مازال الشباب العراقي يتابع ويشجع بشغف النوادي الرياضية الأوروبية، بشكل يفوق أي اهتمام آخر، لاسيما ناديي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين بسبب نقل مباريات الدوري الإسباني على القنوات العراقية والعربية، حيث أنها متاحة للجمهور أكثر من أي دوري آخر في العالم.


وسيم باسم :أدى التعصب الكروي إلى انقسام حتى بين العائلات العراقية بين مشجع لهذا النادي أو ذاك، حيثأدى الغلو في التشجيع والحماسة الزائدة إلى مشاكل اجتماعية ومشاجرات، تركت أضراراً نفسية على المواطن العراقي مثلما تتسبب في أضرار مادية أيضاً.

خصومات بسبب الكرة
مازال الشاب كامل حسن على خلاف مع شقيقه، منذ نحو سنتين بسبب الاختلاف على تشجيع النوادي الإسبانية، حيث تطورت سخرية شقيقه من نادي الريال إلى خصومات ( شخصية) بينهما استمرت إلى الآن مما سبب مشكلة عائلية .
وفي حادثة أخرى، أدت الحماسة الزائدة في تشجيع نادي برشلونة، بسعد كاظم ، إلى كسر عظام كفيه بعدما ضرب الحائط الذي أمامه بقوة حين خسر النادي أحد مبارياته.
ولا يرى الناشط الرياضي كريم حسين في الظاهرة سوى إدمان مرضي يؤدي إلى الكثير من الاضرار النفسية والمادية.
وأحد هذه الأسباب بحسب حسين ظاهرة (الذهول) بكل ما هو أجنبي، والذي يولّد الشعور بالنقص، لاسيما وأن النوادي الأوروبية عريقة وغنية وتجذب المشاهد إليها لمستوى اللعب المتقدم ووسائل الترف التي تستعرضها في الملاعب.
ومما يساهم في ذلك، ضعف الدوري المحلي على مستوى اللعب والتنظيم، حيث يقول حسين إن الكثير من الشباب يشعرون بالرتابة وعدم القدرة على التواصل مع الدوري المحلي بسبب عدم نقل المباريات بصورة منتظمة.
وفي كل أنحاء العراق، توفر المتاجر (بطاقات ) نقل المباريات الإسبانية وبسعر مناسب ليسهل على الجمهور متابعة المباريات،كما إن الانفتاح الإعلامي وتوفر الصحون اللاقطة منذ 2003 أتاح للشباب متابعات المباريات العالمية، بشغف وحماسة تصل إلى التعصب تحت روابط مشجعين تتنافس في ما بينها.
شغف شديد
وفي مدينة كربلاء (100 كم جنوبي بغداد)، تابع العشرات من الشباب مباراة ريال مدريد وليون الفرنسي في نهاية شهر تموز الماضي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 2 - 2، حيث يشير علي حاتم إلى حزن ساد الجمهور المتابع، المتعاطف مع ريال مدريد إلى حد كبير، واعتبروا تعادله نتيجة لا يستحقها وهو النادي المفضل لديهم.
ويتابع: quot;يبدوأمرًا يبعث على الدهشة حين ترى أن جمهور في مدينة محافظة يغلب عليها الطابع الديني، يتابع مباريات الكرة العالمي بشغف شديدquot;.
المدرب الكروي قيصر سعيد يثني على متابعة الشباب العراقي للمباريات الأجنبية لأنها تساهم في تطوير كرة القدم المحلية، وتضع الرياضيين العراقيين على دراية بالتجارب الكروية في العالم و في مجال تكنيك اللعب وتنظيم الدوري.
من جانبه،ينبّهسعيد إلى السلوك العنفي الذي بدأ يجتاح الوسط الرياضي بسبب السلوكيات الشاذة التي يمارسها بعض الشباب مقلدين الممارسات العدائية في الدوري الأوروبي من إعتداءات على الجمهور وتخريب المرافق الرياضية، وكذلك الإفراط في التدخين لاسيما quot;النرجيلة quot; أثناء حفلات المشاهدة للمباريات ورفع الشعارات الصاخبة.
وعلى الطريقة الأوروبية، اعتدى جمهور نادي أربيل على جمهور نادي دهوك في مباراتهما ضمن الدور الثاني عشر من المرحلة الثانية لدوري النخبة العراقي لكرة القدم، الشهر الماضي والتي انتهت بفوز دهوك بهدف دون رد.
وأحد الأمثلة على السلوكيات العدائية رفع شعار مثل ( فريق الريال عار) و (برشلونة ساقط)، فيما كانتابرز مظاهر جنون حب الكرة وأنديتها في العراق، أن محمد الكعبي من بابل أجل موعد زواجه لتزامنه مع إحدى مباريات فريق الريال مدريد.
ويعتقد الباحث الاجتماعي والمتابع للشأن الكروي في العراق، قاسم محمد، إن مشجعي العراق يشعرون بأنهم منتمون إلى النادي الذي يناصرونه حيث يتحول التشجيع الكروي إلى هواية وانتماء.