ستنطلق بطولة دوري الممتاز الانكليزي للموسم 2011/2012 ظهر السبت، وبالتالي أصبح خروج المشجعين من سباتهم الصيفي قريباً.
تسارعت الأمور على بعض المديرين الفنيين حتى أن انطلاق الدوري الممتاز بالنسبة إليهم جاء بأسرع ما كانوا يتوقعون. وفي ما يبدو أن القليلين منهم كانوا ينظرون إلى عملهم الصيفي المثمر، فإن الآخرين لايزالون لاصقين بلاعبين لا يريدونهم، منتظرين بجانب الفاكس (بالتأكيد مايزال يعمل!) للحصول على إجابات لعطاءات يائسة للاعبين يريدون شراء خدماتهم.
فكيف يمكن لهم البدء بالموسم الجديد من دون تحديد مساره بالكامل، خصوصاً مع بقاء أيام معدودة على انطلاقه؟ إلا أنه من الواضح أن هناك أندية وضعت نفسها في موقف أفضل للخروج من العقبة بأسرع وقت.
وتعطي الفترة بين ثلاثة أسابيع من بداية الموسم الجديد وبين ختام فترة الانتقالات الصيفية لكل مدير فني مشكلة. فهل سيتسابق بعضهم ويجند لاعبين في وقت مبكر ويخاطر بدفع المزيد من الأموال مما قد يدفعه إذا استطاع الانتظار حتى الأيام الأخيرة من شهر آب/اغسطس؟ أو هل يترك الأمر إلى وقت متأخر حتى يمنحه النادي اليائس صفقة بيع أفضل؟
وقد تكون قيمة الاستباق مستحقة أكثر لدفع مبالغ كبيرة، فبمجرد إلقاء نظرة على مانشستر يونايتد نرى أن مديره الفني السير اليكس فيرغسون عرف ما يحتاجه فريقه لإعادة هيكلته وتجديده، خصوصاً بعد اعتزال أدوين فان در سار وغاري نيفيل وبول سكولز نهاية الموسم الماضي.
وأرسل تحرك الشياطين الحمر السريع للحصول على توقيع فيل جونز وآشلي يونغ وديفيد دي خيا، رسالة حاسمة إلى بقية لاعبي الفريق والدوري الممتاز. وبدا فيرغسون ومانشستر يونايتد وكأنهم كانوا يعرفون ما يفعلونه، وبعد ذلك أصبح للاعبين الجدد وقتاً مناسباً للتكيف مع زملاءهم في الفريق الجديد والتعرف على النهج التكتيكي والحصول على لياقة بدنية من المباريات الاستعدادية قبل بداية الموسم. فأصبح هناك شعوراً من الاستعداد النفسي، وهو عامل جيد الذي ينتشر في أولد ترافورد.
ويريد فيرغسون من فريقه الانطلاق مع بدء الموسم وليس عندما تغلق نافذة الانتقالات. فهناك تسع نقاط متاحة قبل نهاية الشهر. ومع ادعاءه بأنه يريد أن يحصل على 84 نقطة على الأقل في هذا الموسم للفوز بلقب الدوري، فإن المرء سيكون واثقاً أكثر من نسبة 10 في المئة من كلامه حتى قبل موعد اغلاق الانتقالات.
والهوامش في أعلى ترتيب جدول الدوري الممتاز كانت جذابة. وفيما فاز مانشستر يونايتد بفارق مريح من 9 نقاط في الموسم الماضي، إلا أن الفارق بين البطل والوصيف كان نقطة واحدة في الموسم 2009/2010 و4 نقاط في 2008/2009 ونقطتان في 2007/2008. فإذا انزلق أي نادٍ في بداية الموسم، فقد يتردد صداه خلال الموسم بأكمله وسيلعب مبارياته دائماً للحاق بالركب.
