نفى مانشستر يونايتد مؤخراً أن هناك محاولات تبذل من مستثمرين في الشرق الأوسط لشراء النادي بـ1.6 بليون استرليني، على رغم أن تقارير أشارت إلى أن أصحابه عائلة غليزر على وشك الاتفاق على صفقة بيعه للهيئة القطرية للاستثمارات القابضة.

قال مصدر مطلع في مانشستر يونايتد لهيئة الإذاعة البريطانية مساء الجمعة الماضي إن أحداً لم يقدم عرضاً لشراء النادي، وإذا كانت هناك محاولات من هذا النوع quot;فإنني استطيع أن أوكد أنه ليس للبيع، وأن عائلة غليزر لا تريد حتى أن تعرف ذلكquot;.

إذاً مانشستر يونايتد ليس معروضاً للبيع. وحتى لو لم ترغب العائلة المالكة في قطر من شراءه، فهل تصل قيمة النادي إلى 1.6 مليون جنيه استرليني؟ وإذا كان النادي معروضاً للبيع في الواقع ولا تريد العائلة الأميركية الإعلان عن ذلك رسمياً، فهل أن القطريين حقاً مهتمين بالشراء؟

منذ أن أخذ السير اليكس فيرغسون، المدير الفني للشياطين الحمر، تشكيلته إلى أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي ذات الشهرة العالمية الواسعة في منتصف شتاء لإقامة معسكر تدريبي في كانون الثاني 2010، فإنه بالكاد يمر أسبوعاً من دون اطلاق شائعات عن وجود اتفاق بين عائلة غليزر والقطريين.

وفي كل مناسبة، فإن الكلمة التي تنطلق من أولد ترافورد والتي ترسلها عائلة غليزر من مقرها في ولاية فلوريدا الأميركية، هي أن مانشستر يونايتد ليس للبيع. وأسفر أحدث التكهنات بحدوث تغيير وشيك في ملكية النادي عندما أصر ناطق باسمه: quot;لم يكن هناك أي نهج لشراء مانشستر يونايتد، وسوف لن نرحب بأي عرض لشراء الناديquot;.

وطوال الحملة الفاشلة التي قام بها quot;الفرسان الحمرquot; (مجموعة من أنصار النادي) لشراء الشياطين الحمر في العام الماضي، فإن المالكين يطلقون الرسالة ذاتها: إن النادي ليس للبيع.

ولكن قصة مانشستر يونايتد والهيئة القطرية للاستثمار القابضة سوف لن تزول، لأنه ربما، حتى الآن، أن الواقع يلائم الطرفين وذلك، بكل بساطة، يخدم المصالح الذاتية.

وربما ليست للأميركيين، مع سندات بـ520 مليون استرليني للخدمة على مدى السنوات الست المقبلة، نية حقيقية من تفريغ مانشستر يونايتد قبل الانتظار أن تصبح الصفقة المربحة الضخمة في الحقوق العالمية للهاتف النقال حقيقة واقعة.

ولكن مع طموح القطريين لشراء مانشستر يونايتد بـ1.6 بليون استرليني، وجدت عائلة غليزر نفسها مع تقييم عام مفيد للنادي، إذا أو عند ذهابها في المرة القادمة إلى البنوك للحصول على اعتماد مالي. ومع تقييم الشياطين الحمر بـ790 مليوناً عندما استولت عليه العائلة الأميركية بمبلغ الاستدانة في أيار 2005، فإن عدد قليل من البنوك ستفكر مرتين قبل الموافقة على عرض إعادة التمويل مع رصيد بقيمة 1.6 بليون استرليني في محفظة عائلة غليزر. وبالتالي فإن الأخيرة ستكون الفائزة في الحالتين، لأنها إما ستبيعه للعائلة القطرية بضعف سعر الشراء الأصلي أو تستخدم النادي كضمانات مميزة.

أما بالنسبة إلى القطريين، خصوصاً بعد تأمين حقوق استضافة نهائيات كأس العالم 2022، فإن الجميع يشير إلى الاهتمام الواضح في ضمانات مانشستر يونايتد لإستمرار الدعاية العالمية للإمارة. وهو الإعلان المجاني للبلد الذي يريد من العالم أن يعلم أنه ليس فقط يملك احتياطات الغاز العملاقة، ولكنه عازم أيضاً على أن يصبح لاعباً رئيسياً على الساحة الرياضية العالمية.

ومع استضافة نهائيات كأس العالم مطوية بأمانة للأعوام الـ11 المقبلة، فإن الشيء المقبل الأفضل من حيث تسليط الضوء الايجابي على قطر هو الروابط المتكررة مع مانشستر يونايتد.

ومما لا شك فيه أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، قد لاحظ مدى الاهتمام العالمي لصدى أبوظبي عندما اشترى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مانشستر سيتي في أيلول 2008. إذ أن الدوري الممتاز الانكليزي يولد دعاية ضخمة على نطاق واسع والذي استفادت منه أبوظبي.

واستثمر الشيخ منصور ما يقرب من بليون استرليني في ايستلاند خلال عامين ونصف عام. ويستحق كل هذا العناء لإبراز العلامة التجارية لهوية أبوظبي.

حتى الآن، قطر لم تنفق مليماً واحداً على مانشستر يونايتد، وربما أنها لن تفعل ذلك أبداً. إلا أنها ركبت موجة الدعاية. لذا فإن القطريين يستفيدون الآن مثلما تستفيد العائلة الأميركية.

ومع نشر مانشستر يونايتد لحساباته الفصيلة في وقت لاحق من هذا الشهر وفقاً للنظام الأساسي للسندات المالية، فمن الممكن أن تسجل عائلة غليزر رسمياً إصرارها على عدم بيع النادي. ولكن حتى ذلك الحين، سيواصل كل من الأميركيين والقطريين الاستفادة من الدعاية المربحة، فيما ترك أنصار الشياطين الحمر quot;فقطquot; في دوامة انتظار نهاية الحرب الصورية!