&عودة المدربين إلى أنديتهم &هو تقليد و عرف سائدان في الدوري الإيطالي رغم أن سوق الكالتشيو تعج بالمدراء الفنيين الاكفاء ، فالأندية غالباً ما تفضل العودة إلى أرشيفها للتنقيب عن مدربين لتولي أجهزتها الفنية في أيام الأزمة وعندما تضيق بها السبل أملاً في استحضار أيام الزمن الجميل و الخروج من الانفاق المظلمة.

واستعانة إنتر ميلان الإيطالي بمدربه السابق المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني لم تكن الأولى في إيطاليا بل سبقتها تجارب كثيرة .
&
صحيفة " إيلاف " و بمناسبة عودة مانشيني لتولي الإشراف على تدريب الإنتر مجدداً فأنها تستعرض ابرز وأشهر عشرة تجارب عاد خلالها المدربون إلى أنديتهم في الكالتشيو ، بعد تجربة أولى كللت بالنجاح بينما غالباً لم يرقى في التجربة الثانية إلى مستوى التطلعات.
&
1- الأرجنتيني هيلينيو هيريرا مع إنتر ميلان :&
&
درب الإنتر في تجربة أولى دامت أربع أعوام من عام 1960 وحتى عام &1968 ، حيث جاء إلى الجيوسيبي مايازا و هو مدرب مغمور و مع ذلك قاد النيراتزوري إلى تحقيق المجد على الصعيدين المحلي و الدولي بعدما جعل من الإنتر الأقوى بلا منازع ، و قاده إلى إحراز دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين عامي 1964 و 1965 كما احرز لقب الإسكوديتو ثلاث مرات في أعوام 1963 و 1965 و 1966 أي انه نجح في تمديد هيمنة الانتر من المحلية إلى القارية في ظرف وجيز بفضل استخدامه للجانب النفسي في تحفيز لاعبيه على تحديد الفوز كهدف دون غيره مهما كان المنافس ، إذ انه انتقد تصريح احد لاعبيه عندما قال :" ذاهبون إلى روما للعب" بدلا من يقول بحسب تعليمات مدربه هيريرا " &ذاهبون إلى روما للفوز ".
&
انتقل بعدها إلى روما عام 1968 غير انه عاد إلى ميلانو ليشرف مجدداً على الإنتر بعدما ساءت نتائج الأخير محلياً و أوروبياً غير ان تجربته الثانية لم تدم سوى موسماً واحداً &في موسم 1973-1974 بعدما فشل خلالها في استرجاع الإسكوديتو و اكتفى بالمركز الرابع في سلم ترتيب الدوري .
&
2- الإيطالي جيوفاني تراباتوني مع يوفنتوس :
&
علاقة تراباتوني بالسيدة العجوز علاقة حب حقيقية ، حيث ارتبطت إنجازات النادي بتواجده على دكة الاحتياط ، وقد درب الفريق في تجربة أولى دامت عشر أعوام من عام 1976 وحتى عام &1986 حقق خلالها اليوفي أهم البطولات خاصة على الصعيد القاري بعدما احرز بطولة الدوري &عدة مرات كان آخرها عام 1986 ، كما نال &كأس أوروبا أبطال الكؤوس عام 1984 &، ودوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه عام 1985 ، وكأس العالم للأندية في نفس العام .
&
و تحت أمرته حصل الفرنسي ميشال بلاتيني على الكرة الذهبية ثلاث مرات متتالية &، قبل ان يترك تورينو عام 1986 ليتجه إلى ميلانو لتدريب الإنتر لغاية عام 1991 وهو تاريخ عودته الى السيدة العجوز في تجربة ثانية لم تكن ناجحة مثل الأولى لكنها لم تكن فاشلة ، إذ قاد الفريق للتتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى في تاريخ النادي عام 1993 &و تحت قيادته استعادة تورينو الكرة الذهبية بفضل روبيرتو باجيو عام 1993 قبل ان يترك الفريق عام 1994 و يرحل في بإتجاه ألمانيا لتدريب بايرن ميونيخ.
