانيا للتوهج والتألق من جديد.

جريدة الرياض السعودية