قُوبل قرار إدارة نادي الوصل، بإقالة المدرب الارجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، بصدمة قوية داخل الأوساط الرياضية في الامارات، اذ اعتبروا القرار بمثابة خسارة كبيرة لدوري المحترفين، والذي اكتسب شهرة كبيرة في الموسم الماضي، نظرا لوجود الاسطورة الارجنتيني، والذي جذب خلفه الاعلام العالمي ما جعله واحدا من أشهر الدوريات العربية.

وكانت شركة الوصل لكرة القدم، قررت في وقت سابق من مساء الثلاثاء، الاستغناء عن خدمات مارادونا من دون الإعلان عن الاسباب التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار.

واكتفى النادي الاماراتي ببيان وزعه على وسائل الاعلام المحلية قال فيه، quot; قرر مجلس ادارة شركة الوصل لكرة القدم في اجتماعه يوم الثلاثاء، الاستغناء عن خدمات الجهاز الفني بقيادة المدرب الأرجنتيني دييغو مارادونا، وذلك بعد دراسة وافية وشاملة لكافة الجوانب الفنيةquot;.

واعتبر المدرب الايطالي للنصر والتر زينغا، القرار بأنه مخيب بالنسبة إليه، إذ كان يتمنى استمرار مارادونا، خاصة وأنه قدم موسما جيدا مع الوصل، وقاده لمباريات رائعة سواء في الدوري المحلي أو بطولة مجلس التعاون الخليجي، على حد قوله.

ويرتبط زينغا، بصداقة قوية مع مارادونا تمتد لأكثر من 20 عاما، عندما كان الأخير يلعب في الدوري الايطالي.

وقال زينغا ل quot; ايلاف quot;، الجميع يعلم أن مارادونا تولّى مهمة الوصل في ظروف صعبة، الفريق كان يحتاج لعدد من اللاعبين لدعم صفوفه، كنت أثق أنه سيحقق بطولة مع فريقه هذا العام، إذا ما تمت الاستجابة لمطالبه بالتعاقد مع لاعبين على مستوى عالquot;.

وأضاف quot; هذه هي طبيعة كرة القدم، المدربون اعتادوا على مثل هذه المواقف، لكني بشكل شخصي تمنيت وجود مارادونا الى جواري لأني أحبه على المستوي الشخصيquot;.

ورفض مسؤولون في شركة كرة القدم في نادي الوصل، التعليق من قريب أو بعيد على قرار اقالة مارادونا، مكتفين بما جاء في مضمون البيان، الا ان مصادر قريبة الصلة من نادي الوصل، أكدت أن خلافات عنيفة قد حدثت في الايام الثلاثة الماضية بين ادارة النادي والمدرب على خلفية رفضه تدخل شركة كرة القدم في اسلوب اداراته الفريق، واصراره على عدم اقامة معسكر خارج الامارات تحضيرا للموسم الجديد.

وأكدت المصادر أن شركة كرة القدم طلبت من مارادونا قطع إجازته السنوية، والعودة الى دبي لمناقشته في دوافعه الخاصة لعدم اقامة معسكر خارجي، الا أنه رفض الطلب وأصرّ على البقاء في الارجنتين حتى انتهاء اجازته، والمقرر لها يوم 25 من شهر يوليو الجاري.

وكان جدل كبير قد جرى قبل شهر حول مستقبل مارادونا مع النادي الاماراتي، بعد فشله في قيادة الفريق نحو إحراز لقب بطولة مجلس التعاون الخليجي، الا أن مجلس الادارة الجديد بقيادة اللواء محمد بن فهد، قرر الإبقاء على المدرب الارجنتيني، حتى نهاية عقده في يونيو من العام المقبلquot;.

ولفتت المصادر الى quot; أن الادارة لم تقتنع بوجهة نظر مارادونا بالتحضير للموسم الجديد داخل دبي، خاصة أن قراراته المشابهة في الصيف الماضي، تسببت بضعف تحضيرات الوصل للموسم المنصرم لعدم وجود فرق محلية داخل الدولة في هذا التوقيت للعب معها، ما تسبب بظهور الفريق بشكل متواضع في بداية المسابقة.

ولم يكن المعسكر هو سبب الخلاف الوحيد بين مارادونا وادارة الوصل، ولكن صداما مسبقا، حدث بين الجانبين، بعدما قدم الاخير قائمة بلاعبين أجانب طلب ضرورة التعاقد معهم الا أن القدرة المالية للنادي لم تستطع تلبية مطالب المدرب في هذا الخصوص.

واعترض مارادونا، بشدة على موقف ادارة النادي بتمديد عقد مواطنه دوندا، رغم توصيته بالاستغناء عن خدماته نظرا لضعف مردوده الفني، الا ان الادارة ضربت بمطلبه عرض الحائط، وجددت عقد اللاعب لموسمين قادمين.

وستكون ادارة نادي الوصل مطالبة بدفع الشرط الجزائي المنصوص في عقد مارادونا والمقدر بنحو 5ملايين دولار، حيث أصرّ المدرب عند توقيع العقد، ان يحصل على راتبه المتبقي في عقده عند اقالته هو وجهازه المعاون في أي توقيت خلال فترة سريان العقد.

وحظيت صفقة تعاقد الوصل مع مارادونا باهتمام عالمي بالغ، اذ ظلت قيمة العرض المادي غامضة، حيث لم يعلن عنها النادي الاماراتي بشكل رسمي عند توقيع العقد.

وبرزت العديد من الاسماء لخلافة مارادونا وفي مقدمتهم المدرب الفرنسي برونو ميتسو، الذي شُوهد داخل نادي الوصل في أكثر من مرة بعد خسارة الوصل للقب بطولة مجلس التعاون الخليجي امام المحرق البحريني، بيد ان المدير التنفيذي لشركة كرة القدم، حسن طالب، أكد أن النادي لديه خيارات عدة وسيعلن عنها في غضون الساعات القليلة المقبلة.