اعتذار بلاتر عن تصريحاته حول مثليي الجنس عند إقامة نهائيات كأس العالم في قطر عام 2022 قد اجتذب الكثير من الاهتمام لدى وسائل الإعلام المختلفة، ولكن حديثه عن إمكانية تنظيم نهائيات كأس العالم الأولى في فصل الشتاء ربما تكون أكثر أهمية.
لندن : بعد حوالى أسبوعين من منح حق استضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022 إلى قطر، بدأت دحرجة العربة بالفعل في محاولة لتحريك انطلاق المنافسة من وقتها المعتاد في تقويم كرة القدم العالمية من حزيران/ تموز إلى كانون الثاني لتجنب حرارة الصيف الحارقة في منطقة الشرق الأوسط.
وسبق لعضو اللجنة التنفيذية لفيفا واللاعب الألماني الدولي السابق فرانز بيكنباور أن طرح هذه الفكرة أولاً، ثم تبعه رئيس الاتحاد الدولي الفرنسي ميشيل بلاتيني.
ويوم الخميس الماضي، قال الأمين العام لفيفا جيروم فالكه: quot;لمَ لا؟quot;. عندما سُئل عما إذا كان يمكن نقل وقت انطلاق مثل هذا الحدث.
ثم جاء يوم الجمعة عندما قال سيب بلاتر، رئيس الفيفا: quot;أنا بالتأكيد أؤيد إقامة البطولة في فصل الشتاء هنا (في الشرق الأوسط). خصوصاً عندما يكون المناخ مناسباً. أنا أفكر باللاعبين أيضاً، وليس المشجعين فقط، بل أيضاً حتى الجهات المسؤولةquot;.
والآن يجعل هذا الإدراك منطقياً. ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في حزيران/ تموز في قطر. ولكن لكل محاولات إنشاء مكيفات الهواء في الملاعب، أدرج المفتشون الفنيون التابعون لفيفا عرض قطر في صنف quot;مخاطر عاليةquot;.
وهذا ما قالوه عن الحرارة: quot;الحقيقة أن خطط إقامة المنافسة في حزيران/ تموز، خلال اثنين من أشهر السنة الأكثر سخونة في هذه المنطقة، لا بد من اعتبارها من المخاطر الصحية المحتملة على اللاعبين والمسؤولين وأسرة كرة القدم والمتفرجين، وهذا يطلب اتخاذ الاحتياطاتquot;.
وتبدو تلك الاحتياطات الآن هي نقل الحدث إلى الوقت الأكثر برودة في السنة. وتشعر البلدان التي خسرت أمام قطر في استضافة نهائيات 2022 مثل الولايات المتحدة واستراليا، الآن بالألم بالفعل حول سير نهج العملية. وهذا لن يؤدي إلا إلى إضافة شعورها بالظلم.
ولكن، في حين جرت العادة دائماً بإقامة النهائيات في الصيف، فإنه لا يوجد شيء في القوانين أو اللوائح الخاصة يتطلب من الفيفا أن ينظم نهائيات كأس العالم في ذلك الوقت من السنة.
فلوائح كل نهائيات كأس العالم تختلف ولا تزال تجري محادثات حول تحديد موعد دقيق لإقامة نهائيات كأس العالم لعام 2014 في البرازيل، رغم أن فالكه لم يقل هذا الأسبوع إنه من المرجح أن تكون في 6 حزيران حتى 6 تموز أو من 13 حزيران إلى 13 تموز.
حتى متطلبات المناقصة للدول التي قدمت عروضها للمنافسة على استضافة النهائيات لعامي 2018 و2022 فقد تركت هامشاً كافياً لفيفا للمناورة.
وجاء في تصريح الاتحاد الدولي لكرة القدم: quot;من حيث المبدأ، ينبغي أن تقام بطولات كأس العالم في حزيران/ تموز، ولكن هذا يمكن أن يكون عرضة للتغيير في أي مرحلةquot;.
أما العائق الحقيقي الوحيد لهذا التغيير فهو تقويم المباريات الدولية الذي سيخضع لمفاوضات صعبة بين الاتحادات الكونفيدرالية والأندية واتحادات الدوري المحلي في كل أنحاء العالم. ويقول الفيفا إنه يميل إلى العمل بتغيير المواعيد سلفاً قبل موسمين أو ثلاثة، في حين أنه من الجدير بالذكر أن مباريات التأهيلات لنهائيات كأس العالم تبدأ قبل ثلاث سنوات ونصف سنة من انطلاق النهائيات.
إذاً فإنه ليس مجرد مسألة سهلة لفيفا والقائمين على تنظيم مونديال قطر 2022 اختيار تاريخ انطلاق البطولة، تاركين بقية اتحادات وأندية كرة القدم لفرز quot;ما طُبع بالأحرف الصغيرةquot;.
يذكر أن قطر لم تطلب تغيير توقيت البطولة، وهي تخطط لنصب المكيفات في كل الملاعب ومراكز التدريب لمكافحة الحرارة، إلا أن تشارك بليزر، العضو الأميركي في اللجنة التنفيذية لفيفا، قال خلال المزايدة: quot;يمكنك تكييف الملعب، ولكنني لا أرى كيف يمكن تكييف البلد بأكملهquot;.
رغم أن بلاتر، الذي اجتمع مع مسؤولي كرة القدم في سلطنة عمان والبحرين والكويت وقطر خلال جولته على المنطقة هذه الأيام، قال إن quot;هذا البند كان في جدول الأعمالquot;، عندما التقى المسؤولين القطريين.
ولكنه رفض التأكيد أو النفي ما إذا كان قدم دعم هؤلاء المسؤولين اقتراحهquot;.
مع فترة الـ12 سنة للذهاب إلى مونديال قطر 2022، فإن هناك الكثير من الوقت لحل كل هذه القضايا العالقة.
التعليقات