&
3- الإيطالي &اريغو ساكي مع ميلان :
&
توجه من ميلان إلى الآزوري و من الآزوري إلى ميلان ، وبهذه التركيبة تميزت المسيرة المهنية للمدرب ساكي ، ففي عام 1987 جاء به سيلفيو بيرلسكوني لتدريب ميلان ، حيث احدث ثورة في الفريق قادته إلى إزاحة اليوفنتوس و نابولي من عرش الكالتشيو و إعتلاءه في عام 1988 بفضل تكتيكه المتميز الذي يعتمد على طريقة لعب &4-4-2 &، والذي يراهن على وسط ميدان صلب يقوده كارلو انشيلوتي و تواجد مهاجم قناص هو الهولندي ماركو فان باستن و ثعلب وسط الميدان فرانك رايكارد &، لينال لقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين 1989 و 1990 و مثلها كأس الانتر كونتيننتال ( كأس العالم للأندية ) .
&
وتسبب تألقه مع ميلان في جعل الاتحاد الإيطالي يستعين بخدماته لتدريب منتخب الآزوري عام 1991 خلفا لازيغليو فيتشيني ، ليقود الطليان إلى نهائي مونديال 1994 في أمريكا ، و بعد فشل تجربة ميلان مع المدرب الأوروغوياني واشنطن تاباريز استنجد بيرليسكوني بساكي لقيادته في ما تبقى من الموسم 1996-1997 غير ان تجربته الثانية في السان سيرو آلت إلى الفشل حيث خرج مبكراً من أبطال أوروبا و انهى الموسم في المركز الـ 12 و هو أسوأ &ترتيب له في الكالتشيو منذ 1982 قبل ان يترك منصبه لألبيرتو زاكيروني.
&
4- الإيطالي مارتشيلو ليبي مع يوفنتوس :
&
بعد رحيل تراباتوني إلى ألمانيا وجدت إدارة يوفنتوس ضالتها في الأسم المغمور القادم من نابولي مارتشيلو ليبي الذي أصبح أشهر المدربين في العالم بعدما حقق مع يوفنتوس 13 لقباً محلي و دولي .
&
وفي تجربته الأولى من عام 1994 وحتى عام &1999 نجح في أول موسم له في استعادة عرش الكالتشيو بعدما توج بلقب الدوري ثلاث مرات أعوام 1995 و 1997 و 1998 ، و بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1996 و كأس إيطاليا ، وأربع مرات لقب السوبر الإيطالي و كأس الانتر كونتنتال ( كأس العالم للأندية ) &.
&
و في سيناريو مشابه لسلفه تراباتوني رحل ليبي عن تورينو بإتجاه ميلانو لتدريب الإنتر عام 1999 بينما خلفه في يوفنتوس كارلو انشيلوتي غير أن ليبي فشل مع الإنتر و السيدة العجوز اخفقت مع كارليتو فعاد ليبي إلى بيته في تورينو في عام 2001 ليفوز معه ببطولة الدوري مرتين عامي 2002 و 2003 ، وينال وصافة أبطال أوروبا التي خسرها بركلات الجزاء ليترك منصبه من اجل تدريب المنتخب الإيطالي الذي حقق معه كأس العالم عام 2006 باألمانيا.
