شهدت نهاية مبارة الزمالك المصري والأفريقي التونسي أحداثًا ماساوية بعد اقتحام الجماهير المصرية أرضية الملعب في الدقائق الأخيرة قبل نهاية المباراة، مما أحدث حالة من الفوضى والهلع بين صفوف لاعبي الفريقين، وخاصة لاعبي الافريقي التونسي، الذين تعرضوا للضرب قبل ان يتدخل الجيش المصري وينهي المهزلة.
quot;إيلافquot; التقت بمدرب النادي الأفريقي قيس اليعقوبي الذي تحدث عن الأحداث التي شهدتها مباراة فريقه ضد الزمالك المصري في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم السبت، حيث وصفها بالكابوس، معتبرًا أنه لم يكن يتوقع أن تعرف المباراة هذه النهاية الكارثية، واصفًاما حدثفي استاد القاهرة بالكابوس للكرة العربية وما حدث من إصابات لبعض لاعبي الإفريقي بالشيء المؤسف.
وأكد اليعقوبي أن ما حدث لم يكن له ما يبرره، بل هو تصرف من قلة من الجماهير غير الواعية و الخارجة على القانون والعابثة بمفهوم الحريةquot;.
مضيفًا أنه يشعر بالمرارة لأن العالم بأسره شهد على هذه المهزلة التي لا تليق بشعبين يعيشان على وقع الثورة المجيدة، مبديًا في الآن نفسهأسفه للمرارة التي اعتصرت لاعبي الزمالك بعد تصرف جماهيرها المشين.
وتابع كلامه بأن خروج المباراة عن إطارها الأخوي في اللحظات الأخيرة هو شيء عابر لا يقلل من حفاوة استقبال الزمالك قبل المباراة،وعن متانة العلاقات بين الفريقين وبين شعبي البلدين، مشددًا على ان الظروف الاستثنائية التي تشهدها مصر وكذلك تونس وحالة الانفلات الامني وأعداء الحريات ساهموا بشكل ما في خروج المباراة عن مسارها الطبيعي، ومؤكدًا أن وفد الأفريقي تقبل الأمر، وتفهم موقف الجانب المصري والتسامح هو شعار شعبي البلدين.
يوسف المويهبي نجم النادي الأفريقي أكد في تصريح خص به إيلاف انه لم يستفق بعد من الكابوس المرعب الذي عاشه في ملعب القاهرة، معتبرًا ان ما حدث سابقة خطرة في تاريخ الرياضة العربية والمصرية خاصة، مضيفًا أنه شعر بأن الملعب كان يضيق عليه هو وزملاءه من هول الحشود التي غزت أرضية الميدان، معبرًا عن فرحته الكبيرة بخروجه سالمًا هو وكل الوفد من ملعب القاهرة.
ويختم المويهبي كلامه بأنه يشكر لاعبي الزمالك على وقوفهم البطولي الى جانب لاعبي الافريقي، مؤكدًا ان ما حصل في المباراة لا يمكن ان يشوّه الصورة الطيبة التي تجمع بين مصر وتونس، واصفًا الأمر بأنه حالة استثنائية لن تتكرر أبدًا.
موقف خالد السويسي المدافع الأسمر للأفريقي لم يختلف كثير عن زميله في الفريق، حيث أكد انه لم يعش يومًا أمرًا مشابهًا طيلة مسيرته الكروية، رغم أنه لعب في أدغال إفريقيا، سواء مع الأفريقي او المنتخب التونسي، مشددا على أن حالة الفزع التي انتابت وفد النادي الأفريقي غير مسبوقة، لان الموت كان يتهددهم في أية لحظة على حد تعبيره.
ويضيف مدافع المنتخب التونسي أن غياب الأمن المصري ساهم بشكل كبير في حدوث هذه المهزلة لأنه كان على الأشقاء المصريين مراعاة هذا الجانب لان الحضور الجماهيري كان كبيرا جدا، وكان لزامًا اخذ الحيطة. وختم السويسي كلامه بان quot;البلطجيةquot; الذين اقتحموا الملعب كانوا يعدون لذلك مسبقًا مهما كانت نتيجة المباراة، والدليل الأسلحة البيضاء والهراوات التي كانت معهم.
محمد علي القليبي مستشار رئيس الفريق التونسي سعى إلى تطويق الأمر، حيث شدد على أن العلاقات التونسية المصرية، وخاصة بين الزمالك والإفريقي، ان تتأثر بما حصل في ملعب القاهرة، رغم هول الأمر، وخاصة حالة الخوف والفزع التي انتابت اللاعبين، معتبرا أن الاعتذار الرسمي الذي قدمته الحكومة المصرية ومجلس إدارة نادي الزمالك وكذلك الشعب المصري كان كفيلاً بتجاوز الأمر وتجاوز حالة الاحتقان الجماهيري التي عمّت التونسيين عقب انتهاء المباراة، مؤكدا أن الأمور عادت إلى نصابها.
من جانبها تقبلت جماهير النادي الأفريقي والجماهير التونسية الأمر، خاصة أمام تتالي الاعتذارات من الجانب المصري، الذي سعى بكل ثقله إلى لململة الموضوع وتفادي تكرار سيناريو أم درمان، ويمكن القول ان الجماهير التونسية والمصرية نجحت على حد السواء في تجاوز الكابوس، خاصة وان حميمية الشعبين تجسمت بشكل كبير عبر شبكة quot;فايسبوكquot;.
يذكر انهوتتمة للمواقف الرسمية الصادرة من الجانب المصري أكد سفير مصر في تونس أحمد إسماعيلفي تصريح لجريدة الشروق التونسية انه يشعر بحالة من الصدمة مما حدث وانه لم يكن يتصور أبدًا أن يرى ما حدث بعد الأجواء الأخوية والاحتفالية التي سبقت اللقاء الكروي وبعد الاستقبال الحافل الذي خصّ به نادي الزمالك لاعبي الأفريقي ومسؤوليه في مصر، مضيفا انه يشعر بالأسى والخجل لما حدث، ومقدمًا اعتذاراته إلى جماهير الأفريقي والى كل الشعب التونسي.
يذكر ان عددًا من لاعبي الأفريقي كان قد تعرض إلى إصابات متفاوتة على غرار وسام يحيى وايمن السلطاني وسيف العكرمي ومهدي الرصايصي والتشادي ايزيكال، لكنالإصابات لا تشكل اية خطورة على صحة اللاعبين.
التعليقات