استطاع المدير الفني الجديد لليفربول روي هودجسون من الاحتفاظ بكابتن الفريق ستيفن جيرارد واقناع المهاجم فرناندو توريس بالبقاء في أنفيلد، على الأقل لموسم واحد، وفاز في أول مباراة رسمية له في quot;يوربا ليغاquot;، ثم استطاع أن يحصل على توقيع جو كول. كل هذه الأعمال تعتبر بداية لتحقيق حلم ما.

وعندما أوجز هودجسون تصريحه الذي أدلى به عن مهمته خلال وجود ليفربول في معسكره التدريبي في سويسرا قبيل بدء الموسم الجديد، فإنه حذر أنصار النادي أنه من المستبعد تبديد quot;العذاب وخيبة الأملquot; في ليلة وضحاها. وبالطبع فقد كان المدير الفني لليفربول محقاً في ذلك، على رغم أن ما أغفل ذكره أنه تمكن من القيام بذلك في غضون بضعة أسابيع.

فبعد وصوله إلى أنفيلد كان في استقباله أوراقاً مكدسة على طاولته وضعت على كل منها علامة quot;عاجلquot; مهددة بالمزيد من الاضطرابات. ولكن هودجسون استطاع أن ينظف الكثير من الفوضى الذي خلفها المدير الفني السابق رافائيل بينيتز مع الحد الأدنى من الضجيج. وما إذا يمكن لخليفة الاسباني أن يحقق نتائج على أرض الملعب لمطابقة العمل الذي قام به خارجه، فإنه سيبقى أمراً متروكاً للمستقبل القريب. ولكن، في الوقت الراهن، لا يمكن لطبيعة هودجسون أن تكون أكبر بكثير بعد هذه البداية الواعدة.

إلا أن استخدام مارتن بروتون، رئيس ليفربول، لكلمات عندما تحدث عن هودجسون (62 عاماً) بعدما قدمه للصحافة مطلع تموز الماضي، على أنه سيتمكن من العمل على quot;استقرار السفينةquot;، سيكون لها أثراً سلبياً على مدى الأسابيع الستة الأولى له في منصبه.

وبعدما هدأت مخاوف من ترك جيرارد للنادي وتم الانتهاء من توقيع كول في صفقة انتقال حر والفوز في التصفيات المؤهلة لدوري أوروبا في مقدونيا وليفربول على رغم مشاركته تشكيلة فريق الظل. والآن، فإن أفضل الأخبار التي خرجت من أنفيلد هذا الصيف هي تعهد توريس بالبقاء في النادي. وكان هناك تأثيراً لهودجسون على هذا القرار عندما قال المهاجم الاسباني: quot;أكن له كل التقدير لحقيقة أنه جاء لرؤيتي عندما كنت استمتع بعطلتي، إذ شرح لي عن خططه المستقبلية وما يريده مني القيام به، وأنا أقدر ذلك، وآمل أن يكون الرجل المناسب لتحقيق أهداف ليفربول، وانني أتطلع للعمل معهquot;.

ومن غير المرجح أن يصاب توريس بخيبة أمل، فهودجسون يعتبر مديراً فنياً للاعبين ويفضل التدريب العملي على النهج في الميدان، وهو هادئ الطبع وسلوكه ودي مع تفكير تكتيكي حاد، ويحبه الجميع أينما كان يقوم بالاشراف على الأندية. وهو يقول للاعبين ما يريد ولا يفكر بما يودون اسماعه.

وقال هودجسون عن حديثه مع جيرارد إن كابتن الفريق يريد أن يرى توقيع لاعبين مميزين، ولكنه استدرك: quot;بطبيعة الحال أن لديه آفاقاً واسعة بعلمه أنني لا استطيع تقديم ضمانات لذلك، وسوف لن يحترمني إذا أعطيته بعض الملاحظات المبهمةquot;.

ولكن ليس كل لاعب سيتفق مع رؤية هودجسون للمستقبل، حتى عندما تسير الأمور بالانتقادات السلبية، كما هو الحال مع خافيير ماسكيرانو الذي يود ترك انفيلد، فإن المدير الفني تعامل مع الوضع بكرامة. فقد لخص الأرجنتيني كل شيء ممكن أن يتوقع أي مراقب من لاعب كرة عصري، عندما اتضح أنه لم يرد على مكالمات هودجسون في الشهر الماضي، إلا أن الانكليزي أبرز طبقته الراقية جداً عندما امتنع عن المشاركة في حرب كلامية علانية، ومهما كانت أفكاره الخاصة.

ومن شبه المؤكد أن ينضم لاعب خط الوسط إلى انترناسيونال، ولكن نظراً إلى اختيار خسارة واحداً من ماسكيرانو وجيرارد وتوريس، فإن جماهير النادي سوف لا تمضي وقتاً طويلاً في المداولة.

وظهرت مشكلة أخرى عندما تم بيع خدمات ألبرت رييرا إلى أولمبياكوس اليوناني. ومازال هودجسون يحاول اختراق طريقه من المهملات التي تركها بينيتز، خصوصاً أن فيليب ديجن يعتبر واحداً من أولئك اللاعبين الذين قيل لهم انهم أحرار في البحث عن نادٍ آخر.

وسيشاهد أنصار ليفربول بدائل بريطانية قليلة في تشكيلة الفريق، إذ تم توقيع داني ويلسون من رينجرز الاسكتلندي لقاء رسوم قد تصل إلى خمسة ملايين استرليني، بالإضافة إلى فشل محاولة توقيع لوك يونغ من استون فيلا. وهناك حاجة إلى عدد أكبر بكثير من الوافدين، كما أشار هودجسون. ولكن اجتذاب وجوه جديدة ينبغي أن يكون أسهل من القرار الذي اتخذه جيرارد وتوريس بالبقاء في النادي.

وستكون الحياة أبسط إذا كان لهودجسون ثروة يصرفها في سوق الانتقالات. ولكن المدير الفني كان يعرف الوضع المالي في النادي عندما كان يتوجه إلى أنفيلد، ولم يشكو من ذلك، بل بقى، بكل حكمة، بعيداً عن سياسة مجلس الإدارة وقضايا الملكية ليركز على ما يمكن السيطرة عليه.

وفي حين أن جميع أنصار ليفربول الذين كان يشككون من تعيين هودجسون مطلع الشهر الماضي ndash; حيث بدا أن المشجعين كانوا منقسمين في ذلك الوقت بين مؤيد ومعارض ndash; فإنه يبدو أنهم خرجوا من الغيبوبة الآن على فكرة أنه الرجل المناسب لهذا المنصب.

ولا أحد يقول إن ليفربول سيفوز بلقب الدوري الممتاز الذي سينطلق موسمه الجديد في 14 الجاري، بسبب ما حدث هذا الصيف. ولكن على الأقل رفعت بعض الكآبة من حول أنفيلد. وحدث ذلك أسرع بكثير مما كان يتصوره هودجسون من أي وقت مضى.