يصل الصراع في المجموعة الاولى الى ذروته الجمعة عندما تلتقي الكويت المضيفة مع لبنان، وعمان مع فلسطين، في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات الدور الاول ضمن بطولة غرب اسيا لكرة القدم في نسختها السابعة والتي تستمر حتى 20 كانون الاول/ديسمبر الجاري.
وتتساوى الفرق الاربعة اذ يملك كل منها ثلاث نقاط من مباراتين ولا يفصل بينها سوى فارق الاهداف.
وسبق للكويت، حاملة اللقب في النسخة الماضية في الاردن، ان تغلبت على فلسطين 2-1 وخسرت امام عمان صفر-2، فيما فاز لبنان على عمان 1-صفر وخسر امام فلسطين صفر-1.
وكان من المتوقع قبيل انطلاق البطولة ان ينحصر الصراع على الصدارة والبطاقة المباشرة الى الدور نصف النهائي بين الكويت، التي تخوض غمار المنافسة للمرة الثانية، وذلك نظرا لسمعتها وتاريخها واستضافتها الحدث، ولبنان الذي شهد مستواه تطورا مطردا في السنوات الاخيرة وضعه في الدور الرابع الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل حيث يحتل المركز الخامس الاخير في المجموعة الاولى برصيد 4 نقاط من 5 مباريات خلف قطر (7 من 5)، وايران (7 من 5) وكوريا الجنوبية (7 من 4) واوزبكستان (8 من 5)، بيد ان خسارتهما في الجولة الثانية وضعتهما على مشارف مغادرة المسابقة الاقليمية من الباب الضيق.
وتشغل عمان المركز الاول حاليا برصيد 3 نقاط (لها هدفان وعليها هدف)، امام فلسطين الثانية (2-2)، ولبنان الثالت (1-1) والكويت الرابعة (2-3).
يذكر ان نظام البطولة ينص على تأهل بطل المجموعات الثلاث الى الدور نصف النهائي بالاضافة الى افضل صاحب مركز ثان.
في المقابل، لا يشير بند اجراءات القرعة ونظام البطولة في تعليمات بطولة اتحاد دول غرب اسيا السابعة لكرة القدم الى آلية معينة في حال تساوي منتخبين او اكثر بالنقاط ضمن مجموعة واحدة في نهاية الدور الاول، بل يعيد المسألة الى ما هو متبع في انظمة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وبالتالي سيكون فارق الاهداف هو الفيصل بين الفرق في نهاية المطاف، وبالتالي سيكون على المنتخبات ان تنتظر تحديد مصيرها بعد ختام الدور الاول حيث سيجري الغاء نتائج الفريقين اللذين سيحلان في المركز الرابع ضمن المجموعتين الاولى والثانية كي يصار بعدها الى معرفة افضل وصيف، كون المجموعة الثالثة لا تضم سوى ثلاثة فرق.
تجدر الاشارة الى ان انظمة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم تنص على اعتماد افضلية المواجهات المباشرة بين الفرق قبل فارق الاهداف.
وتقام مباراتا الغد في توقيت واحد عملا بمبدأ المساواة بين الفرق كافة.
في المباراة الاولى، يسعى منتخبا الكويت ولبنان الى الفوز ولا شيء غيره بهدف الاستمرار في البطولة بعد ان اعتبرا قبيل انطلاقها مرشحين لانتزاع اللقب.
وبعد ان كان المتابعون يترقبون اللقاء ليكون بمثابة فرصة للكويت للثأر من لبنان، لعبت الظروف دورها، وتحول اللقاء الى معركة للبقاء بالنسبة الى الطرفين اثر خسارتهما غير المتوقعة في الجولة الثانية.
وسبق للبنان ان تعادل مع الكويت 2-2 في بيروت ثم تغلب عليها 1-صفر في عقر دارها في مباراة تاريخية ادت الى رفع اسهم quot;رجال الارزquot; في الدور الثالث من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2014 وعبدت امامهم الطريق لولوج الدور الرابع الحاسم، في حين قضت على امال quot;الازرقquot; في اكمال مشواره ضمن التصفيات عينها.
