تفاقمت تداعيات وفاة محمد عباس مدرب فريق كربلاء بكرة القدم بالاعتداء عليه من قبل القوات الأمنية المساة (سوات) لتأخذ إبعاداً خطيرة على المستويين الشعبي والرياضي وارتفعت شعارات تطالب بإسقاط الحكومة أن لم يعاقب الجناة الذين راح البعض يسميهم (القتلة) بعد أن تردد خلال الأيام الأخيرة هتاف يقول (المطالبة بمحاسبة القتلة ولانقول المقصرين ،فيما قرر عدد من الأندية عدم إجراء مباريات ضمن دوري النخبة الكروي وهو ما ينذر بإلغائه .

بغداد :ارتفعت الأصوات الشعبية والرياضية التي تطالب بالقصاص العادل من أفراد قوات (سوات) الذين قاموا بالإعتداء على عدد من لاعبي فريق كربلاء ومدربهم محمد عباس الذين أكدت الأخبار بوفاته سريرياً ، بل أن الأمر زاد إلى حد أن هناك من رفع شعاراً بالمطالبة بإسقاط الحكومة إذ جاء في الشعار (اذا لم يسقط موتك الحكومة فسيسقط كل الشعب) ، فيما راحت الدعوات من هنا وهناك تطالب رؤساء الأندية الرياضية واللاعبين أن يؤجلوا مبارياتهم ضمن مباريات دوري النخبة إحتراماً لمدرب كربلاء محمد عباس والذي هو ميت سريرياً بعد الاعتداء المشين عليه من قبل القوات الأمنية العراقية ، ولأن هذه الحادثة تعتبر إهانة كبيرة للرياضة العراقية والرياضيين ، كما جاء في الدعوات تلك قول : لا تنتظروا التأجيل من الاتحاد كوننا حينها لن نتعاطف معكم ، المطلوب ان تعلقوا أنشطتكم وترفضون إنطلاق مباريات الدوري لحين البت بقضية محمد عباس ومحاسبة المقصرين فيها .. كونوا شجعاناً ، كون الرياضة حمامة سلام قبل ان تكون منافسات وثلاث نقاط .
إلى ذلك هدد حارس مرمى المنتخب الوطني العراقي نور صبري بعدم ممارسة أي نشاط رياضي حتى يتم معاقبة المتورطين بقضية محمد عباس،حتى لو أدى ذلك إلى إعتزاله اللعب ، مؤكداً انه يشعر بالأسف الشديد إلى ما وصلت إليه العراق من أحداث تؤكد يوماً بعد يوم بأن الرياضة في العراق في طريقها إلى الهاوية .
وقال نور : اليوم أعلن أنني لن اخوض أي مباراة أو أي نشاط رياضي إذا لم تحل أو يتخذ أي إجراء بكل المتورطين والمتسببين بحادثة الكابتن محمد عباس مدرب كربلاء .
وأضاف : أنا اتضامن مع نادي كربلاء ولاعبيه وجماهيره وعائلة محمد عباس مؤيداً أي إجراء يتخذ من قبلهم وسأكون أول الناس وفي مقدمتهم بالمطالبة بعدم تكرار مثل هذه الأحداث لأن هذه الاعمال يجب عدم السكوت عليها مهما كان الثمن لاننا اليوم بحاجة لدعم الرياضة العراقية ودفعها إلى الأمام والسكوت على هذه التصرفات معناها اننا نساهم بهدم الرياضة العراقية.
من جانبه أعلن باسم قاسم مدرب فريق السليمانية رفضه خوض مباراة فريقه مع الطلبة تضامناً مع الاعتداء على مدرب فريق كربلاء محمد عباس ، وأكد باسم الذي حضر مع فريقه إلى الملعب عصر الأربعاء انه يرفض اللعب فيما هناك مدرب زميل يصارع الموت ونحن نلعب وكان الاجدر بالجهات الحكومية أن تؤجل المباريات ، ونحن اتخذنا القرار بمفردنا ، وهذا موقف إنساني واذا ما تجردت الرياضة من الموقف الانساني والاخلاق فعلينا أن لا نلعب كرة قدم ، وطالب بأسم بقية الأندية إلى هذه المبادرة أن تتخذ موقفاً قبل فوات الاوان لأن التاريخ سيسجل كل شىء .
