سلّطت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركيّة الضوء على النساء الخليجيات اللواتي إقتحمن عالم سباقات السرعة، وأثبتن وجودهن بقوة، مثل السعودية مروة العيفة، والإماراتية رباب التاجر، والقطرية ندى زيدان، والكويتيّة خلود عبد اللطيف.


الإماراتية رباب التاجر بلباس السباق أمام سيارتها

حين شاركت رباب التاجر للمرة الأولى في سباق للسيارات عام 2004، لم تكن تتدرّب إلا ساعات قليلة لتصبح قائدة مساعدة في إحدى السباقات المحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

في هذا الصدد، قالت التاجر، التي تبلغ من العمر الآن 33 عاماً: quot;كانوا يقولون إن المرأة حسّاسة للغاية، وهو ما يجعلها غير قادرة على تحمّل الألم والمعاناة من الحرّ. حتى الرجال في عائلتي كانوا يتساءلون لِمَ تتصرف كالرجال؟، فتلك الرياضة ليست للسيداتquot;.

رغم هذا كله، أصرّت التاجر على مواصلة طموحاتها في عالم سباق السيارات. وقد شاركت بالفعل في العديد من السباقات الدولية، وانضمت إلى السائق الإماراتي مطر المنصوري عامي 2009 و2010 في رالي أبوظبي الصحراوي.

ولفتت في الإطار عينه اليوم صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية إلى أن التاجر، التي تعمل كاستشارية في مجال الموارد البشرية، سبق لها أن شحذت مهاراتها الخاصة بالملاحة والقيادة، قبل خوض السباقات عبر التنقل بين الإمارات وعمان من أجل العمل.

الآن، هي حريصة تماماً على المشاركة في رالي دكار للسيارات على الطرق الوعرة كقائدة، لكنها تتطلع بغية القيام بذلك إلى دعم مادي وتدريب من أجل تحقيق هدفها.

وأوردت عنها النيويورك تايمز في تلك الجزئية، قولها : quot;هدفي هو أن أصبح أول سيدة تحمل الجنسية الإماراتية، تقود وتشارك في السباقات على الصعيد الدولي، وأنا أرغب في تمثيل بلادي بصفتي امرأة عربيةquot;.

ورأت الصحيفة أنه رغم تحدي التحيّز ضد المرأة الخليجية للمحرّمات الثقافية، واستمرار وجود منافسة مع الرجال في رياضة السيارات، إلا أن الدول الأكثر تحرّراً، كالإمارات، تمنح المرأة مساحة أكبر للمناورة.

بطلة الراليات السعودية مروة العيفة

مضت الصحيفة تشير إلى الإنجاز الذي سبق وأن حققته بطلة الراليات السعودية مروة العيفة بفوزها عام 2005 برالي دبي للسيدات، وما حظي به هذا الحدث وقتها من اهتمام إعلامي.

ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن العيفة التي تعمل كمدير في قطاع تطوير الأعمال، وقضت معظم حياتها في الإمارات، وحصلت كذلك على الجنسية الإماراتية، قولها quot;أحبّ المغامرة وركلة الأدرينالين. ولا يهمني إن كنت امرأة أو رجلاًquot;.

وتابعت الصحيفة بقولها إن فرص مشاركة المرأة الخليجية في سباقات السيارات قد تحسّنت مع تطور السباقات على مدار العقد المنقضي. ونوهت كذلك إلى وصول سباق فورمولا وان إلى البحرين عام 2004، حيث كان الأول من نوعه، الذي يقام في الشرق الأوسط، وسارت أبوظبي بعدها على النهج نفسه،وقامت بتطوير حلبة مرسى ياس، التي استضافت أول سباق خاص ببطولة العالم لسباقات الفورمولا وان في عام 2009.

كما لفتت النيويورك تايمز إلى البطلة الكويتية خلود عبد اللطيف، التي سبق لها خوض تجربة السباقات في العام 1987، حين طلب منها زوجها سائق الراليات طارق العليان أن تكون سائقة مساعدة له عندما كانت تبلغ من العمر 20 عاماً. وقالت هنا خلود quot;حين طلب مني ذلك، فوجئت بالأمر، لكنني أحببت الفكرة، وهو ما جعلني أقبلquot;.

بعدها، ألقت الصحيفة الضوء على تجربة القطرية ندى زيدان في هذا المجال، بعدما سبق لها المشاركة عام 2002 في بطولة الألعاب الآسيوية في كوريا الجنوبية كرامية للقوس والسهم. حيث قررت بعدها الانتقال إلى عالم سباقات السيارات، وزادت فرصها في التألق، حين صرح مسؤول قطري برغبته في رؤية سائقة راليات قطرية الجنسية.

وقالت زيدان، التي شاركت للمرة الأولى في سباقات السيارات عام 2004، إن اشتراكها في تلك الرياضة، باعتبارها امرأة خليجية، لا يمثل قضية ذات بعد اجتماعي كبير الآن. وأضافت quot;مشكلتنا في السباقات هي التسويق والرعاية. وهي مشكلة الرجال نفسهاquot;.

تحدثت الصحيفة كذلك عن الأردنية نانسي المجالي، التي حلت في المركز العاشر في تصنيف السائقين، البالغ عددهم 12 سائقاً، لعام 2011 ضمن بطولة الشرق الأوسط للراليات التابعة للاتحاد الدولي للسيارات، حيث كانت المرأة الوحيد في القائمة، وفقاً للنتائج التي نشرها الاتحاد الدولي للسيارات quot;فياquot; على موقعه الإلكتروني.

ونقلت الصحيفة عن المجالي، قولها quot;حين بدأت المشاركة في بطولات الشرق الأوسط، كان يفاجأ الأجانب أكثر من الأردنيين بشأن مشاركتنا. وكانوا يشكُّون كذلك في أننا من أصول عربية، لأن الأجنبيات فقط هنّ من كنّ ينافسن في بطولات الشرق الأوسطquot;.

وختمت بقولها quot;ليس هناك نقص في الدعم من جانب الأسرة والمجتمع. لكن الناس يسألون عن جدوى المشاركة في رياضة باهظة التكاليف لا توفّر أي أرباح، وتستنزف مدخراتهاquot;.