&
5- اليوغسلافي فوجادين بوسكوف مع سامبدوريا :
&
ارتبط أسم المدرب الصربي الراحل بوسكوف بالفترة الزاهية التي عرفها نادي سامبدوريا حيث صنع له جيلاً ذهبياً بتواجد أسماء لامعة مثل فيالي و مانشيني و لامباردو و باغليوكا و آخرون في الفترة من عام 1986 وحتى عام &1992 حقق من خلالها كأس إيطاليا عام 1988 و بطولة الدوري في 1992 و كأس أوروبا أبطال الكؤوس عام 1990 لكنه فشل في إحراز دوري أبطال أوروبا التي خسرها من برشلونة عام 1992 بفضل هدف قاتل من الهولندي رونالدو كومان على ملعب ويمبلي &قبل انتهاء المباراة بدقيقتين &، إلا أن الغريب ان بوسكوف و سامبدوريا خسر في عام 1989 نهائي أبطال الكؤوس الأوروبية من برشلونة أيضاً . &
&
وفي موسم 1997-1998 استعان به النادي مجدداً لتصحيح مسار الفريق الذي سجل إنطلاقة خاطئة في الدوري جعلته مهدداً بالهبوط غير ان بوسكوف قاده إلى إنهاء الموسم في المركز التاسع .
&
6- التشيكي زدينيك زيمان مع روما :
&
درب الذئاب للمرة الأولى في الفترة من عام 1997 وحتى عام &1999 ، حيث راهن زيمان على اللعب الاستعراضي الهجومي بقيادة فرانشيسكو توتي ، غير أن هذه الطريقة لم تجلب للفريق ما يحلم به عشاقه من ألقاب و بطولات ظلت غائبة عن خزائنه فترة طويلة بعدما انهى الموسم الأول رابعاً و الموسم الثاني خامساً بل انه أول مدرب في تاريخ روما يسجل أربع هزائم في موسم واحد أمام الغريم لاتسيو في دربي العاصمة ، بعدما خسر مواجهتي الدوري ومبارتين في الكأس .
&
و بعد نحو 15 عاماً استعانت به إدارة الذئاب لتولي تدريب زملاء توتي في موسم 2012-2013 بعد فشل تجربة الإسباني لويس انريكي ، غير أن إقامة زيمان في روما لم تدم سوى أشهر قليلة حيث اقيل من منصبه بعد هزيمة في الأولمبيكو من كاليري في منافسات الدوري المحلي.
&
7- الإيطالي جيان بيرو كاسبيريني &مع جنوة:
&
درب الفريق في المرة الأولى في الفترة من عام 2006 وحتى عام &2010 حيث قاده للعودة إلى دوري الدرجة الأولى بعد 13 عاماً من الهبوط ثم إلى إحتلال المركز الخامس في الترتيب العام للكالتشيو بفضل لاعبين مميزين جاء بهم للفريق على غرار المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو و متوسط الميدان ثياغو موتا ،ليغادر جنوة في عام 2010 ثم يعود إليها في 2013 حيث يسجل معها هذا الموسم نتائج طيبة ، محتلاً المرتبة الخامسة على حساب قطبا مدينة ميلانو ، وليتأكد معه جمهور جنوة ان فريقه مع كاسبيريني يتقدم &وينافس الكبار بتشكيل متواضع و بدونه يتأخر و يصارع على البقاء.
&
8- الإيطالي ايدي ريجا &مع لاتسيو :
&
&تعتبره أوساط نادي لاتسيو بمثابة عجلة الإنقاذ &، درب الفريق في تجربة أولى بين 2010و 2012 حيث اسندت له المهمة بعد استقالة بالارديني الذي سجل معه الفريق نتائج هزيلة جعلته قريبا من القاع و الهبوط قبل ان ياتي ريجا ليحقق معه البقاء و يستمر معه موسمين اخرين نجح خلالهما الفريق في حجز بطاقة المشاركة في رابطة ابطال اوروبا قبل ان يرحل عنه في 2012 .و في مطلع 2014 عاد &ليتولى تدريب الفريق مجددا خلفا للبوسني فلادمير بيتكوفيتش بعدما ساءت النتائج و نجح ريجا مجددا في تاهيل لازيو الى الدوري الاوروبي .
