كانت هناك مرات عدة عندما انخفضت وتيرة كابتن تشلسي جون تيري بشكل واضح على أرض الملعب وتراجع أداءه بسبب الإصابة في الموسمين الماضيين، وقوضت الاضطرابات خارج الميدان قوته العقلية، وأعرب كبار الشخصيات في ستامفورد بريدج علناً عن أسفهم لعدم الموافقة على بيع خدماته إلى مانشستر سيتي في الصيف قبل الماضي.
فمبلغ الـ40 مليون جنيه استرليني، الذي كان موضوعاً على الطاولة في ذلك الوقت مقابل خدمات الظهير الوسط البالغ الـ31 عاماً مع معاناة من الإصابة المدمنة في ظهره، لم يبق هناك الآن. لذا فإن تشلسي قد فاته القطار، خصوصاً عندما ينظر المرء إلى رفضه السعر الذي عرضه مانشستر سيتي وأعقبه بتجديد عقد كابتن الفريق مطلع الموسم الماضي لمدة خمس سنوات أخرى بقيمة 160 ألف استرليني أسبوعياً.
وللعديد من المراقبين، فإن رد فعل غير المحسوب لمفهوم تهديد ايستلاند لم يسفر عن خطأ واحد فحسب، بل خطأين باهظي الثمن، اللذين يطرحان السؤال المثير للاهتمام وهو: هل سيحذو ليفربول حذو تشلسي أم لا في محاولة الثاني للحصول على توقيع فرناندو توريس هذا الصيف؟
وكان رد الفعل الأولي في أنفيلد عن التعبير الصريح لبعض المسؤولين في ستامفورد بريدج لاهتمامهم الملحوظ لشراء توريس، جاء بإصرار المدير الفني الجديد لليفربول روي هودجسون على أن مهاجمه الاسباني ليس للبيع بأي ثمن، بالإضافة إلى أنه يريد الاحتفاظ أيضاً بكابتن الفريق ستيفن جيرارد.
وإذا كان المدرب الانكليزي على حق في تأكيده هذا وبعبارات لا لبس فيها. إلا أن أرباب العمل في انفيلد سيكونون مقصرين إذا لم يحاولوا، على الأقل، القيام باستكشافات عن المبلغ النهائي الذي يستعد تشلسي لدفعه وإعطاء بعض الاعتبار لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
فلكل لاعب سعره عند محاولة ناديه الاحتفاظ به، والتي تذهب من الطموحات إلى مجرد حماقة وعاطفة. ومع أن السؤال الرئيسي في هذه الحال هو ما إذا كان quot;البلوزquot; مستعداً لاستحضار هذا المبلغ، نظراً إلى أن فتح عطاءه الأولي لشراء توريس هو في حدود 50 مليون استرليني، حيث يبدو أن عرضه النهائي قد يرتفع حتى أكثر من مبلغ الـ80 مليون استرليني الذي دفعه ريال مدريد لمانشستر يونايتد عندما اشترى خدمات كريستيانو رونالدو في الصيف قبل الماضي.
ومن الصعب المبالغة فقط كيف يبدو تشلسي يائساً للاستحواذ على نجم من الطراز العالمي، ليس فقط لإضافة نوعية جيدة لتحسين تشكيلة الفريق، ولكن لتعزيز مكانته وإعطاء شرعية لمشروعه الكامل بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الذي هو الهدف الرئيسي لمالك النادي رومان ابراموفيتش، على رغم أن كارلو انشيلوتي المدير الفني في ستامفورد بريدج، رفض فكرة توقيع مهاجم اسبانيا وليفربول الفائز بكأس العالم، إذ ادعى أنه غير متأكد كيف يمكن أن يتطور الفريق بهذا الشراء، خصوصاً بوجود ديدييه دروغبا ونيكولا انيلكا في الهجوم بالإضافة إلى دانييل ستوريج. ولا يعتقد انشيلوتي بأنه بحاجة إلى مهاجم آخر، خصوصاً أن الفريق فاز ببطولة الدوري الممتاز وكأس الاتحاد الانكليزي في الموسم الماضي، إلا أن المرء لا يعرف ماذا سيحدث بين ليلة وضحاها وحتى غلق سوق الانتقالات.
