عندما عيّن روي هودجسون مدرباً للمنتخب الإنكليزي لكرة القدم قبل بطولة الأمم الأوروبية quot;يورو2012quot;، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه تعيين هاري ريدناب في المنصب، انقسم الرأي العام الكروي في البلاد بين مؤيد ومعارض، لكن الجميع اتفق على أن المنافسات القارية ستكون هي الفيصل في تقييم القرار غير المنتظر.

لكن البطولة القارية أقيمت وانتهت دون أن يحسم الجدل، سواء من حيث العروض أو النتائج وفي نهاية الأمر سيظل هودجسون في منصبه خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 التي تنطلق في السابع من الشهر الجاري.

فقد تصدر الفريق مجموعة متقاربة المستوى بحسابات معقدة وأداء متوسط، قبل أن يقدم عرضا باهتا وهو يخرج من دور الثمانية أمام إيطاليا بركلات الترجيح، دون تنظيم هجمة واحدة حقيقية على مرمى quot;الأتسوريquot;.

وربما يبدو في الوقت الحالي تكرار الإنجاز الأكبر في تاريخ منتخب quot;الأسود الثلاثةquot;، المتمثل في الحصول على لقب كأس العالم عام 1966 على أرضه، أمرا صعب المنال، لذا يسعى الفريق إلى التحرك خطوة خطوة، من خلال ضمان الصعود أولا إلى المونديال المقبل للمرة الرابعة عشرة في تاريخ البلاد.

وأوقعت قرعة التصفيات المنتخب الإنكليزي في المجموعة الثامنة quot;الشرق أوروبيةquot;، إلى جوار منتخبات أوكرانيا -التي زاملته في المجموعة الرابعة خلال الدور الأول من quot;يورو2012quot;- وبولندا ومونتنجرو ومولدوفا وسان مارينو.

ويحل الفريق ضيفا على مولدوفا في السابع من سبتمبر، قبل أربعة أيام من استضافة أوكرانيا، والهدف تجميع ست نقاط في مستهل التصفيات من أجل فرض السيطرة المبكرة على المجموعة.

ومع بداية المشوار، يفتقد هودجسون لجهود الهداف واين روني والمدافع آشلي كول للإصابة، وفيما عدا ذلك يبدو في طريقه للاعتماد على نفس القوام الذي شارك أساسيا في البطولة الأوروبية.

ويبدو جو هارت المرشح الأقوى للدفاع عن عرين الإنكليز، فيما يبرز في الدفاع جون تيري وجلين جونسون وجوليون ليسكوت، وفي الوسط هناك القائد ستيفن جيرارد وثيو والكوت ومايكل كاريك، والواعد أليكس تشامبرلين.

وفي الهجوم سيحاول الثلاثي داني ويلبيك وجيرمين ديفو ودانيال ستاريدج تعويض غياب روني، فيما يستعيد المدرب ثلاثة من أعمدته الرئيسية التي غابت عن البطولة القارية للإصابة وهم المدافع جاري كاهيل ونجما الوسط فرانك لامبارد وجيمس ميلنر.

وأثناء سعي الفريق إلى التأهل إلى المونديال، عليه أن يتذكر خروجه المؤلم من دور الستة عشر للنسخة الماضية في جنوب أفريقيا على يد ألمانيا بالهزيمة 4-1 مع المدرب السابق الإيطالي فابيو كابيللو، خاصة وأنه لم يتأهل إلى نصف النهائي منذ احتلاله المركز الرابع في مونديال إيطاليا 1990.

والأهم من ذلك أن الفريق لا يزال يعاني من ملاحقة الاتهام الذي يطارده دوما بأنه غير قادر على التألق في المواعيد الكبرى، وها هو يحلم بالتخلص من تلك الإدانة وهو يبدأ رحلة جديدة باتجاه البطولة الأكبر على الإطلاق.