قدر لمنتخب البحرين لكرة القدم أن يدخل مباراته الثانية في quot;خليجي 21quot; على أرضه وبين جمهوره بشعار quot;ممنوع الخطأquot; وفي مواجهة منتخب إماراتي كشف مبكراً عن أفضل صورة في البطولة حتى الان ،فيماخرج منتخب قطر بخسارة ثقيلة أمام الإمارات ويتهيأ لمواجهة نظيره العُماني غدا الثلاثاء في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لدورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها البحرين حتى 18 الجاري .
إيلاف - وكالات : وكانت الجولة الأولى أسفرت عن تعادل البحرين وعمان في مباراة الافتتاح سلبا، وعن عرض مميز لمنتخب الامارات تغلب فيه على نظيره القطري 3-1 وضعه في رأس قائمة الترشيحات للقب.
منتخب البحرين لا يزال يبحث عن لقبه الأول في البطولة التي انطلقت على أرضه عام 1970، وهو الوحيد مع اليمن الذي لم يذق طعم التتويج حتى الان، في حين أن منتخب الإمارات أحرز اللقب على أرضه عام 2007.
وتحتضن البحرين كأس الخليج للمرة الرابعة بعد الدورة الاولى (عام 1970) والثامنة (1986) والرابعة عشرة (1998)، وفي المرات الثلاث كان اللقب من نصيب المنتخب الكويتي.
تاريخيا، التقى المنتخبان 16 مرة في تاريخ لقاءاتهما في دورات كأس الخليج، ويتفوق المنتخب البحريني بثمانية انتصارات مقابل خمسة لنظيره الاماراتي، وتعادلا في خمس مناسبات.
لكن المعطيات التاريخية لا تدخل في حسابات الغد، لان الجولة الاولى من البطولة الحالية أفرزت موازين قوى ومستويات فرضت ذاتها لجميع المنتخبات، وباتت الصورة أوضح للمدربين الان لوضع الخطة المناسبة.
منتخب البحرين لم يقدم اداء جيدا كما اعتاد عليه في الاعوام الماضية، ربما تأثر بضغط المباريات الافتتاحية، او ان سياسة التجديد التي تنتهجها معظم الاتحادات الخليجية في الفترة الحالية تحتاج الى فترة زمنية لتعطي ثمارها لان عامل الخبرة لا يزال ينقص عددا من اللاعبين.
quot;الاحمرquot; البحريني الذي خرج من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل، لم يكشف في مباراته الاولى صورة المرشح للقب الأول في تاريخه، ولكن في دورات كأس الخليج ليس بالضرورة أن يفوز المنتخب الافضل، نظرا الى خصوصيتها والضغوط النفسية والاعلامية الهائلة على اللاعبين.
لم يجد نجم منتخب البحرين محمد سالمين، نجل أحمد سالمين صاحب اول هدف في دورات الخليج، الايقاع المناسب امام عمان، ولا شك ان مدربه الارجنتيني غابرييل كالديرون عمل كثيرا على تكتيك مختلف لمواجهة الامارات بعد العرض الكبير لها امام قطر.
ويتعين على محمد حسين وعبدالله عمر وراشد الحوطي وعبدالله المرزوقي وسالمين وفوزي عايش واسماعيل عبد اللطيف وحسين سلمان وغيرهم من اللاعبين ان يعوا ان منتخب الامارات يلعب اداء ثابتا منذ تعيين مهدي علي مدربا له، وهذا ما كان واضحا في المباريات الودية وايضا امام قطر في البطولة.
كالديرون الذي تولى منصبه منذ نحو شهرين خلفا للانكليزي جون بيتر تايلور المقال يلم جيدا بكرة القدم الخليجية لانه يعمل فيها منذ اعوام، فدرب منتخبي السعودية وعمان، وفريقي الهلال والاتحاد السعوديين، ولا شك انه تابع التطور الذي طرأ على منتخب الامارات ودون الملاحظات المناسبة.
واعتبر كالديرون ان منتخب البحرين quot;لم يصل الى المستوى الفني المأمول منه في المباراة الاولىquot;، مؤكدا ان فريقه quot;لا يعاني العقم الهجومي وان المباريات الودية خير دليل على ذلكquot;.
وعن المباراة مع الامارات، قال quot;سنسعى الى تحقيق الفوز فيهاquot;.