ومع معاناة ليفربول من المشاكل المالية وديونه الضخمة ونفور لاعبيه الكبار لعدم تأهل الفريق إلى دوري أبطال أوروبا للموسم الجديد، فقد حان الوقت لاستغلال وضع توريس.
ومن المعروف أن توريس يفضل أن يوقع لتشلسي الذي سيلعب في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل - ومن المحتمل أن يكون سعره خارج المزاد ndash; لذا سوف لن يثير الرأي العام للرحيل إلى ستامفورد بريدج، وستحدد تصرفات ليفربول نتائج ما بعد الوعود المستمرة منذ فترة طويلة. فما هو السعر الكبير جداً بالنسبة إلى ليفربول ليوافق على بيع توريس؟
فمن ناحية، سيتم رفض افتتاح المناقصة بمبلغ 50 مليون استرليني، ولكن هل سيمسك النادي أعصابه إذا ارتفعت المزايدة إلى 75 مليوناً أو حتى مئة مليون استرليني؟
وسيكون ليفربول مجنوناً إذا لم يتشجع ويقبل في النهاية مثل هذا العرض السخي والغريب، الذي يمكن إعاده استخدامه في اصلاح تشكيلة الفريق أو صوغ مستقبل النادي على المدى الطويل، خصوصاً أن مديره الفني الجديد يصرح في هذه الأيام على أنه بحاجة إلى 5 لاعبين آخرين على الأقل ليستطيع المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية.
ولوضع هذا الواقع في سياق الكلام، فإن quot;مجموعة رونquot; عرضت مطع هذه السنة 100 مليون استرليني لشراء 34 في المئة من أسهم النادي، وتوريس الآن هو مهاجم من الطراز العالمي الذي سيسجل الأهداف دائماً ndash; إذا عاد إلى لياقته البدنية المعتادة ndash; ولكن هل أن هذا التقييم هو في الواقع أكثر من ثلث النادي بأكمله، ومع موجوداته الأخرى وتاريخه الذي يفتخر به وقاعدة ضخمة من المشجعين في كل أنحاء العالم؟
فمن دون بيع توريس أو جذب استثمارات إضافية، فإن الطريقة الوحيدة الأخرى لأمل ليفربول من جمع مئة مليون استرليني هي فوزه ثلاث مرات متتالية ببطولة دوري أبطال أوروبا. ومع الأخذ في الاعتبار أنه لم يتأهل حتى للمنافسة في هذه البطولة في الموسم المقبل، لذا فإن هذا لن يحدث في المستقبل المنظور.
أما ما يمكن لليفربول من القيام به مع هذا المال، فإن الاحتمالات مضللة. فينبغي أن يكون تحت تصرف هودجسون شبكة كشفية واسعة النطاق، عندئذ سيكون قادراً على تجنيد نصف الفريق بمبلغ مئة مليون استرليني. أو يمكن بدلاً من ذلك استخدام هذا المبلغ لتغطية ربع تكاليف الملعب الجديد، أو أكثر من ذلك، إذا كان من الممكن إقناع المسؤولين في ليفربول المشاركة مع جاره ايفرتون في ملعب واحد.
وعلى رغم أن أنصار ليفربول سوف لن تسعد بذلك، إلا أن المكاسب على المدى الطويل يمكن أن تفوق احتمالات الغضب على المدى القصير. وإذا كان تشلسي فعلاً مستعداً لعرض مثل هذا المبلغ السخي لشراء خدمات توريس، فيجب على ليفربول أن يقضم يديه.
التعليقات