كشفت مجريات دورات المواسم الاخيرة للكرة المضرب عند السيدات سهولة اكبر عند اللاعبات في اختراق "جدران" نهائيات البطولات الاربع الكبرى (ملبورن، رولان غاروس، ويمبلدون، والولايات المتحدة) منها عند الرجال.
&
ففي البطولات الـ11 الاخيرة وتحديدا منذ ويمبلدون 2013، بلغت 16 لاعبة الدور النهائي في مقابل 7 لاعبين. وحصدت الاميركية سيرينا وليامس 6 القاب، في مقابل لقبان للروسية ماريا شارابوفا التي اوقفت اخيرا بداعي التنشط.
&
وتوزعت مراكز المقدمة الاخرى (الاول والثاني) على كل من: الالمانية سابين ليسيكي، البيلاروسية فيكتوريا ازارنيكا، السلوفينية دومينيكا سيبلوكوفا، الصينية لي نا (اعتزلت)، الرومانية سيمونا هاليب، الكندية اوجيني بوشار، التشيكية بيترا كيفتوفا، الدانمركية كارولين فوزينياكي، الاسبانية غاريين مورغوروزا، التشيكية لوسي سافاروفا، الايطاليتان فلافيا بينيتا وروبرتا فينتشي، والالمانية انجليك كيربر، فضلا عن الروسية انييسكا رادفانسكا. ويتراوح تصنيفهن بين المركز الاول والـ43 عالميا.
&
وعموما، تبدو وليامس استثناء في عالم "الكرة الصفراء". ويقدر خبراء ان تستمر في المقدمة خمس سنوات اضافية في حال واصلت تفوفها على الوتيرة ذاتها، ولو انها اعتمدت سياسة التقنيين في الظهور للتقليل من خطر الاصابات الداهمة، وباعتبار انها على مشارف سن الـ35.
&
في المقابل، يخشى مراقبون ان يزيد غياب شارابوفا من ضحالة مشهد المواجهات. اذ تعد سيرينا رمز القوة الجسورة والروسية حسناء فاتنة. وبالتالي، تبدو جمعية اللاعبات المحترفات امام مأزق بلورة صورة المنافسة خلال المرحلة المقبلة.
&
واكتشف تنشط شارابوفا في اشد اللحظات صعوبة، علما انها سقطت في 18 مواجهة متتالية امام وليامس. لكنها ستترك فراغا وهي صاحبة الصورة الامثل تسويقيا، اذ تفوق عائداتها السنوية على هذا الصعيد الـ20 مليون يورو.
&
ولا يخفي المعنيون ان وليامس وشارابوفا هما الوحيدتان القادرتان &على ملىء المدرجات. لذا فان الخسائر باهظة من دون شك.
&
وتتحفر وليامس لمعادلة رقم الالمانية شتيفي غراف في الفوز بالقاب البطولات الارع الكبرى "غران شيليم" (22 لقبا). وصحيح انها اخفقت في بطولتي الولايات المتحدة (فلاشينغ ميدو) واستراليا (ملبورن) الاخيرتين، لكنها تبقى الاستثناء في اي مناسبة على رغم سنها المتقدمة. وهي قدمت عروضا مذهلة في ملبورن على رغم توقف حملتها نحو اللقب.
&
وفي ضوء ذلك، يجمع مدربون واختصاصيون على ان وليامس "حاجة ميدانية" كما يوضح سام سونيك مدرّب كل من مورغوروزا وبوشار وازارنيكا، لان حضورها واستعدادها الدائمين يحفزان الاخريات على المثابرة والاجتهاد سعيا الى الفوز عليها، ما ينعكس ايجابا على العروض والمستوى العام.
&
ويلاحظ ان الاختراق الذي احدثته الفرنسية ماريون بارتولي الفائزة بدورة ويمبلدون عام 2013 ثم الايطالية بينيتا التي حصدت لقب الولايات المتحدة العام الماضي، لم يدم، اذ اعلنتا سريعا الاعتزال لتعود الامور الى مجراها الروتيني.
&
ومجددا، تطرح آمال على كاهل كيفتوفا (26 سنة) المصنفة تاسعة (بطلة ويمبلدون عامي 2011 و2014)، وازارنيكا (27 سنة) بطلة استراليا عامي 2012 و2013، لكنهما لا تظهران في مستوى ثابت.
&
ويلفت البلجيكي فيم فيسنت، مدرب ازارنيكا، الى ان هدف لاعبته الفوز مجددا بالقاب في "غران شيليم" واحتلال صدارة التصنيف، وانها تلتقط انفاسها بعد دورة استراليا سعيا الى تطوير لياقتها وادائها، وبلغت اخيرا نهائي دورة انديان ويلز الاميركية. لكن الاكيد انها لن تبلغ شأن سيرينا وليامس وبروزها المدوي، وهذا ما ينطبق على "قماشة" بوشار ومورغوروزا اللتين تأهلتا لنهائي ويمبلدون، خصوصاً ان عملاق الالبسة الرياضية "نايكي" كان يرسم للشقراء بوشار طريقا مماثلة لشارابوفا على صعيد الظهور الاعلاني.
&
كما تبنى آمال على السويسرية بيليندا بنسيتش (19 سنة) المصنفة ثامنة، اذ تعتبر لاعبة متمكنة ومؤهلة لاحتلال الموقع الاول مستقبلا، نظرا لشغفها في اللعبة وتخطيها صعوبات كثيرة واجهتها، فثبتت اقدامها في عالم الاحتراف بفضل توقدها الذهني وردات فعلها المدروسة خلال المباريات.
&
ويبقى الاهم في هذا الاطار، ان بعض المرشحات لدور "قيادي" على صعيد الصدارة يعانين لتوطيد الثقة بالنفس، ولا ينجحن دائما في تعزيز ذلك والبناء عليه، ويؤخذ عليهن عدم الثبات. فهن يفزن ويتقدمن ثم يتراجعن سريعا، ويظهرن عاجزات امام لاعبات اقل منهن مستوى ومن دون اي مبرر. وهذه عوامل تزيد من تأخرهن وعدم ثباتهن وتعمق المشهد الضحل التي تجهد جمعية اللاعبات المحترفات لتجاوزه. لكن اعادة النظر في البرنامج السنوي المكثف للدورات باتت امرا ملحا عليها اعتماده وقد يشكل خطوة انقاذية مطلوبة.