بإلقاء نظرة بسيطة على لائحة الـ22 لاعباً الذين استدعاهم مدرب المنتخب الجزائري عبد الحق بن شيخة لمواجهة نظيره المغربي في الجولة الرابعة من تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 بمراكش في الرابع يونيو يتضحطغيان النزعة الدفاعية حيث عمد الجنرال إلى الاستعانة بأكبر عدد من المدافعين رغم عودة الماجيك مجيد بوقرةالذي غاب عن المباراة الأولى والذين بلغ عددهم ثمانية أي بمعدل لاعبين لكل مركز وكأن الأمر يتعلق بنهائيات بطولة كبيرة بحجم أمم إفريقيا أو كاس العالم و يخشى حدوث الاعطاب والإيقافاتكما بلغ عدد لاعبي الوسط عشرة منهم خمسة يجيدون الشق الدفاعيالخاص بتكسير اللعب واسترجاع الكرات أكثر من إجادتهم اللعب الهجومي بينما لم يستدعِ سوى ثلاث مهاجمين.

ومن خلال هذه التركيبة يتأكد للجميع بأن الجنرال وكتيبته الدفاعية ذاهبان إلى مراكش من أجل اللعب على التعادل والعودة إلى الجزائر بنقطة تبقي على حظوظ الخضر قائمة في بلوغ النهائيات عبر تحقيق الفوزفي آخر مبارتين ضد إفريقيا الوسطى وتنزانيا.

ويدرك الجنرال جيدا أن المغامرة بنهج خطة هجومية محفوفة بالمخاطروتعتبرسلاحاً ذو حدين فإما العودة بالزاد كاملا ووضع القدم الأولى في الغابون أو تركه كاملا وانتظار تصفيات دورة 2013 التي قد تقام في ليبيا وقد تنقل إلى بلد إفريقيآخر.

كما أن بن شيخة يعرف جيدا بأن هجوم الخضر ليس على ما يرام و يعاني عقماًمنذ سنوات إستعصى علاجه رغم تداول عدد من الأطباء عليه ورغم تغيير الخطط التكتيكية بدليل أنجل الأهداف التي سجلت كانت بأقدام لاعبي الوسط بينمالا يزال رفيق جبوروفياًلعادته بالتسجيل في اليونان والصيام مع الخضر وبالتالي فإن المراهنة عليه في مباراةتكتسي أهمية بالغةليس أمرا سهلا وقد يدفع ثمنه بن شيخة لوحده.

وأهم من ذلك أن الناخب الجزائري يدرك أيضاً بأن المنتخب المغربي سيلعب الكل في الكل خلال مباراة مراكش من أجل الظفر بالنقاط الثلاث واعتلاء صدارة ترتيب المجموعة والثأر لخسارة الذهابكما قال مدربه البلجيكي إيريكغيريتس والذي لا يزال لم يهضمها بعد.

وبما أن المنتخب المغربي يمتلك في صفوفهمهاجمين من الطراز الرفيع يتقدمهم لاعب ارسنال مروان الشماخ والمدجج بعشرات الآلاف من عشاقه فان الحد من خطورته وإبعاد الخطر عن منطقة الحارس رايس مبولحي تقتضيتحصينها بخطة دفاعية تقوم على وضع جدار بشري يبدأ مهمته من منطقة المنتخب المغربيومنعه من الوصولإلىالمدافعينالجزائريين وشل حركة اسود الأطلس دون إرهاق المدافعين والاعتماد على المرتدات العكسية التيقد تأتي ثمارها.

ولقيت هذه التركيبة استهجانا من قبل الإعلام الجزائري الذي إنتقد الجنرال بشدة خاصة إبعاده بعض الأسماء وهي في أوج عطائها على غرار لاعب كفالا اليوناني جمال عبدون واتهم بأنه يبحث فقط عن رفع أسهمه في سوق المدربين عبر استدعاءلاعبين جدد في صورة إبراهيم فراج من نادي براست الفرنسي حتى يبقى الجميع يذكره كأولمدرب استدعاه للخضر.

كما انتقدت الصحافة الجزائرية اختيار بن شيخة لمكان إقامة التجمع الإعدادي الذي يسبق مباراة الرابع يونيوقبل إعلان الاتحاد المغربي عن الملعب الذيسيحتضنها وحسب بعض المتتبعين فإن اختيار جنوب اسبانيا ذات المناخ البارد نوعا ما للعب مباراة في مدينة مراكش الحارة أمرا غير منطقي وكان الأجدر ببن شيخةأن يختار مركزا تدريبيا خاصة في الخليج العربي حيث المناخ السائد هناك مشابه كثيرا لمناخ مراكش.