وقد اثنت الجماهير الرياضي على موقف باسم ووصفته بالشجاع ، مثلما اثنت على موقف مدرب فريق بغداد ثائر احمد الذي رفض خوض اية مباراة احتجاجاً على الحادثة وتضامنا مع المدرب المعتدى عليه ، كما أن نادي بغداد قرر تعليق نشاطاته ، واصدر بياناً شجبت فيه الهيئة الإدارية والكادر التدريبي ولاعبي بغداد العمل الغادر والجبان الذي تعرض له مدرب ولاعبي وإدارة كربلاء مطالبة الجهات المختصة تقديم الجناة إلى العدالة وإتخاذ القصاص العادل بهم وعليه قررت الهيئة الإدارية لنادي بغداد تعليق مشاركتها في بطولة الدوري تضامناً مع فريق كربلاء بعد الأحداث الأخيرة التي حصلت وراح ضحيتها مدرب الفريق محمد عباس الذي مازال يصارع الموت لغاية الان ، وقررت الهيئة عدم خوض المباراة التي من كان من المقرر إجراءها أمام فريق النجف على ملعب النادي في حدائق الزوراء استنكاراً لما حدث وتضامنا مع فريق كربلاء لغاية محاسبة الجناة وإنزال القصاص العادل بهم ، موضحة : أن كرة القدم شعار المحبة والسلام وأن ما حصل بعيد عن الإنسانية والأخلاق فكرة القدم قبل ان تكون لعبة فهي وسيلة لتعضيد أواصر المحبة والتسامح وأن ما حصل من عمل سافر لا ينم عن الروح الإنسانية والأخلاقية تجاه مدرب فريق كربلاء من قبل الجهة المسؤولة عن حماية الملعب والتي من المفترض ان تكون حامية للاعبين والمدربين وليس القصاص منهم فاللاعبين والمدربين ليسوا بإرهابيين لكي يتم التعامل هكذا معهم ، مؤكده :أن حياة الانسان أهم من ممارسة كرة القدم فمن المعيب أن نقيم المباراة وهناك روح مابين الحياة والموت تعرضت لابشع الضربات والكدمات وبدون سبب .
أما اللاعب الدولي السابق أحمد مناجد لاعب فريق السليمانية فهو الاخر له موقف ، فقال : ليس من المعقول ان نلعب على مجزرة وليسملعبا لكرة القدم ، اخونا محمد عباس في سباق مع الموت ونحن نمارس كرة القدم .. كما اردف قائلاً نحن بحاجة لنقاط المباراة ولكن لعيون كربلاء والكابتن محمد عباس لا نهتم لها .
إلى ذلك هدد عضو لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي بالاستقالة فيما لو مررت قضية المدرب محمد عباس بدون عقاب، وأكد عضو لجنة الشباب والرياضة محمد الدعمي انه سيكون أول من يعلق عضويته في البرلمان فيما لو تم تمرير وتسويف قضية مدرب كربلاء محمد عباس الذي تعرض للاعتداء عقب مباراة فريقه أمام القوة الجوية بدوري النخبة الكروي.
واضاف : سأكون ضمن المتظاهرين اذا ما خرجوا للتظاهراحتجاجاً على الاعتداء على المدرب محمد عباس ووصف الحادثة بالكارثة الرياضية التي حلت على الرياضة بصورة عامة وعلى رياضة كربلاء على وجه التحديد .
وكشف الدعمي ان الضابط الذي أمر بضرب المدرب واشترك بضربه تم إعتقاله وإيداعه التوقيف برفقة سبعة من العناصر الأمنية التي نفذت الإعتداء مناشداً رئاسة الوزراء بالتدخل للبت في القضية.