كثيراً ما تحولت ساحات الرياضة والألعاب والدورات المختلفة إلى ميادين إلى التعبير عن الآراء السياسية والفكرية والأيديولوجية، على الرغم من حرص اللجان الرياضية الأولمبية والدولية على quot;تحييدquot; ميادين الرياضة عن خصومات السياسة وأزماتها.

ما شهدته البحرين خلال المباراة الرسمية بين منتخبها الوطني الأولمبي ونظيره السوري، من نزول أحد المشجعين إلى الملعب حاملاً علم الاستقلال السوري وملوحاً به، قبل أن يقبض عليه رجال الأمن في الملعب، اندرج في سياق ما تقدم، لكن اعتراض منظمة الاتحاد الرياضي العام السوري، وهي أعلى سلطة رياضية في البلاد، على أسلوب تغطية قناة الجزيرة الرياضية على الحدث، واتهامه لها بالانحياز والتجييش ضد النظام، أدخل النزاع حول الأزمة السورية منحى جديداً، لا سيما أن صيحات وهتافات المشجعين السوريين في الملعب البحريني كانت واضحة الانحياز إلى جانب الثورة والحراك الشعبي!

بيان منظمة الاتحاد الرياضي العام في سورية، الذي سارعت وكالة الأنباء السورية (سانا) لنشره بعد خسارة المنتخب السوري للمباراة أمام نظيره البحريني بهدفين لهدف، دون أن يلغي حظوظه في التأهل إلى أولمبياد لندن، أكد أن quot;قناة الجزيرة الرياضية حولت منبرها الرياضي إلى أداة سياسية للتحريض ضد سورية بكل مكوناتها، عبر أسلوب التعليق على مباراة لمنتخبنا الأولمبي مع منتخب البحرين أمس ضمن التصفيات الأولمبيةquot;.

وقالت منظمة الاتحاد الرياضي العام في بيانها إنها quot;لم تفاجأ بمعلق المباراة الذي تهجم على سورية وشعبها وقيادتها، وهو يكرر مراراً سياسة قناة الجزيرة التحريضية، لدرجة أننا شعرنا أنه مذيع سياسي وليس رياضياً، وحاول عبر مجموعة من المرتزقة المأجورين (على حد تعبير البيان) أن ينفذوا مشهداً تمثيلياً رخيصاً أمام الكاميرا بهدف التأثير على معنويات اللاعبينquot;.

وأضافت بيان المنظمة أنه quot;لم يكن مستغرباً أن تلجأ قناة الجزيرة الرياضية إلى وسائل تضليلية مكشوفة خلال نقلها لمباراة سورية والبحرين ضمن التصفيات الأولمبية، والذي أظهر حجم الكذب والافتراء والتحريض الذي تمارسه هذه القناة وغيرها من وسائل الإعلام العدوانية ضد سورية وشعبها، وكنا نتمنى من القناة التي تدعي المهنية ومن المعلق الالتزام بميثاق الشرف الأولمبي، وبأدبيات مهنة التعليق التلفزيوني، والتحلي بالموضوعية والحياد والمصداقيةquot;.

وختم بيان المنظمة التي من المفترض أن تكون quot;رياضيةquot; بالقول: quot;إن جماهيرنا الرياضية وشعبنا الأبي واعون لهذه الحملة الإعلامية المغرضة التي باتت مكشوفة في أهدافها وتوقيتها، وهي لن تنال من عزيمتهم مهما تعاظمت التحديات وكبرت المؤامرات واشتدت العقوبات، مؤكدة دعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل؛ لأنه يلبي تطلعات وطموحات جميع أبناء الوطن...وأن سورية ستبقى ثابتة على مسارها النضالي، ولن ترضخ للإملاءات الخارجية، وستفشل مخططات المتآمرينquot;.