بلايلي يثير ضجة في الجزائر بعد رفضه دعوة الخضر

وجاء استدعاء كوركوف للمهاجم بلايلي عقب الإصابة التي تعرض لها كل من سفيان فيغولي ونبيل بن طالب وغيابهما عن رحلة الخضر إلى ليسوتو فضلاً عن عدم جاهزية رياض محرز.

&

وتحول رفض بلايلي دعوة الناخب الوطني إلى قضية رأي عام في الجزائر تباينت بشأنها ردود الافعال كما انها تحولت إلى مادة دسمة لمختلف المنابر الإعلامية لمناقشتها من شتى جوانبها في محاولة منها للوقوف على حيثيات القضية ورفضها التسليم بأن القضية لا تحتاج إلى كل هذا الجدل الإعلامي .

&

&

واختلفت القراءات الإعلامية حتى في تسمية الموقف الذي اتخذه بلايلي من المنتخب الوطني ، وبينما اطلقت عليه بعض القراءات رفضا مطلقاً ومبدئياً للعب مع الخضر طالما ان غوركوف يتولى الجهاز الفني للمنتخب ، &فإن هناك أيضاً قراءة أخرى رأت بأنها مجرد عدم استجابة للدعوة الحالية وأن اللاعب مستعد للانضمام إلى كتيبة المحاربين في الاستحقاقات الرسمية القادمة خاصة أن التصفيات المؤهلة لكان 2017 لا تزال في بدايتها ونهائيات مونديال روسيا على الأبواب.

&

والحقيقة أن هناك معطيات سابقة هي التي حددت طبيعة القراءات الخاصة بقضية بلايلي الذي لا يختلف عنه اثنان في كونه في الوقت الحالي يعتبر أفضل مهاجم في الدوري الجزائري بعدما قدم أداءً فنياً راقياً في بداية الموسم الحالي مع فريقه اتحاد العاصمة سواء في الدوري المحلي أو في دور المجموعات من مسابقات دوري أبطال افريقيا، بعدما ساهم بشكل كبير في تأهل الاتحاد للمربع الذهبي لأول مرة منذ عام 2003 متصدراً لمجموعته التي ضمت أيضاً حامل اللقب وفاق سطيف ومولودية العلمة والمريخ السوداني.

&

وبحسب ما يدور في الأوساط الإعلامية فإن استدعاء بلايلي في اللحظة الأخيرة وعن طريق الهاتف يدخل ضمن مخطط يستهدف إبعاده بشكل نهائي عن المنتخب وضمه إلى اللائحة السوداء للاتحاد الجزائري التي تضم أسماء عدة ولاعبين آخرين ، ذلك ان بلايلي خارج حسابات المدرب الفرنسي ولم يدرجه حتى ضمن اللائحة الموسعة التي تضم ثلاثين لاعباً، وهؤلاء هم المعنيون بشكل رسمي بالاستدعاءات العاجلة لتعويض احد المصابين حيث تكون جميع أوراقه الإدارية جاهزة بما فيها تأشيرة دخول البلد المسافر إليه ، ويجب أن يبقى تحت تصرف المنتخب متى استدعاه للالتحاق بالبعثة في أول رحلة وفي حال رفضه فإنه يتعرض لعقوبات قاسية من قبل الاتحاد.

&

&

فيما يرى المراقبون بأن كورغوف أو من يقفون وراءه أرادوا التشويش على بلايلي في وقت يقدم فيه افضل مستوياته ويحقق مع ناديه أفضل النتائج ، حيث يعتبر مرشح بقوة للتألق هذا الموسم في جميع المسابقات ، كما يستشهد هؤلاء المتابعين بدورة قطر الودية التي خاضها الخضر في شهر يونيو المنصرم ، إذ اشركه غوركوف لبعض دقائق في المباراة الأولى قبل ان يبعده عن التشكيل الأساسي في المواجهة الثانية على الرغم أن الدورة غير رسمية ، وكان يفترض من خلالها ان يحصل بلايلي على فرصته الكاملة لإبراز قدراته ومستوياته بعيداً عن اي ضغط .&