&
9- فرانشيسكو غيدولين مع اودينيزي :
&
تجربته الأولى لم تعمر سوى موسماً واحداً 1989 -1999 ، ومع ذلك ترك بصمته حيث انهى الموسم سادساً مع إحراز مهاجمه مارسيو امبروزيني جائزة هداف الدوري كما تجاوز عقبة يوفنتوس حامل اللقب بعدما احتلا معاً المركز السادس في مباراة فاصلة من أجل المقعد الأوروبي لكأس الاتحاد ، ليعود مجدداً لقيادة الفريق في عام 2010 ولغاية 2014 حيث سجل معه أفضل النتائج و نجح في خطف بطاقة التأهل لدوري الأبطال مرتين متتاليتين ، ومما زاد من مكانة جيدولين لدى مسؤولي و عشاق النادي انه حقق نتائج باهرة رغم أن التعداد العناصري للفريق كان يتغير كل موسم برحيل ألمع اللاعبين فيضطر بالتعامل مع لاعبين آخرين مغمورين يتولى صقلهم و قيادتهم إلى المجد.
&
10- التشيكي زدينيك زيمان مع فوجيا:
&
درب النادي ثلاث مرات الأولى أستمرت لموسم واحد في 1986-1987 عندما كان لا يزال ينشط في الدرجة الثالثة ، حيث دشن الموسم بغرامة ممثلة بخمس نقاط تخصم من رصيده و مع ذلك نجح في إنهاء الموسم في المركز الثامن، و الثانية من عام 1989 وحتى عام &1994 ، حيث قاده إلى الصعود إلى الدوري الأول عام 1991 بفضل جيل من اللاعبين على رأسهم الهداف بيبي سينيوري .
&
وسجل الفريق تحت إشراف زيمان نتائج إيجابية ، حيث حقق أفضل ترتيب بإحتلاله المرتبة التاسعة التي أهلته للمشاركة القارية ، أما تجربته الثالثة فدامت لموسم واحد في 2010-2011 حيث اسندت له المهمة ليعيد الفريق إلى الدرجة الأولى غير انها لم تكلل بالنجاح ، ليرحل زيمان عن فوجيا و يبقي الأخير في الدرجة الثالثة لكن الذكريات الجميلة لمدرب صنع المعجزات لا تزال راسخة في اذهان محبي الفريق.
&
&
11- الإيطالي روبيرتو مانشيني مع إنتر ميلان :
&
تجربته الأولى دامت أربعة أعوام من عام 2004 وحتى عام 2008 بعدما استنجد به رئيس النادي ماسيمو موراتي لإعادة الهيبة للفريق لتتكلل مساعيه بالنجاح ويعتلي عرش الكالتشيو للمرة الأولى منذ عام 1989 بتتويجه بلقب الدوري ثلاث مواسم متلاحقة 2006 و 2007 و 2008 ، كما توج بكأس إيطاليا عامي 2005 و 2006 اي انه جمع بين بطولتي الدوري و الكأس مرتين ، كما احرز السوبر الإيطالي عامي 2005 و 2006 ، ورغم هذا النجاح إلا أن موراتي اقاله من منصبه بعدما فشل في قيادة الفريق نحو لقب دوري أبطال أوروبا الغائب عنه منذ نحو أربعين عاماً ليغادر الجوسيبي ميازا نحو إنكلترا لتدريب مانشستر سيتي ثم نحو تركيا لتدريب غلطة سراي ، ويعود مجدداً إلى &إيطاليا لخوض تجربة ثانية مع الإنتر بعدما استنجد به خليفة موراتي الثري الإندونيسي ايريك ثوهير لخلافة والتر ماتزاري في محاولة منه لتصحيح مسار النادي المتعثر منذ الإنجاز التاريخي الذي حققه عام 2010 عندما حقق ثلاثية كاملة.
&
وستكون هذه التجربة فرصة لمانشيني للرد على منتقديه الذين قللوا من إنجازاته في تجربته الأولى و برروها بالمعاناة التي كان يعيشها يوفنتوس و ميلان بسبب قضية " الكالتشيو بولي " خاصة انه سيتعامل مع تشكيلة مغايرة تماماً لتلك التي تعامل معه في تجربته الأولى بعد اعتزال و رحيل العديد من الأسماء و مجيئ آخرى اقل نجومية.