مسألة إمكان لعب فرانك لامبارد وستيفن جيرارد معاً كانت من الأمور الشائكة التي حاول المديرون الفنيون الذين تعاقبوا على تدريب منتخب إنكلترا حلها ولكنهم فشلوا.


لندن :وفي الوقت الذي تجاوز المدير الفني الجديد روي هودجسون نشوة تعيينه والحاجز الأول لاختيار أعضاء المنتخب، يأتي بعد ذلك السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيستطيع أن يجد طريقة للعب لامبارد وجيرارد معاً في فريق واحد؟
وبالتأكيد سيكون هودجسون آخر مدير فني سيطلب منه المشاركة في حل هذا اللغز الذي هزم السويدي زفن غوران اريكسون والإنكليزي ستيف مكلارين والإيطالي فابيو كابيلو، الذين تعاقبوا على تدريب منتخب quot;الأسود الثلاثةquot;.
سيحتفل جيرار بعيد ميلاده الـ32 خلال الشهر الجاري في الوقت الذي تحدث عن احتمال اعتزاله اللعب دولياً للتركيز على إطالة حياته المهنية في البريمير ليغ، في حين سيبلغ لامبارد 34 عاماً خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012، وأنه سوف لن تكن هناك أي مفاجأة إذا كان هو الآخر يفكر بشيء من هذا القبيل.
ولكن الآن، ومع غياب لاعبي خط الوسط المصابين جاك ويلشير وتوم كليفيرلي، فإن اللغز لايزال قائماً. وبالتالي فإنه من المرجح أن يكون لاعبا خط وسط إنكلترا الأكثر خبرة والمثيرين للإعجاب معاً في التشكيلة الأساسية.
ويعترف هودجسون بأن معظم الناس يقولون أن هذا الجمع لم يسبق له أن نجح كما ينبغي لإنكلترا حقاً.
وادعى المدير الفني الجديد أن هذا السبب هو الذي يدفعه إلى أن لا يقول إن ما يشاع هو هراء، وإنه يمكن للثنائي أن يقدماً أداء جيداً معاً، لأن هناك عدد لا بأس به من الأدلة في مواجهة ذلك. لذا فهو بحاجة إلى العمل معهما قبل أن يجيب على مثل هذا السؤال، على رغم تأكيده أنه سيكون سعيداً لمنحهما الفرصة.
هل سيجد روي هودجسون حلاً للغز منتخب انكلترا؟
ويعرف هودجسون قدرات جيرارد من خلال عهده القصير في أنفيلد، على رغم أن لاعب ليفربول ضمن مكانه في التشكيلة الأساسية لبطولة الأمم الأوروبية بعدما عينه هودجسون كابتناً للمنتخب.
ويجيب هودجسون على وسائل الإعلام في مؤتمره الصحافي الذي عقده مطلع هذا الأسبوع، عن مدى معرفته بأداء اللاعبين، بقوله: quot;لقد شاهدت أداء جيرارد عندما كنت مديراً فنياً لليفربول، ورأيت كيف كان أداء لامبارد جيداً للغاية، وليس أقله في الأسابيع القليلة الماضية في دوري أبطال أوروبا، خصوصاً في المباراة ضد برشلونة، الذي لديه واحداً من أفضل لاعبي خط الوسط الموهوبين والذي لا يرغب أحد باللعب ضدهمquot;.
وأضاف: quot;أنا أعرفهما ولكن لم أعمل معهماً معاً، ولا اعتقد بأن المرء سيفهم تماماً ما يمكنهما من القيام به لحين يبدآ بالتدريب معاً مع نوع الأسلوب أو مع المبادئ التي بموجبها سيلعب الفريق. ولكن هذه ليست إجابة جيدة على السؤال، ولكنها الطريقة الوحيدة الصادقة التي استطيع أن أعطيهاquot;.
وقد يطلب هودجسون من جيرارد باللعب خلف المهاجم الرئيسي باعتباره القوة الضاربة، في حين سيحاول لامبارد سد الفراغ في العمق، وهو الدور الذي لعبه في وقت متأخر من الموسم لتشلسي، حيث كان يلعب جنباً إلى جنب مع أوبي جون ميكيل وخوان ماتا، لإعطاء حرية الحركة في الأمام.
وكل هذه الأمور تشير إلى أنهما، وهما في خريف حياتهما المهنية، ربما سيقدمان أخيراً شراكة فعالة من أجل بلادهم.
تحذير اللاعبين
من جهة أخرى، حذر هودجسون لاعبيه للتصرف بمسؤولية أو أن مستقبلهم مع منتخب انكلترا سيكون موضع شك، في الوقت الذي سلم اتحاد الكرة الانكليزي وثيقة للاعبين للاسترشاد بها.
وقال هودجسون (64 عاماً): quot;رسالتي لهم واحدة وبسيطة جداً فليس فقط أتوقع منهم أن يتصرفوا كبالغين، بل أطلب منهم ذلك. إن المسؤولية كبيرة على عاتقهم، وإذا كان أحدهم لا يستطيع تحملها فإنه سوف لن يكون له دور كبير في تفكيري المستقبليquot;.
وجاء هذا التحذير ليس فقط بسبب تصرفات المهاجم واين روني مؤخراً في لاس فيغاس، حيث كان يبقى في الملاهي حتى الساعات الأولى من الصباح والذي كان قد خطط للسفر إلى هذه المدينة مع زوجته لإستعادة عافيته بعد موسم مرهق قبل انطلاق البطولة الأوروبية، بل أيضاً بسبب عدم مشاركة هودجسون في اتخاذ القرار بأنه ينبغي أن يكون مقر إقامة المنتخب الإنكليزي في كراكوف على رغم أن مباريات مجموعته ستجري في أوكرانيا، وبالتالي ألغى المعسكر التدريبي في اسبانيا. وهذا يعني بأن اللاعبين سيكونون أكثر مرئيين مما لو كانوا يقيمون في قاعدة نائية.
يذكر أن الفريق الإنكليزي كان يقيم في روستنبرج خلال نهائيات كأس العالم 2010 التي تبعد ساعتين إلى الشمال من جوهانسبرغ بعد انتقادات لتصرفاتهم أثناء وجودهم في بادن بادن الألمانية خلال بطولة عام 2006.
وقال هودجسون: quot;نحن لسنا في مدرسة، هناك لاعبين لديهم ملفهم الشخصي الذي لا يصدق. وفي كل مرة يخطون خارج الباب الرئيسي ستتجه عيون العالم نحوهم. فهناك هواتف محمولة مع كاميرات في كل مكان هذه الأيام التي لا يمكن الهرب منها، لذا يجب على اللاعبين أن يدركوا مسؤولياتهم تماماًquot;.