انتظر الجزيرة 38 عاما قبل ان يتوج بلقب بطل دوري الامارات للمرة الاولى في تاريخه بفوزه على الوصل 4-صفر في ختام المرحلة الثامنة عشرة.

جاء تتويج الجزيرة بعدما رفع رصيده في المركز الاول الى 46 نقطة بفارق 12 نقطة عن بني ياس الثاني، ليضمن احراز اللقب بغض النظر عن نتائجه في المراحل الاربع المتبقية، كونه يتقدم على مطارده بفارق المواجهتين المباشرتين بينهما.

وكان الجزيرة احرز في 10 نيسان/ابريل الماضي لقب مسابقة الكأس للمرة الاولى في تاريخه ايضا بفوزه على الوحدة برباعية نظفية في المباراة النهائية، لينهي سنوات العجاف بأفضل طريقة بنيله ثنائية غير مسبوقة بالنسبة له.

ومن المفارقات ان رئيس نادي الجزيرة هو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الاماراتي والذي يملك ايضا مانشستر سيتي المتوج السبت الماضي بلقب كأس انكلترا بفوزه على ستوك سيتي 1-صفر في المباراة النهائية، لينهي بدوره صياما استمر 35 عاما من دون احراز اي بطولة.

استحق الجزيرة لقبه الاول بعدما كان الطرف الافضل هذا الموسم فلم يخسر اي مباراة وحقق الفوز في 14 مرة وتعادل 4 مرات، وما يزال يمتلك افضل خطي هجوم (51 هدفا) ودفاع (16)، وهي ارقام جعلته يصعد الى منصة التتويج التي استعصت عليه منذ تأسيسه عام 1973.

كما حقق الجزيرة انجازا آخر عندما خاض حتى الان 26 مباراة متتالية من دون هزيمة ليعادل رقم الوصل الذي حققه في موسم 1991-1992، وبامكانه التقدم عليه عندما يستضيف الاتحاد كلباء في 20 ايار/مايو الحالي ضمن المرحلة التاسعة عشرة.

يملك الجزيرة الكثير من الارقام الاخرى، اذ حافظ على سجله خاليا من الهزائم على ملعبه منذ 6 اذار/مارس 2009 حين سقط امام الاهلي 2-4، كما ان مدربه البرازيلي ابل براغا حقق انجازا فريدا بعدما قاد الفريق في 62 مباراة في الدوري منذ موسم 2008-2009 ولم يخسر معه سوى 3 مرات.

بدأ الجزيرة العمل على تحقيق هدفه في احراز الالقاب منذ عام 2000، لذلك يعتبر اكثر الفرق الاماراتية انفاقا في السنوات العشر الاخيرة وصاحب الارقام القياسية في التعاقد مع لاعبين اجانب حين ضم عام 2008 البرازيلي رافائيل سوبيس مقابل 5ر17 مليون يورو، من ثم مواطنه ريكاردو اوليفيرا بصفقة تخطت 18 مليون يورو عام 2009.

كما يعد من ابرز الفرق التي استقطبت اسماء كبيرة من اللاعبين مثل العاجي جويل تيهي (2000) والليبيري جورج ويا (2001) والهولندي فيليب كوكو (2007)، دون ان ينجح في تحقيق اي لقب، رغم انه كان قريبا من ذلك في اكثر من بطولة.

ومنذ عام 2000، احرز الجزيرة المركز الثاني اربع مرات، منها الاعوام الثلاثة الماضية في 2008 حين حل وصيفا للشباب، و2009 خلف الاهلي، و2010 خلف الوحدة، كما احرز المركز الثالث اعوام 2001 و2005 و2006 و2007.

لكن كل شيىء تغير هذا الموسم، وبدا الجزيرة فريقا لا يقاوم بفضل توليفته المتجانسة التي ضمت الدوليين الحارس علي خصيف المرشح للقب افضل لاعب، وسبيت خاطر وخالد سبيل وعبدالله موسى، اضافة الى الثنائي البرازيلي ريكاردو اوليفيرا وجادير باري والارجنتيني ماتياس دلغادو والعاجي الاصل ابراهيما دياكيه.

وشكل باري الذي قاد الاهلي الى لقب الدوري عام 2009 وريكاردو اوليفيرا العائد الى صفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية بعد انتهاء اعارته لساو باولو البرازيلي ثنائيا مميزا، فسجل الاول 10 اهداف والثاني 7، ليكونا مع البديل احمد جمعة (4 اهداف) نقطة الثقل في هجوم الجزيرة.

وما ميز الجزيرة قدرة جميع لاعبيه على التسجيل حيث سجل المدافعون 10 اهداف عبر جمعة عبدالله وعبدالله موسى (4 اهداف لكل منهما) وخالد سبيل (هدفان)، في حين سجل لاعبو الوسط 19 هدفا من خلال دياكيه (12 هدفا) ودالغادو وسبيت خاطر (3 اهداف لكل منهما) وياسر مطر (هدف واحد).