بدت خطوات القطري محمد بن همام الرئيس الموقوف للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بطيئة ومثقلة بكثير من الارتياب خلال الاشهر الماضية ولكنها كانت خطوات مدروسة في اتجاه البحث عن البراءة من تهم تسببت بقرار الايقاف مدى الحياة للرجل العربي الاول الذي فكر ذات يوم في الوصول الى كرسي امبراطور الفيفا فدفع ثمناً باهظاً وما زال، ما يرجّح صرفه النظر عن ذلك نهائياً .


فهم من مواقف الاتحادين الدولي والآسيوي تجاه القرار الاخير من قبل محكمة التحكيم الرياضي والذي بموجبه برّأت القطري محمد بن همام من التهم التي وجهت اليه بعدما كانت اجبرته على عدم الترشح لرئاسة الفيفا ، بأنه في حال ثبت عدم ادانة الرئيس الموقوف لاتحاد الكرة الاسيوي في كل التهم، فانه ربما من المتوقع في موازاة ذلك تخليه عن كل مناصبه القارية والدولية .

ورغم ان محكمة التحكيم الرياضي ابطلت قرار الفيفا ايقاف بن همام عن كل نشاط متعلق بكرة القدم مدى الحياة، فقد مددت اللجنة التأديبية في الاتحاد الآسيوي الإيقاف الموقت بحقه 20 يوماً إضافياً بعدما كانت اتخذت قراراً بإيقافه موقتاً لمدة 30 يوماً عن ممارسة أي نشاط سواء إداري أو رياضي بسبب ادعاءات لانتهاكات محتملة لنظام الاتحاد القاري وقواعد الانضباط والأخلاق .

وفي حين رأى مراقبون أن الحملة التي يشنها الفيفا على رئيس اتحاد آسيا السابق بأنها تبدو شخصية لكون بن همام كان المنافس الوحيد لجوزيف بلاتر على مقعد الرئاسة، ابدى الناقد الرياضي المصري عزالدين الكلاوي قلقه بعد قراءة منطوق الحكم وحيثياته ومتابعة تفاصيل رد فعل الفيفا ولم يستبعد الاستمرار في مطاردة بن همام من جديد ومحاولة إلصاق تهم جديدة به .

وبعد ما سبق من توجس فأنا شخصياً ndash; يضيف الكلاوي في عمود له - لا أخشى على القطري بن همام من تحفز الفيفا بقيادة بلاتر للإجهاز عليه من جديد ولكن ما يقلقني ما جاء في بيان الفيفا عندما أشار إلى أن بن همام موقوف من الاتحاد الآسيوي.. وهذه الجملة الأخيرة توحي بتنسيق وتحالف وربما quot;تآمرquot; بين بلاتر والصيني جيلونج الرئيس الموقت للاتحاد الآسيوي الحالي .

بن همام يواجه تحقيقات جديدة في قضايا فساد

كما طالب الناقد الرياضي المصريبن همام بالتخلي عن صمته وانطوائه الذي طال وأن يتحرك بسرعة شديدة على كافة المستويات القانونية والإعلامية والتنسيقية مع حلفائه القدامى بالاتحاد الآسيوي وأشقائه العرب في الاتحاد ، لدحض الاتهامات المزعومة ضده آسيويا حتى يستكمل تنظيف اسمه وتبرئة شخصه واستعادة منصبه الآسيوي والعالمي في الفيفا .

من جانبه، اعتبر الكاتب الرياضي القطري احمد المالكي الجهني ان حلقات بن همام وبلاتر مازالت مستمرة وتنافس في تفاصيلها مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي عرض على تلفزيون قطر وبعض الفضائيات .. معتبراً ان بلاتر وأعوانه لم يكتفوا بما فعلوه طيلة 14 شهراً ببن همام بل ما زالوا يواصلون الضغط وحياكة ثوب المصايب للرجل .

وأشار في عمود بعنوان( بن همام وعلي بابا ) الى من قال انهم شركاء لبلاتر وهم بعض ممن يعملون في الاتحاد الآسيوي ويؤدون دور أذرع بلاتر خاصة الصيني تشانج جيلونج وبعض العرب المنتمين إلى منظومة الأعضاء ممن يلهجون باللسان العربي، لكنهم لا ينتمون إليه ولا حتى يشرف العرب أنهم ينتمون إليهم لانه عرف بالصدق وبريء منهم - بحسب الجهني .

وكان الرئيس الموقوف للاتحاد الاسيوي محمد بن همام اكد أنه سيكافح حتى النهاية من أجل اثبات براءته من التهم المنسوبة اليه ،مفسراً أن التحويلات المصرفية التي يتحدث عنها اتحاد آسيا هي أعمال خيرية تتعلق بالصعيد الشخصي قبل أن يعلن اعتزال ممارسة النشاطات الكروية لاحقا بعد إثبات براءته، لأن quot;الغيرةquot; باتت تعوم في أروقة الفيفا ومن ثم ينفي اعتزامه ذلك .

ومعلوم ان محمد بن همام كان رئيساً للاتحاد القطري قبل ان يصل الى رئاسة الاتحاد الاسيوي وخلال سنوات معدودة اتسعت شهرة الرجل بالتزامن مع طموحاته الى كرسي امبراطور الفيفا في ظل ماحسب عليه بالسلب من خلال توتر علاقته بعدد من ابرز القيادات الكروية في السعودية والخليج العربي الى ان جا ء موعد انتخابات الفيفا الاخيرة وماتخللها من اتهامه بقضية رشاوى .