وكان ليفربول في العديد من الطرق سباقاً مثل مانشستر يونايتد. ففيما كان حريصاً على التخلص من عدد كبير من لاعبيه، إلا أن هذه الخطوة لم تحد من دون تجنيد تشارلي آدم وستيوارت داونينج وجوردان هندرسون. وإذا كان المرء يؤمن أم لا بأن المدير الفني كيني دالغليش اشترى اللاعبين المناسبين، إلا أنه حصل على تواقيعهم في وقت مبكر. ومن المتوقع وصول المزيد ورحيل آخرين، ولكنه قام بحصة الأسد من عمله.
ومانشستر سيتي هو أيضاً في حالة جيدة جداً، لأنه لم يدع رغبة كارلوس تيفيز بالرحيل من تحديد سياسته في سوق الانتقالات. لقد أراد مهاجماً من الطراز العالمي بغض النظر عن بيع تيفيز من عدمه. وفي الوقت الذي فشل في الحصول على خدمات الكسيس سانشيز الذي ذهب إلى برشلونة، إلا أنه استطاع توقيع صفقة سيرجيو اغويرو.
والعمل السريع في شمال غربي انكلترا كان نقيضاً للركود في شمال لندن. فلا يمكن لكل من ارسنال وتوتنهام أن يكونا راضيين من موقفهما قبل انطلاق الموسم الجديد.
وفي حين أن العديد من خصومهما كانوا سباقين في شراء لاعبين، فقد بدا ارسنال رجعياً وفي وضع دفاعي. المشكلة هي أن برشلونة أصبح يملي أوامره عليه، وهذا ليس شيئاً جميلاً للمشاهدة.
وبما أن النادي الكاتالوني كان يعرف جيداً أنه لا يوجد منافساً له لشراء سيسك فابريغاس، فلذلك لم تكن هناك ضرورة حقيقية لضمه إليه بأسرع ما يمكن، خصوصاً بالكاد ينقصه لاعب في مركز خط الوسط، وبالتالي فإنه قد يدفع صفقته إلى آخر يوم من إغلاق سوق الانتقالات.
ولكن ارسنال لا يستطيع تحمل ترك الأمر إلى آخر لحظة. فلا عجب أن ارسين فينغر، مديره الفني، يريد أن ينهي صفقة كابتن الفريق، أو يضعها على الرف، فوراً.
ويشعر أنصار النادي بالإحباط، لأنه ربما بقي عدد قليل جداً من اللاعبين، اثنان أو ثلاثة، من ذوات خبرة ممتازة لتوقيعهم، عندها يمكن أن يكون المدفعجية منافساً حقيقياً للحصول على اللقب، خصوصاً لو تعافى آرون رمزي وتوماس فيرمايلين من الإصابة.
وفي حين أظهر ارسنال قوته بالاحتفاظ بسمير نصري، على رغم أن الفرنسي يرفض تجديد عقده الذي سينتهي في الصيف المقبل، تعثر توتنهام بالمثل عندما تعلق الأمر برغبة لوكا مودريتش بالرحيل إلى تشلسي، على رغم أن توتنهام محمي بفترة عقد أطول مع صانع الألعاب.
والإبقاء على مودريتش في وايت هارت لين أمر ضروري. ليس فقط لأنه لاعب مهم، بل لأنه يبرهن على طموحات توتنهام. ومع ذلك، فإن النادي سيحتاج إلى لاعبين أكثر من مجرد الاحتفاظ بما لديه.
وكان المدير الفني هاري ريدناب يصر على أنه لو أراد توتنهام العودة إلى دوري أبطال أوروبا، فإنه بحاجة إلى الاستثمار. ولكن حتى الآن، بالنسبة إلى التشكيلة الأساسية، فقد حصل على توقيع حارس المرمى براد فريدل.
ورئيس النادي المتصلب دانيال ليفي يريد بيع لاعبين من أمثال جيرمين جيناس وروبن كين وويلسون بالاسيوس وألن هوتون قبل وصول لاعبين جدد.
وفي الوقت الذي تدار الموارد المالية في ارسنال وتوتنهام بطريقة جيدة للغاية، ولا يمكن لأحد أن ينتقدهما عن رغبتهما في الحصول على أفضل النتائج من أي صفقات، إلا أن المشكلة تأتي عندما يفشلان في انجاز العمل التجاري والذي يترك أثراً سلبياً في الميدان.
