أصبح مانشستر يونايتد، النادي الأكثر شهرة في كرة القدم الانكليزية، هدفاً للموجة القادمة من المستثمرين العرب.

__________________________________________________________________________

رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني

لندن: في الجهة الثانية من مدينة مانشستر تملك مجموعة أبوظبي المتحدة التي يرأسها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نادي مانشستر سيتي. والآن تخطط هيئة قطر للاستثمار القابضة، وهي الذراع الاستثمارية للعائلة المالكة في قطر بالاستحواذ على مانشستر يونايتد بـ1.5 بليون جنيه استرليني.

وجاءت هذه الأنباء بعدما حصلت قطر على حق استضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022 في خطوة دولية مفاجئة. علماً أن للقطريين مجموعات ضخمة من الممتلكات في انكلترا عموماً، وفي لندن خصوصاً، ومن بينها مخازن هارودز الشهيرة والمجمع السكني والتجاري المذهل quot;وان هايد باركquot;.

وقبل أقل من أسبوعين اشترت مؤسسة قطر، الجناح الخيري للعائلة المالكة، حقوق الرعاية لقمصان برشلونة في عقد يعد الأكبر في تاريخ كرة القدم.

وكان هذا إعلاناً عن نية دولة قطر لقبولها كعلامة تجارية لكرة القدم العالمية، علماً أن قطر القابضة تعتبر المساهم الثالث الأكبر في شركة فولكس فاغن لصناعة السيارات ولها أيضاً حصة في الشركة الألمانية بورش.

وذكرت صحيفة quot;دايلي ميرورquot; البريطانية أن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء ورئيس هيئة قطر للاستثمار القابضة، يحرص على إضافة استثمارات جديدة إلى محفظة الهيئة.

ويرى أن الاستثمار في مانشستر يونايتد سيكون مكسباً مبدعاً. وإذا وصلت البلايين القطرية إلى أولد ترافورد فإنها ستمهد الطريق لنهاية عائلة غليزر الأميركية المثيرة للجدل.

ويمكن للهيئة أن تلبي أي طلب دليلاً على التمويل اللازم لعائلة غليزر في الولايات المتحدة، كما أنها مستعدة لاستثمار مبالغ ضخمة في سوق الانتقالات لمساعدة المدير الفني السير اليكس فيرغسون من تجديد تشكيلة فريقه.

أنصار مان يو يطالبون برحيل عائلة غليزر

وسترحب القاعدة العريضة من أنصار مانشستر يونايتد في كل أنحاء العالم حتماً بتغيير ملكية النادي والتخلص من عائلة غليزر المثيرة للجدل، التي استولت على أولد ترافورد بعدما دفعت 790 مليون استرليني في عام 2005.

ولكنها أثارت سخط أنصاره عندما بدأت تقترض أموالاً في مقابل ممتلكاته. وقد حملت النادي عبئاً من الديون بلغت 716 مليون استرليني التي أثارت غضب جماهير مانشستر يونايتد والذين يؤمنون أن الكثير من دخل النادي ذهب إلى دفوعات الفائدة الباهظة. على رغم أن عائلة غليزر خفضت من هذه الديون قبل أسابيع قليلة من خلال تسديدها حوالي 220 مليون استرليني عن طريق الدفوعات العينية.

وتم تسديد هذه الدفعة على شكل قروض عينية من ثلاثة صناديق التحوط التي كانت غرامة فائدتها سنوية تبلغ 16.25 في المئة.

ويعتقد الكثير من المراقبين في مدينة مانشستر بأن خفض ديون الشياطين الحمر قد يحرض عائلة غليزر على بيع النادي. وكانت هناك شائعات أيضاً على أن التمويل لهذا التغيير جاء من مستثمرين أجانب لشراء أسهم في أولد ترافور.ولكن العائلة الأميركية نفت ذلك.

يذكر أن مجموعة من أنصار مانشستر يونايتد، أطلقت على نفسها اسم quot;الفرسان الحمرquot;، حاولت قبل بضعة أشهر الاستيلاء على النادي، ولكنها تراجعت عندما اكتشفت أن عائلة غليزر لن تقبل عرضاً يقل عن بليون جنيه استرليني.

ومع ذلك، وضعت قطر القابضة حوالي 2.5 بليون استرليني جانباً لتمويل شراء النادي ومد السير اليكس بالقدرة الشرائية غير المحدودة في سوق الانتقالات.

وقاومت عائلة غليزر حتى الآن محاولة طردها من أولد ترافورد على رغم أن المشجعين انتقدوا وأحرجوا عهدها إلى درجة كبيرة. ويمكن الآن مشاهدة مغادرة العائلة مع أرباح ضخمة.

وسبق أن ربط اسم قطر القابضة مع مجموعة من عمالقة كرة القدم الأوروبية، بما في ذلك برشلونة وريال مدريد ومنافسي مانشستر يونايتد في الدوري الممتاز الانكليزي تشلسي وليفربول وتوتنهام ونيوكاسل. ومع ذلك، فقد كان الشياطين الحمر دائماً على رأس قائمة رغبتها.

وستترك عملية الشراء النادي، إذا تمت، حراً من ديونه وقوياً في سوق الانتقالات المقبلة. وحتى جاره مانشستر سيتي، مع كل ثرواته، فإنه سيجد صعوبة في مقاومة ثروة النادي الأحمر المحتملة.

من هي قطر القابضة؟

الهيئة مملوكة للعائلة القطرية الحاكمة التي أنشأت أيضاً مؤسسة قطر والتي هي الطريق لتقديم تبرعات خيرية والاستثمار في مجالات التعليم والبحوث العلمية وتنمية المجتمع.

وأُنشئت الهيئة في عام 1995 كمنظمة quot;لا ربحيةquot; وأسسها الشيخ حمد بن خليف آل ثاني، أمير دولة قطر، الذي دعا إلى اعتماد مبدأ أن quot;أكبر مورد للبلاد هو طاقة وجهد شعبهquot;.

وقطر القابضة هي الجناح للتعامل مع الأعمال التجارية على نطاق واسع في كل أنحاء العالم. وهذا يشمل quot;الديار القطريةquot;، جناح الممتلكات، التي عرضت الأسبوع الماضي 500 مليون استرليني في محاولة لشراء حصة في القرية الأولمبية بعد انتهاء أولمبياد لندن 2012.