في المقابل، ارتفعت اسهم منتخب الامارات كثيرا واعتبره الجميع المرشح الابرز للقب بعد عرضه الجيد وفوزه الكبير في الجولة الاولى، كما انه نال المديح والثناء من المسؤولين عن جميع المنتخبات ومن مختلف وسائل الاعلام الخليجية التي تحدثت عن نجوم موهوبين وخصوصا عمر عبد الرحمن.
وفعلا، كان quot;الابيضquot; الاماراتي على قدر الامال التي وضعت عليه، لكن حجم عليه بعد المباراة الاولى بات كبيرا جدا، ويخشى ان ينعكس ذلك سلبا على ادائه.
يطلق الإماراتيون على منتخبهم الحالي تسمية quot;منتخب الاحلام، القادر على إحراز اللقب الخليجي الثاني بقيادة مدرب قدير هو مهدي علي أثبت قدرات عالية في الأعوام الماضية مع منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي.
فقد سبق أن قاد مهدي علي جيلا ذهبيا من اللاعبين للفوز بلقب كأس آسيا للشباب 2008 في الدمام والتأهل الى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 عاما في مصر وإحراز فضية اسياد 2010، قبل ان ينتقل الى المنتخب الاولمبي مع المجموعة نفسها من اللاعبين تقريبا ويحقق الانجاز الاضخم في تاريخ الكرة الاماراتية (بعد المشاركة في مونديال 1990) وذلك بالتأهل الى اولمبياد لندن 2012.
تولى مهدي علي المهمة في المنتخب الاول في اب/اغسطس الماضي خلفا لمواطنه عبدالله مسفر الذي حل بديلا موقتا للسلوفيني ستريشكو كاتانيتش بعد ان فشل في قيادة quot;الابيضquot; الى الدور الرابع الحاسم في تصفيات مونديال 2014.
ويبرز العديد من النجوم في صفوف المنتخب الاماراتي كعلي مبخوت وعامر عبد الرحمن وحمدان الكمالي واسماعيل الحمادي وعمر عبد الرحمن ومحمد احمد واحمد خليل، وايضا اسماعيل مطر الذي لعب لثوان قليلة في المباراة الاولى كونه ليس جاهزا بنسبة مئة بالمئة.
مهدي علي كان واقعيا جدا في رده على ترشيح الامارات للقب بقوله quot;البطولة خمس خطوات، تخطينا الأولى ونجحنا في الفوز على قطرquot;.
وأوضح quot;عملنا بشكل جيد وحققنا الفوز الاول، فكرة القدم لا تعترف الا بالعطاء وعلينا ان نركز ونلعب بقوة، وسعادتي الاكبر هي بزيادة فعالية التهديف للاعبين حيث ان الفترة الماضية لم يكن فيها quot;الابيضquot; يسجل بالصورة المطلوبةquot;.
وختم مهدي علي قائلا quot;اللاعبون أدوا بشكل كبير مثلما حدث في أولمبياد لندن، ونحن نخطط لكل مباراة على حدةquot;.
قطر وعُمان للتعويض قبل فوات الأوان
تتفوق قطر على منافستها في تاريخ مشاركاتهما في دورات كأس الخليج بواقع 11 فوزا مقابل 5 لعمان، فيما تعادل المنتخبان مرة واحدة.
لم يقتصر الامر على خسارة مباراة داخل الملعب، بل يمكن القول إن المنتخب القطري خسر أكثر من ذلك بكثير، ووضع نفسه في دائرة قوية جدا من الضغوط خصوصا الاعلامية منها، وهي عصب أساسي في دورات كأس الخليج، وايضا من الشكوك، اذ إن كثيرًا من المحللين الرياضيين اعتبروا أن المنتخب لا يملك خيارات واسعة في تشكيلته.
كما خسر المنتخب القطري سندا مهما جدا وهو إعلام بلاده الذي شن هجوما لاذعا عليه وعلى مدربه البرازيلي باولو اوتوري، ونال الاخير نصيبا وافرا من الانتقادات، ان كان بسبب تبديلاته غير المقنعة بحسب البعض، او لغياب الهوية الواضحة للفريق والاسلوب المناسب للمواجهة، الى حد المطالبة بquot;محاكمتهquot;.
اوتوري الذي كان حلا قبل اشهر لأنه يعرف المنتخب ولاعبيه عن ظهر غيب كونه يعمل في قطر منذ فترة، تحول الى quot;كابوسquot; على القطريين، وربما يكون مصيره على كف عفريت بعد المواجهة مع عمان.