وعلى رغم ان بطولة غرب اسيا لن تمثل ارضية مقنعة لتحديد قوة الفريقين اللذين يفتقدان الى عدد لا بأس به من اللاعبين الاساسيين، الا ان مواجهاتهما اكتسبت في الاونة الاخيرة اهمية بالغة، علما انهما وقعا في مجموعة واحدة ايضا ضمن التصفيات الخاصة ببطولة امم اسيا 2015 المقررة نهائياتها في استراليا.
وسعى الصربي غوران توفيدزيتش، مدرب منتخب الكويت، الى الحد من الخسائر بعد السقوط امام عمان، وقال: quot;امر يحدث ان يسيطر فريق ما على مجريات المباراة ويخسر نتيجة استغلال الخصم لفرص قليلة لاحت له امام المرمى. لقد دفعنا ثمن غياب مساعد ندا وحسين فاضل في خط الدفاعquot;، وتابع: quot;كنت اتمنى بالطبع ان نحافظ على اللقب لكن الاهم بالنسبة لنا ان نجهز الفريق لبطولة كأس الخليج (المقررة في البحرين مطلع عام 2013)quot;، مغلقا الباب امام من كان يراهن على اقالته من منصبه في حال لم يتوج quot;الازرقquot; بطلا لغرب اسيا.
وعن المباراة امام لبنان، قال: quot;سيكون اللقاء صعبا ومعقدا للغاية بالنسبة الى الفريقين. سنعمل جاهدين على تحقيق الفوز وهي رغبة ملحة بالنسبة للاعبين الذين يمنون النفس بالثأر من المنتخب اللبناني بعد الخسارة امامه في تصفيات المونديالquot;.
في المقابل، سيفتقد منتخب لبنان غدا قائده رضا عنتر الذي طرد في المباراة امام فلسطين، بيد ان النتيجة لن تكون كارثية بأي حال من الاحوال خصوصا ان المدرب الالماني ثيو بوكير دعا لاعبيه قبيل انطلاق البطولة الى عدم الاكتراث بنتائج المباريات بل الى تقديم اداء مقنع، واشار الى ان فريقه يسعى من خلال المشاركة في المسابقة الاقليمية الى الاحتكاك الجدي مع المنتخبات استعدادا لما تبقى من عمر تصفيات كأس العالم، مشددا على ان الدوري اللبناني ضعيف ولا يمنح عناصره هذه الفرصة.
ولا شك في ان منتخب لبنان سيسعى الى تحقيق فوزه الثاني في البطولة فقط بعد الاول قبل ايام على حساب عمان، علما انه يخوض غمار المنافسة للمرة الخامسة منذ انطلاق البطولة عام 2000.
وفي المباراة الثانية، يعي منتخبا فلسطين وعمان انهما قاب قوسين او ادنى من تحقيق الانجاز.
وبعد ان كان ينظر الى مباراتهما قبيل انطلاق البطولة على انها تحصيل حاصل، بات المتابعون يتطلعون اليها على انها مواجهة الحسم في المجموعة الاولى بعد ان نجح الفلسطينيون في تحقيق فوزهم الاول في تاريخ مشاركاتهم في المسابقة وجاء على حساب لبنان 1-صفر، علما انهم لم يغيبوا بتاتا عن الحدث الاقليمي، فيما فاجأ العمانيون المضيف الكويتي واسقطوه عن جدارة 2-صفر.
يخوض منتخب فلسطين غمار البطولة بتشكيلة تفتقد الى عدد من اللاعبين الاساسيين الذين حرمتهم الاصابة من الظهور، فيما تخوضها عمان بالمنتخب الرديف المطعم بعدد من لاعبي المنتخبين الاول والاولمبي.
واكد مدرب الفريق الفرنسي فيليب بيرلي بعيد الفوز على الكويت انه كان يطمح في احسن الاحوال الى انتزاع التعادل، بيد ان لاعبيه بذلوا مجهودا خارقا وكانوا افضل من نظرائهم الكويتيين، واضاف: quot;سنركز على الفوز على فلسطين، فيما ستكون الكويت في خطرquot;.
انطلقت بطولة غرب اسيا عام 2000 ويعتبر المنتخب الإيراني الأكثر تتويجا برصيد 4 ألقاب اعوام 2000 و2004 و2007 و2008، فيما توج المنتخب العراقي في 2002، والكويت في 2010.
التعليقات