لا تزال تداعيات الخلاف الكبير الذي نشب بين عائلة السباح العالمي أسامة الملولي والاتحاد التونسي للسباحة تثير الكثير من الجدل بعد إقدام الإتحاد على رفع قضية استعجالية في إحدى الدوائر المدنية للمحكمة الابتدائية في تونس طالبة من عائلة البطل العالمي للسباحة الخروج من أحد العقارات الكائن في تونس العاصمة لعدم الصفة.

تونس: كانت الجامعة التونسية للسباحة قد قدمت هذا العقار كمكافأة منها للبطل العالمي ولعائلته بعد إحرازه الميدالية الذهبية في الاولمبياد الماضي إلا أنه وبعد اندلاع الثورة قررت استرجاعه.

وقد جاءت هذه الخطوة كرد من الاتحاد على عملية المداهمة التي تعرض لها الاتحاد من طرف مجموعة من الأشخاص تزعمهم والدا أسامة الملولي والذي أكد شهود عيان أنهما إستحوذا على مبنى الاتحاد.

إيلاف التقت السيدة خديجة الملولي والدة البطل الاولمبي التي أفادت بأن الخلاف الذي نشب مع الاتحاد التونسي للسباحة مرده أمر وحيد وهو حالة الإهمال المتواصل واللامبالاة لهذا الهيكل الرياضي بأبطال تونس متهمة رئيس الاتحاد علي عباس بأنه من ابتاع النظام السابق ولم يصل إلى مركزه هذا سوى بعد تنصيبه من رموز الفساد في العهد البائد مضيفة أن علي عباس كاد يتسبب في حرمان ابنها من لقب البطولة العالمية التي أقيمت مؤخرا في الإمارات عن قصد مؤكدة انه آن الأوان للتخلص من أمثال هؤلاء المسؤولين.

وعن حادثة اقتحام مبنى الاتحاد ذكرت خديجة الملولي أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها لم تكن قرارا فرديا بل بعد إجماع من طرف عديد الأطراف المتداخلة في هذه اللعبة وذلك في محاولة لتطهير ميدان السباحة من بعض المارقين عن القانون وتضيف بأنها تملك عديد من الدلائل والشهادات التي تدين رئيس الاتحاد علي عباس الذي فعل كل شيء من أجل عرقلة مسيرة ابنها.

على الطرف المقابل نفى رئيس الاتحاد التونسي للسباحة كل الادعاءات التي جاءت على لسان السيدة خديجة مؤكدا أن الاتحاد لن يتراجع عن القضية المرفوعة ضد عائلة الملولي وانه سيصر على مساءلة العائلة المذكورة قانونيا على خلفية التجاوزات التي ارتكبوها في شخصه وفي حق الاتحاد ككل مشيرا إلى أن التصرفات المذكورة من طرف السيدة خديجة والدة الملولي لا تليق بوالدة بطل عالمي واولمبي مشددا على أن الاتحاد التونسي بذل كل ما في وسعه من أجل مساندة السباح التونسي وخلافا لما راج فان الاتحاد وفر كل الدعم الذي وفرته سلطة الإشراف حسب ميزانية هذا الهيكل الرياضي لتغطية كل هذه المصاريف غير أن ما بدر من طرف أسامة الملولي عقب رفضه المشاركة في بطولة إفريقيا السنة الفارطة لم يكن له ما يبرره.

وعن المفاجأة غير السارة التي حصلت للملولي في بطولة العالم الأخيرة في دبي والتي كادت تحرمه من لقبه العالمي أكد علي عباس أن الاتحاد التونسي للسباحة سعى بكل الإمكانيات المتاحة لدعم وتجهيز الملولي قبل الموعد المرتقب لكن الهفوة التي وقعت لا يتحمل مسؤوليتها الاتحاد وهي غير متعمدة على عكس ما روجه البعض لكن والدة الملولي أصرت على توريط جامعة السباحة في الموضوع.ويختتم علي عباس كلامه بان سلطة الإشراف تنفق سنويا من يقارب نصف المليار من المليمات على البطل أسامة الملولي وهو أعلى سقف مصاريف ممكن أن يبلغه الاتحاد طبعا مع مراعاة بقية الالتزامات الأخرى مع بقية السباحين غير أن هذا الأمر لم يرق إلى عائلة الملولي التي رأت في الأمر تجاهلا لإنجازات ابنها في حين أن الاتحاد لم يدخر أي جهد للوقوف إلى جانبه وان موقف عائلته مجانب للصواب والدليل تبرؤ رؤساء الأندية من العريضة التي استدلت بها السيدة خديجة الملولي لإضفاء شرعية على عملية اقتحام مقر الاتحاد.

ويرى المراقبون عن قرب لأطوار قضية عائلة الملولي والاتحاد التونسي للسباحة والتي أسالت الكثير من الحبر واحتلت حيزا كبيرا من وسائل الاعلام التونسية أن القضية مرجحة للتصعيد طالما تمسك الطرفان بمواقفهما ورغم أن السباحة التونسية يمكن اعتبارها كالطير الذي يغرد خارج السرب فان بعض الأصوات في تونس تنادي بتحكيم العقل وبمحاسبة المذنبين طبقا للقوانين المنظمة لنشاط الجامعات الرياضية التي انتخبتها الأندية للإشراف على هذا الاختصاص.