&

&

ووفقا للمقربين من بلايلي فإن الأخير لم يرفض دعوة الناخب الوطني لأنه وبكل بساطة كان في مسقط رأسه بمدينة وهران مثله مثل بقية زملائه لاعبي اتحاد العاصمة الذين منحهم مدرب الفريق ، تزامناً مع توقف منافسة الدوري بمناسبة "يوم الفيفا" قبل العودة إلى التدريبات ، وهو ما جعل المهاجم السابق للترجي التونسي يغلق هاتفه النقال تفادياً لإزعاجه وحتى يستفيد من أيام الراحة ليستعيد لياقته وهو الأمر الذي جعل الأمين العام للاتحاد الجزائري نذير بوزناد لا يتصل به ، بعكس ما أشيع عندما كتبت بعض الصحف بأن بلايلي رفض الدعوة مع أن الحقيقة تؤكد بأنه لم تكن هناك دعوة من الأساس ، طالما ان الاتصال لم يصله واللاعب المعني علم به عن طريق الصحافة فقط.

&

&

كما ذهبت قراءات أخرى إلى أبعد من ذلك ، مؤكدة بأن قضية بلايلي تدخل في إطار الحملة التي تستهدف اللاعب المحلي والتي تقودها جهات من داخل المنتخب تعمل على التقليل من شأن اللاعب المحلي من خلال استدعائه في آخر لحظة وكأنه عجلة إنقاذ دون إشراكه في التشكيل الأساسي غير ان هذه الجهات لا تتمتع بالشجاعة الاخلاقية التي تسمح لها بإعلان موقفها الصريح من اللاعب المحلي وتفضل عليه اللاعبين القادمين من أوروبا، لذلك تعمد إلى توجيه دعوات مشبوهة إلى اللاعبين المحليين في أوقات حرجة وفي بعض المرات تؤثر على معنوياتهم وتؤثر أيضاً على استقرار أنديتهم حتى تتفادى رد فعل سلبي من قبل الإعلام والجمهور.

&

هذه الجهات تعلم جيداً بأن استدعاء اي لاعب وتنقله في رحلات طويلة إلى أدغال افريقيا دون إشراكه يدفعه إلى التمرد ورفض الاستجابة للدعوة مستقبلاً لتشويه صورته أمام الجمهور والصحافة اللذان عادة ما يضغطان على الناخب الوطني لإجباره بإستدعاء المحليين المتألقين ، وفي هذه الحالة يتم إحالتهم إلى المجالس التأديبية فيتم اقصائهم من المنتخب وإيقافهم عن المنافسة مع أنديتهم ، غير أن حالة بلايلي تختلف وتتضمن فراغاً قانونياً يجعله يسلم من العقوبة كون اسمه لم يكن مدرجاً في اللائحة الموسعة ، كما انه لم يكن مع ناديه لحظة إستدعائه بعدما حصل على راحة .

&

وتعيد قضية بلايلي فتح باب النقاش حول الطريقة التي يدير بها الاتحاد المنتخب الوطني والمعايير الفنية التي يعتمدها الجهاز الفني لتحديد لائحة اللاعبين ، ذلك ان أصوات عديدة تضم لاعبين ومدربين ورؤساء أندية وحتى الجماهير ترفض أن يتستر الناخب الوطني خلف الشعارات الوطنية لنسف المواهب الوطنية التي تبرز في الأفق من وقت لآخر في وقت أن مثل هؤلاء اللاعبين يحتاجون إلى دعم معنوي من قبل الناخب ومن قبل الاتحاد بدلا من تهميشهم واستعمالهم كبدائل إنقاذ تقتصر مشاركاتهم على المعسكرات وعلى البطولات الودية التي تقام خارج أجندة الفيفا فيضحون بإجازاتهم الصيفيةلتعويض المحترفين في أوروبا الذين يرفضون رفضاً مطلقاً المساس بأسابيع الراحة الممنوحة لهم .