الانطباع السائد قبل انطلاق البطولة كان ان quot;العنابيquot; وصل الى مرحلة من النضج والخبرة تخوله المنافسة بقوة على لقب خليجي ثالث بعد عامي 1992 و2004 على ارضه، خاصة وأنه في جهوزية فنية وبدنية مقبولة لانه يواصل مشواره في الدور الرابع الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل.
يملك منتخب قطر سبع نقاط في المركز الرابع للمجموعة الاولى، ويبتعد بفارق الاهداف فقط عن كوريا الجنوبية الثانية وايران الثالثة، في حين تتصدر اوزبكستان الترتيب بأفضلية نقطة واحدة فقط.
وتبقى امام القطريين ثلاث مباريات لتحسين ترتيبهم وخطف احدى بطاقتي التأهل المباشرتين عن المجموعة الى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخهم، كما يملكون فرصة قوية لخوض الملحق الاسيوي الذي يعبر المتأهل منه الى خوض ملحق آخر من مباراتين ايضا مع خامس اميركا الجنوبية.
ربما كان خلفان ابراهيم، افضل لاعب في اسيا عام 2006، ابرز لاعبي قطر امام الامارات، فكان صاحب هدف السبق من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، وقام لاحقا ببعض المحاولات لم تسفر عن نتيجة.
يتعين على اوتوري ان يحسن الاستفادة من خلفان ومسعد الحمد ومحمد كسولا وبلال محمد وابراهيم ماجد وحسن الهيدوس ووسام رزق وسيباستيان سوريا وغيرهم قبل فوات الاوان، لان عدم الفوز غدا على عمان سيجعل المهمة لاحقا شبه مستحيلة في إمكان التأهل الى نصف النهائي.
اوتوري الذي تحمل مسؤولية الخسارة الاولى اعتبر ان منتخبه quot;لم يلعب جيدا على الصعيدين الفردي والجماعيquot;، اكد انه quot;يجب معالجة الأخطاء وتدارك الوضع امام عمانquot;.
لكن المهمة لن تكون سهلة على الاطلاق امام منتخب عماني تعرض بدوره الى انتقادات حادة بسبب سوء ادائه امامه البحرين، خصوصا تواضعه من الناحية الهجومية رغم وجود عماد الحوسني واسماعيل العجمي، لكن الخلاصة كانت انه في مرحلة تجديد ادت الى عدم استقرار من الناحية الفنية وان العديد من اللاعبين لا يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه الدورات.
منتخب عمان الذي بدأ مشاركته في الدورة في النسخة الثالثة عام 1974، توج باللقب مرة واحدة على ارضه عام 2009 بقيادة المدرب الفرنسي كلود لوروا بتغلبه على السعودية 1-صفر في المباراة النهائية.
عمد المدرب الحالي الفرنسي الاخر بول لوغوين الى ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب العماني الذي يواصل مشواره ايضا في الدور الرابع من تصفيات المونديال.
تملك عمان حاليا 5 نقاط في مجموعتها التي تضم ايضا اليابان واستراليا والاردن والعراق.
يذكر ان الحارس مازن الكابسي لم يختبر كثيرا امام البحرين، وهو تولى حراسة عرين المنتخب العماني بدلا من علي الحبسي افضل حارس مرمى في اربع دورات متتالية من 2003 الى 2009، لان فريقه ويغان الانكليزي رفض تحريره، اذ ان الاتحاد الدولي (فيفا) لم يضع البطولة ضمن روزنامته حتى الان.
والى جانب الكابسي والعجمي والحوسني الذي كان غائبا عن المجريات امام البحرين، يعول لوغوين على حسن مظفر وعيد الفارسي واحمد حديد (لم يظهر بالمستوى المطلوب ايضا في المباراة الاولى) وسعد المخيني واحمد مبارك كانوا وغيرهم من اللاعبين.
لم يدفع لوغوين بنجم خط الوسط فوزي بشير في المباراة الاولى، ومن المتوقع ان يجري تعديلا على خطته العقيمة امام قطر لان الخسارة تعني سلوك طريق الخروج من الدور الاول، كما ان التعادل لن يدعم موقف المنتخب كثيرا في مجموعة وصفت بالاقوى منذ سحب القرعة.
وكشفت المباراة الاولى ان منتخب عُمان يدفع ثمن ابتعاد عدد من نجومه بسبب الاعتزال او عدم اختيارهم الى التشكيلة كمحمد ربيع وبدر الميمني وحسن ربيع هداف quot;خليجي 19quot; وغيرهم.
التعليقات