قبل نحو عشرين عاماً تعهد باولو روزنبرغ الرئيس التنفيذي لكورينثيانز بأنه سيشتري زجاجة من quot;كاتساها (شراب محلي مصنوع من عصير قصب السكر المخمر) ويشربه وحده وينام في قناة سكيراًquot; إذا فاز ناديه بكأس ليبرتادوريس.

في الوقت الذي لم يكن قريباً أبداً من تحقيق حلمه بشراء الزجاجة، تأهل الفريق البرازيلي العملاق أخيراً إلى نهائي النسخة الـ53 من دوري الأبطال في أميركا الجنوبية. وهو الآن بعيداً بمباراة واحدة فقط من رفع كأس ليبرتادوريس بعدما تعادل 1-1 في مباراة الذهاب مع الأرجنتيني بوكا جونيورز. وستقام مباراة الإياب في 4 الجاري، حيث أن المباراة النهائية للبطولة تقام على أساس الذهاب والإياب.
وبما أن منافسه بوكا غني في التقليد، فإن أحد رؤساءه التنفيذيين أكد مسبقاً استعداد النادي للاحتفال بالانتصار على quot;طريقة روزنبرغquot; نظراً إلى أن لديه 6 ألقاب باسمه، أربعة منها في هذا القرن.
كورينثيانز يقترب من تحقيق حلمه
واشتهر بوكا بسبب نجاحه في هذه البطولة، فيما تميز كورينثيانز بغيابه عنها، خصوصاً أن كل منافسيه المحليين قد فازوا بكأس ليبرتادوريس.
وإذا وضع هذا جانباً، فإن هناك أوجه تشابه صارخ بين الناديين. صحيح أن كلاهما عملاقين.
كورينثيانز هو الفريق الأكثر شعبية في ساو باولو وكذلك بوكا في بوينس آيرس، وهما من منتجات الهجرة الايطالية الشاملة التي تدفقت بسرعة في مدن المخروط الجنوبي لأميركا الجنوبية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والتي غرست أخلاقيات الطبقة العاملة من التصبب بالعرق والتضحية.
والمفارقات تكون سهلة بينهما عندما يتعلق الأمر بمناقشة تشكيلتهما الراهنة. فكلا الناديان يؤمنان بالوقاية أولاً. عقلية quot;احتفظ بشباك مرماك نظيفةquot;.
ومع التقدم في العمر والإصابات التي تقوض ليدسون، البرتغالي الدولي ورأس الحربة، فسيدخل كورينثيانز أرض الملعب من دون لاعب معترف به في هذا الدور. وعلى الأرجح يمكن أن يكون أفضل وصف لتشكيلة المدرب تيتي بأنها 4-2-4- صفر.
وتجعل القوة في عدد اللاعبين المتمركزين في خط الوسط صعوبة إختراقه، فقد دخلت مرماه خلال الـ13 مباراة في هذه الحملة 4 أهداف فقط.
ويفتخر بوكا جونيورز أيضاً بصلابة دفاعه. وأصبحت الأمور مثيرة للإهتمام دائماً منذ أن تولى خوليو سيزار فالكيوني تدريب النادي في نهاية عام 2010.
فهو يرغب اللعب بالأسلوب القديم مع مهاجم يحمل الرقم الـ10. وكان صانع الألعاب المخضرم خوان رومان ريكيلمي ملكاً في بوكا.
في البداية كانت لدى المدرب بعض المشاكل، فبوجود مهاجمين اثنين بالإضافة إلى ريكيلمي أصبح الفريق مفتوحاً للغاية. ولكن خففت مهمة فالكيوني قبل عام عندما اعتزل رأس الحربة الثقيل مارتن باليرمو. عندها تمكن من اختيار مهاجمين اثنين سريعي الحركة. ومع وجود ثلاثة لاعبين في خط الوسط خلف ريكيلمي ويلعبون بعمق بما فيه الكفاية للبقاء على مقربة من الدفاع، فإن هذا الأسلوب أصبح من الصعب اختراق بوكا أيضاً. لذا دخلت مرماه 6 أهداف فقط عندما فاز بالبطولة المحلية العام الماضي، فيما سجلت 8 أهداف ضده خلال حملة ليبرتادوريس.
ولكن بداية كورينثيانز وبوكا جونيورز كانت مخيبة للآمال عندما بدآ حملة كأس ليبرتادوريس لهذا العام أمام فريقين من فنزويلا. فقد تتطلب الأمر بتسجيل الأول هدفه في الدقيقة الـ93 لينتزع التعادل من ديبورتيفو تاشيرا الذي فشل في الفوز في أي من مبارياته في مجموعته. أما زامورا فإنه لم يسجل أي هدف في مبارياته الستة، ولكنه استطاع أن يوقع بوكا في فخ التعادل في أسوأ مباراة له في المسابقة بأكملها. وبذلك توترت الأعصاب في معسكر بوكا بعد مثل هذا الأداء المخيف. ولفترة من الوقت كانت هناك شائعات بإستقالة فالكيوني.
ولكن بعد بداية دون المستوى المطلوب، فإن النهاية السعيدة لكأس ليبرتادوريس 2012 ستكون لأحد من هذين الفريقين.
من الناحية العاطفية، يملك بوكا الميزة. فهذا هو اللقاء البرازيلي ndash; الأرجنتيني الـ13 في قمة كأس ليبرتادوريس. فازت الأندية الأرجنتينية في 9 منها بما في ذلك البطولات الخمس الماضية.
وفي السنوات الأخيرة كان للبرازيليين نزعة فقدان أعصابهم تحت ضغط المباراة النهائية، خصوصاً الثانية عندما تقام أمام جماهيرهم، كما هو الحال في هذا العام أيضاً.
ويجب أن يعمل المدرب تيتي على أوسع نطاق ليضع أفكار لاعبيه في الإطار المناسب، خصوصاً أن بوكا منافس ذي خبرة عالية.
من الناحية البدنية، يأتي كورينثيانز في الصدارة، فالبطولة البرازيلية لهذا الموسم مازالت في مرحلتها السادسة. وقام تيتي بزج الجانب الاحتياطي في الدوري المحلي وترك لاعبيه الأساسيين مفعمين بالحيوية والنشاط لكأس ليبرتادوريس.
وفي الوقت ذاته، وجد بوكا نفسه محاصراً في المعركة على لقب الدوري الأرجنتيني الذي فاز به ارسنال للمرة الأولى مؤخراً.
وإذا استطاع كورينثيانز من تحرير الكرة مع سرعة كافية ليتخطى خط وسط بوكا، فإنه قد يمكنه من إصابته بأضرار. وإذا اضطر بوكا إلى مطاردة اللعبة فإن خط دفاعه سيتفكك ويكون معرضاً للخطر، خصوصاً إذا تم سحب الظهير المفتاح رولاندو شيافي (39 عاماً).
وبعد ان تعادل الفريقان في بوينس آيرس الأسبوع الماضي، فإن هناك فرصة جيدة للرئيس التنفيذي لكورينثيانيز باولو روزنبرغ يوم الأربعاء في ساو باولو لتحقيق حلمه بشراء quot;كاتساهاquot; وأن يكون مستنزفاً عاطفياً. ولكن احتمال تحديقه في النجوم هو ما يزيد قليلاً عن 50 في المئة!