للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما، حقق نادي شباب الخليل اول لقب له في بطولة الضفة الغربية المحتلة، وهو نصر يعود في جزء كبير منه الى خمسة لاعبين نجوم من عرب اسرائيل.

واصبح الدوري الفلسطيني الناشىء جاذبا لعدد من لاعبي كرة القدم المحترفين من عرب اسرائيليين الذين يفضلون الاحتراف في صفوف انديته بحثا عن المزيد من المال والشهرة او حتى التأكيد على انتمائهم الفلسطيني.
 
وعرب اسرائيل احفاد نحو 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. ويبلغ عددهم حاليا اكثر من 1,4 مليون نسمة اي 17,5% من مجموع السكان. وهم يشكون من التمييز، لا سيما في الوظائف والاسكان.
 
ويلعب المدافع هيثم ذيب (29 عاما)، وهو من بلدة مجد الكروم في شمال اسرائيل، في المنتخب الفلسطيني، وبدأ المشاركة في الدوري الفلسطيني منذ ثماني سنوات.
 
بالنسبة الى ذيب الذي تلقى تدريبه الكروي في رديف ناد هبوعيل حيفا في الدرجة العليا الاسرائيلية، "الاموال هنا (في الدوري الفلسطيني) تسمح للاعبين بالقدوم. ولو لعبت في الدوري الاسرائيلي، فلن احصل على المبلغ نفسه".
 
ولعب ذيب في فرق عدة في الدرجة الثانية والعليا الاسرائيلية قبل انتقاله الى الدوري الفلسطيني.
 
ويشير ذيب الذي يعمل مدرسا في القدس الى ان كرة القدم في الدوري الفلسطيني تسمح له بمواصلة عمله.
 
ويتابع ان "الحضور الجماهيري الكبير في الملاعب الفلسطينية والاعلام (المحلي) عوامل تعطي شعورا بانك لاعب محترف ولست في دوري للهواة".
 
وبالنسبة الى الاندية، فان اللاعبين مثل ذيب الذين تلقوا تدريبا في اسرائيل، هم الاختيار الافضل للتوقيع معهم.
 
ويقول مدرب فريق شباب الخليل خضر عبيد ان مدربي الاتحاد الفلسطيني اصبحوا يفضلون التوقيع مع لاعبين من عرب اسرائيل لانهم افضل تأسيسا من نظرائهم الفلسطينيين.
 
ويقول "يتم تأسيس اللاعبين بشكل صحيح وبطريقة تختلف عن اللاعبين هنا. هناك (في اسرائيل)، يعملون بشكل مهني وجدي معهم منذ الطفولة".
 
- تنافس بين الاتحادين؟ -
 
ويؤكد الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم انه "على اطلاع على هذه المسألة"، ولكنه يرفض "التحدث عن ظاهرة لان الاعداد ليست كبيرة".
 
ويقول المسؤول عن الاعلام في الاتحاد الاسرائيلي ايتان دوتان ان "المسألة مرتبطة بالعرض والطلب"، مؤكدا ان الدافع وراء انضمام هؤلاء هو "اقتصادي" بحت.
 
وفي بداية عام 2016، انضم عبيدة ابو ربيع (26 عاما) الى نادي شباب الخليل قادما من فريق في الدرجة الثانية في الدوري الاسرائيلي.
 
ويقول ابو ربيع ان احد الاسباب التي دفعته للعب في الدوري الفلسطيني هو التشجيع الذي حصل عليه من والده الذي يقضي حكما بالسجن داخل اسرائيل.
 
ويتابع "الاحتراف افضل في اسرائيل ولكننا نتطور هنا، واعتقد انه، في السنوات القادمة، سيصبح مستوى الدوري ممتازا وسيكون هناك احتراف على افضل مستوى".
 
ويرى الامين العام لاتحاد كرة القدم الفلسطيني عبد المجيد حجة ان "مشاركة هؤلاء اللاعبين في الدوري الفلسطيني أعطى اضافة للدوري على اعتبار ان لديهم امكانات اعلى منحت الدوري الفلسطيني قوة اضافية".
 
وبحسب حجة، فان اللاعبين القادمين من عرب اسرائيل يعدون لاعبين "محليين وفق قرار الاتحاد الفلسطيني الصادر قبل ثماني سنوات".
 
واضاف "اللاعب من الداخل هو لاعب فلسطيني الاصل وله حق اللعب في الدوري الفلسطيني وفق قواعد وقوانين الفيفا".
 
وكان الاتحادان الفلسطيني والاسرائيلي تنازعا في عام 2012 اثر اندلاع مشكلة بسبب انتقال لاعب يدعى علي الخطيب من عرب اسرائيل الى ناد اسرائيلي في حيفا، دون ابلاغ ناديه الفلسطيني في القدس بذلك.
 
وهدد الاتحادان بعضهما باللجوء الى الفيفا ولكنهما لم يقوما بذلك. وبقي الخطيب يلعب في الدوري الاسرائيلي.
 
ومن المشاكل الاخرى التي قد يواجهها لاعبو عرب اسرائيل، عرقلة دخولهم الى بعض الدول العربية.
 
والشهر الماضي، قررت لجنة الانضباط في الاتحاد الاسيوي ان نادي الظاهرية خاسر لمباراته امام الوحدة السوري، ضمن دور المجموعات من منافسات كاس الاتحاد الاسيوي التي لم تجر في اذار/مارس الماضي في لبنان.
 
وكانت بعثة الظاهرية وصلت في الخامس من اذار/مارس مطار بيروت اللبناني، الا انه وبسبب اشكاليات تتعلق بحيازة بعض اللاعبين (عرب اسرائيل) في فريق الظاهرية، على وثائق سفر اسرائيلية، اعيد اكثر من نصف البعثة واللاعبين الى الاراضي الاردنية.