يمر متوسط الميدان الألماني الدولي ماريو غوتزة بأصعب مرحلة في مسيرته الكروية بعد انتقاله من صفوف بروسيا دورتموند الألماني إلى مواطنه بايرن ميونيخ صيف عام 2013، وهي الفترة التي تزامنت مع قدوم المدرب الإسباني بيب غوارديولا على رأس الجهاز الفني للعملاق البافاري.

وأظهرت الحالة التي يعيشها الألماني غوتزه مروره بمرحلة فنية متناقضة ، حيث يلعب أساسياً ويتألق مع المنتخب الألماني ، بعدما بصم على دور إيجابي في الانتصارين اللذين حققهما المانشافت ضد بولندا واسكلتندا في تصفيات أمم أوروبا بتسجيله هدفين، في مقابل لا يزال المدرب غوارديولا يهمشه ولا يعتمد عليه في التشكيل الأساسي للفريق البافاري ، سواء خلال الاستحقاقات المحلية أو في مسابقة دوري أبطال أوروبا على الرغم من تبنيه سياسة تدوير اللاعبين في التشكيل الأساسي.
&
ولم يتجرع الألمان المعادلة التي جعلت المدرب جواكيم لوف يعتمد على غوتزه كلاعب أساسي مع المنتخب رغم عدم جاهزيته الفنية ، على اعتبار أنه لا يلعب بإنتظام مع ناديه ، في وقت لا يضعه المدرب غوارديولا ضمن حساباته التكتيكية رغم تألقه مع المنتخب، ما جعل غوتزه يتحول إلى لاعب أساسي ذو أهمية في منتخب بلاده ، وعنصر احتياطي وثانوي في صفوف ناديه البافاري.
&
ويعيش غوتزه حالة شبيهة بتلك التي عاشها مواطنه لاعب خط الوسط توني كروس في موسمه الأخير مع بايرن عام 2013-2014 ، قبل أن يضطر إلى حزم حقائبه والرحيل تجاه ريال مدريد الإسباني في الميركاتو الصيفي لعام 2014 ، حيث كان كروس نجم المانشافت الأبرز ، وأفضل لاعبيه في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، بعدما كانت له مساهمة كبيرة في إحراز التاج العالمي بتمريراته الدقيقة ولياقته البدنية العالية ، إلا أن غوارديولا كان يتجاهله ويخرجه من حساباته التكتيكية ليتخذ اللاعب قراره بالمغادرة من النادي الألماني.
&
ولا يستبعد أن يكون مستقبل غوتزه سيناريو مكرر ومشابه لمصير كروس، مما يدفعه لإتخاذ قرار الرحيل في حال استمرت الأحوال على ماهي عليه ، في ظل عدة تقارير أشارت في الانتقالات الصيفية المنصرمة إلى إحتمالية رحيل لاعب الوسط الألماني تجاه الدوري الإنكليزي.
&
وتؤكد التقارير الإعلامية أن المدربين غوارديولا ويواكيم لوف دخلا حرباً باردة في مايخص قدرات غوتزه ، إذ يحاول كل واحد منهما أن يبرهن للجمهور والصحافة صحة وجهة نظره، فإقحام الناخب الوطني لوف للاعب في التشكيل الأساسي في مباراة مصيرية صعبة ضد بولندا وهو غير جاهز فنياً كان رسالة غير مشفرة موجهة إلى غوارديولا مفادها ان اللاعب يتمتع بمؤهلات عالية يجب توظيفها بشكل جيد ، ويجب منحه فرصة كاملة ليستعيد ثقته بنفسه قبل إصدار أي حكم له أو عليه .
&
في المقابل يُصر الفيلسوف الإسباني على موقفه القاضي بأن غوتزه ليس جاهزاً حتى يلعب أساسياً مع النادي البافاري ، وأن هناك عناصر أخرى افضل منه في الوقت الحالي، مطالباً إياه بالعمل والاجتهاد أكثر ليثبت أحقيته في تشكيلة الفريق.
&
ورغم غياب الثنائي الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي اريين روبين للإصابة ، إلا ان ذلك لم يمنح الفرصة لغوتزة ليحل محل أحدهما ، طالما أن غوارديولا يلعب بخطة المهاجم الوحيد مما يجعله يراهن على البولندي روبرت ليفاندوفسكي دون غيره، وحتى عندما تطرقت الصحافة إلى إمكانية إشراكه كمتوسط دفاعي قطع غوارديولا الطريق عنه بقوله أن هناك لاعبين أفضل ، من غوتزه في هذا المركز وخص بالذكر تشابي ألونسو والتشيلي ارتور فيدال والإسباني &تياغو ألكانتارا.
&
ويبدو واضحاً أن المركز الذي يمكن لغوارديولا ان يشرك فيه ماريو غوتزه هو رأس الحربة الصريح وهو المنصب الذي يحتكره حالياً المهاجم البولندي ليفاندوفسكي والألماني توماس مولر، مما يصعب عليه منافستهما، وذلك بالنظر إلى الأداء الجيد الذي يقدمانه.&
&
وتضرر غوتزة كثيراً من التعاقدات الجديدة التي قامت بها الإدارة البافارية بإيعاز من غوارديولا منذ صيف عام 2013 ، من خلال التعاقد مع لاعبين يلعبون في نفس المركز الذي كان يلعب فيه مع ناديه السابق بروسيا دورتموند. &وما قلل من حظوظ غوتزة في لعبه أساسياً مع البايرن هو تدهور علاقته بالمدرب الإسباني بسبب سياسة التدوير والتهميش التي اتبعها غوارديولا معه ، وتركه على دكة الاحتياط رغم أن النادي دفع لدورتموند نحو 30 مليون يورو لجلبه إلى ميونيخ.
&
وكانت صحيفة سبورت الكتالونية قد رشحت كل من ماريو غوتزة ومواطنه المهاجم توماس مولر لمغادرة بايرن ميونيخ تجاه الدوري الإنكليزي أو الإسباني في موسم الانتقالات الشتوية بسبب العلاقة المتدهورة مع المدرب غوارديولا ، تماماً مثلما حدث مع توني كروس والمهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي غادر ملعب أليانز أرينا تجاه اتلتيكو مدريد الإسباني، ثم متوسط الميدان الألماني باستيان شفاينشتايغر الذي اضطر للخروج والانتقال إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي هذا الصيف لتبقى الجماهير البافارية والألمانية تترقب مصير غوتزة مع فتح باب الانتقالات.
&