ويبدو أن إدخار بضعة ملايين من الجنيهات في آب/اغسطس يعتبر اقتصاداً زائفاً إذا كانت النتيجة خسارة 30 مليوناً من أموال دوري أبطال أوروبا في أيار/مايو.
ويعرف أندريه فيلاس ndash; بواس، المدير الفني في تشلسي، أن دوري أبطال أوروبا هو كل ما يهم صاحب العمل الجديد. وقد بدأ سعيداً مع التشكيلة التي ورثها بما في ذلك الشراء الفخم في كانون الثاني الماضي لفرناندو توريس وديفيد لويز، على رغم أنه بحاجة إلى لاعب إبداعي. وما يزال مورديتش الخيار الأول ولكن لا توجد حاجة ماسة إليه.
وستكون مفاجأة كبيرة إذا لم تحتل هذه الأندية الستة المراكز الأولى في ترتيب جدول الدوري نهاية الموسم.
ففي الوقت الذي لدى ايفرتون مديراً فنياً ممتازاً (ديفيد مويس) والكثير من المواهب، ولكن ليس لديه الأموال ليجعل نفسه أقوى، فإن استون فيلا قد خسر اثنين من لاعبيه المبدعين داونينج ويونغ، لذا سيبحث مديره الفني الجديد اليكس ماكليش عن الاستقرار قبل كل شيء.
ومثل مانشستر يونايتد وليفربول، فإن سندلاند كان مؤثراً بشكل حاسم في كيفية توقيعه تسعة لاعبين جدد. فقد رأى مديره الفني ستيف بروس بكل وضوح أن عليه أن يعيد تنظيم فريقه من جذوره. ومن حسن حظه أن مالك النادي وافق على إعادة استثمار الأموال التي وردت من بيع هندرسون ودارين بينت. ومن جانب آخر فإن بروس يعرف أنه يجب على فريقه أن يتقدم الآن.
أما تحضيرات نيوكاسل فقد كانت رديئة جداً، مع سوء تنظيم جولة المباريات الاستعدادية وعدم استثمار الأموال التي استردت من بيع أندي كارول في كانون الثاني الماضي، ومن ثم بيع كيفن نولان وقد يتبعه جوي بارتون وخوسيه انريكي. والصفقة الوحيدة الذي سيهتف إليها جماهيره ويبتهج هي بيع النادي بأكمله.
وأنصار بلاكبيرن ساخطين أيضاً على نحو مماثل، وعبروا عن غضبهم بعد فشلت شركة فينكي الهندية، المالكة له، حتى من الوفاء بوعودها الأكثر تواضعاً.
ووجد ستوك سيتي خيبة أمله في سوق الانتقالات، ولكن لديه تشكيلة قوية بما يكفي بعدم شعوره بالقلق كثيراً، في حين أن أندية مثل بولتون وويست بروميتش البيون استطاعت أن تستثمر بعض الشيء.
أما وولفز فقد اختار النوعية على الكمية، فيما سعى فولهام إلى ضخ بعض الشباب في صفوفه المخضرم، وكان أفضل توقيع لويغان هو صفقة جديدة لمديره الفني روبرتو مارتينيز. ولكن مع ذهاب تشارلز انزوغبيا فإن التشكيلة أصبحت أضعف عن الموسم الماضي.
وأثبت سوانزي ونوريتش سيتي أنه ليس على النادي أن يكون غنياً ليكون مهيأ، فقد أضافا برندان رودجرز وبول لامبرت إلى الفريق الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز لتعزيز فرصهما في البقاء فيه، وهما أقوى من كوينز بارك رينجرز الذي لم تحل مشكلة ملكيته المستقبلية لحد الآن.
وستحدث في الأسابيع الثلاث المقبلة هجمة للتداول في سوق الانتقالات، وقد تكون هناك صفقة أو اثنتان التي قد تحدث تغييراً جذرياً في توقعات الفرق. وعلى رغم ذلك، إلا أن الكثير من المديرين الفنيين عازمين على عدم ترك الأمور إلى وقت متأخر في الصيف المقبل.
التعليقات