اتسمت التصفيات المؤهلة الى كأس امم افريقيا 2012 التي تحتضنها غينيا الاستوائية والكاميرون بين 21 كانون الثاني/يناير و12 شباط/فبراير المقبلين، بمفاجآت من العيار الثقيل وبحلم لم يكن في حسابات التحول الى حقيقة.

كانت غينيا الاستوائية والغابون اول المنتخبات المتأهلة الى النهائيات دون ان تلعب كونها البلد المضيف للعرس القاري، ثم لحقت بها كل من انغولا وبوتسوانا وبوركينا فاسو وساحل العاج وغانا وغينيا وليبيا ومالي والنيجر والسنغال وتونس وزامبيا والمغرب والسودان.

والمفاجأة الابرز في هذه التصفيات تمثلت بتأهل ليبيا الى النهائيات التي تقام قرعتها في 29 الشهر الحالي، وذلك رغم ان صوت الرصاص والقذائق ما زال في اجواء البلاد ولا سيما سرت، آخر معاقل الزعيم المخلوع معمر القذافي.

اغتبطت ليبيا الجديدة لتأهل منتخبها الى النهائيات كافضل وصيف (المجموعة الثالثة) وذلك رغم اضطراره الى خوض المباريات المقررة على ارضه خارج البلاد الا ان ذلك لم يمنعه من بلوغ العرس القاري للمرة الثالثة بعد عامي 1982 و2006.

وكانت الفرحة عارمة ايضا في النيجر بعد ان بلغ منتخبها النهائيات للمرة الاولى في تاريخه، كما حال بوتسوانا وغينيا الاستوائية، لكن الاخيرة لم تخض مشقة المباريات بل تأهلت لانها البلد المضيف.

وفي مقابل الفرحة الكبيرة في ليبيا والنيجر وبوتسوانا، كانت الخيبة اكبر في كل من الكاميرون ومصر بطلة النسخات الثلاث الاخيرة اللتين فشل منتخباهما في الارتقاء الى مستوى سمعتهما فلم تعد quot;الاسود غير المروضةquot; مخيفة في القارة السمراء كما فقد quot;الفراعنةquot; هيبتهم التاريخية.

وصل الامر بالمصريين الذي فرضوا نفسهم الافضل في تاريخ البطولة (توجوا باللقب 7 مرات)، الى اشراك لاعبين شبان في المباراتين الاخيرتين بهدف تحضيرهم للتصفيات المؤهلة لاولمبياد لندن 2012.

ولم تكن حال نيجيريا افضل من quot;الاسود غير المروضةquot; وquot;الفراعنةquot;، اذ فشلت quot;نسورها الممتازةquot; التي توجت باللقب عامي 1980 و1994، في بلوغ النهائيات للمرة الاولى منذ 1998.

ولم تنته التصفيات دون جدل لطالما صبغ البطولة الافريقية نتيجة الغموض في القوانين والقواعد، اذ اضطر الاتحاد الجنوب افريقي لكرة القدم الى التقدم باستئناف الى الاتحاد الافريقي للعبة الذي منح النيجر بطاقة التأهل عن المجموعة السابعة على حساب quot;بافانا بافاناquot; الذين احتفلوا امس وبعد تعادلهم مع سيراليون صفر-صفر في الجولة السادسة الاخيرة من التصفيات ظنا منهم بان بطاقة هذه المجموعة الى النهائيات من نصيبهم بفضل فارق الاهداف (2+) الذي يفصلهم عن النيجر (2-) او حتى بفارق المواجهتين المباشرتين بين المنتخبين حيث فازت جنوب افريقيا ذهابا 2-صفر وخسرت ايابا 1-2.

لكن الاتحاد الافريقي منح البطاقة الى النيجر استنادا الى قاعدة تعادل اكثر من منتخبين بعدد النقاط، وهذه كانت حال هذه المجموعة لان سيراليون تملك ايضا 9 نقاط,

واستنادا الى هذه القاعدة فان تعادل النيجر وجنوب افريقيا وسيراليون بعدد النقاط دفع الاتحاد الافريقي الى اعتماد عدد النقاط التي حصلت عليها المنتخبات الثلاثة من مواجهاتها المباشرة، فكانت الغلبة للنيجر التي حصدت 6 نقاط من مبارياتها الاربع مع منافستيها (3 نقاط من جنوب افريقيا بالفوز عليها 2-صفر و3 نقاط من سيراليون بالفوز عليها 3-1)، مقابل 5 نقاط لجنوب افريقيا (ثلاثة من فوزها على النيجر 2-صفر ونقطتان من تعادلها مع سيراليون صفر-صفر وصفر-صفر) و5 نقاط لسيراليون (نقطتان من تعادلها مع جنوب افريقيا مرتين وثلاثة من فوزها على النيجر 1-صفر).

وقال اتحاد جنوب افريقيا في بيانه quot;علمنا بان الاتحاد الافريقي اعلن بان النيجر قد تأهلت عن مجموعتنا رغم تصدر جنوب افريقيا للمجموعة بفضل فارق الاهداف وهو المعيار المعترف بها عالميا في حال الفصل بين منتخبين متعادلين من حيث النقاطquot;.

كما ان تأهل بوركينا فاسو الى النهائيات ليس مضمونا لان الاتحاد الافريقي فتح تحقيقا بعد اعتراض ناميبيا على شرعية اشراك هيرفي زينغي في مباراة الفريقين في المجموعة السادسة لان هذا المدافع يحمل الجنسية الكاميرونية.

وبعيدا عن الخيبات والمشاكل واللغط، فان منتخبات مثل غانا، الفائزة باللقب اربع مرات والتي تضم في صفوفها لاعبين من طراز سولي مونتاري واسامواه جيان واندري ايوو، وساحل العاج ونجمها الكبير ديديه دروغبا، والسنغال مع الماكينة التهديفية موسى سو ورفيقه بابيس سيسيه، لن تفوت الموعد وستكون متواجدة في العرس القاري مع ترساناتها الاوروبية.