طالبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات باستبعاد روسيا من دورة الألعاب الأوليمبية والألعاب الباراليمبية خلال الصيف الجاري بعد العثور على أدلة تؤكد وجود برنامج لتناول المنشطات على مدى أربع سنوات برعاية الدولة.

وكشف تقرير للوكالة التلاعب في عينات البول المأخوذة من المتنافسين الروس خلال "الغالبية العظمى" من المنافسات الأوليمبية الشتوية والصيفية خلال الفترة بين أواخر 2011 وأغسطس / آب 2015.

وسوف تقرر اللجنة الأوليمبية الدولية الثلاثاء ما إذا كانت ستحظر بشكل مؤقت مشاركة روسيا في دورة الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو، التي ستنطلق في الخامس من أغسطس/آب المقبل.

وسوف يستضيف توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، مؤتمرا عبر الهاتف لاتخاذ قرار بشأن "التدابير والعقوبات المؤقتة".

ووعد المحامي الألماني البالغ من العمر 62 عاما وبطل المبارزة الأوليمبي السابق بفرض "أقسى العقوبات المتاحة".

وقال إن النتائج التي توصل إليها التقرير تعد بمثابة "هجوم مروع وغير مسبوق على نزاهة الرياضة والألعاب الأوليمبية".

وقاد ريتشارد مكلارين اللجنة المستقلة التي نظرت في مزاعم المنشطات التي ترعاها الدولة في روسيا.

وقال إن فريقه الاستقصائي وجد أنه تم التستر على 580 اختبارا إيجابيا في 30 رياضة مختلفة خلال التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية 2012 في لندن وخلال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية 2014 في مدينة سوتشي الروسية.

وقال مكلارين إنه لم يتطرق "إلا لقشور" خلال التحقيقات التي أجريت على مدى 57 يوما.

والآن تريد الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات من أستاذ القانون الكندي أن "يكمل مهمته" ويكشف عن الرياضيين الذين استفادوا من البرنامج.

وتريد الوكالة أيضا من اللجنة الأوليمبية الدولية أن "تمنع الاشتراك في دورة الألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جانيرو من جانب جميع الرياضيين" الذين تقدموا عبر اللجنة الأوليمبية الروسية واللجنة الباراليمبية الروسية.

ووصف كريغ ريدي، رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، "نطاق وحجم" نتائج التقرير بأنه "قصة رعب حقيقية".

ومنع المتسابقون الروس في سباقات المضمار والميدان من الاشتراك في دورة الألعاب الأوليمبية 2016 بريو دي جانيرو بعد تصويت الاتحاد الدولي لألعاب القوى في يونيو/حزيران الماضي باستمرار منع الاتحاد الروسي لألعاب القوى من المنافسات العالمية.

ويأمل الاتحاد الروسي لألعاب القوى في أن يرفع الإيقاف عنه، وسيتضح الخميس القادم ما إذا كانت محكمة التحقيق الرياضية ستقبل الطعن الذي قدمه الاتحاد أم لا.

لماذا تم التكليف بهذا التقرير؟

تشكلت اللجنة للنظر في مزاعم غريغوري رودتشنكوف، الرئيس السابق للمختبر الوطني لمكافحة المنشطات في روسيا، بأنه أعطى منشطات لعشرات الرياضيين، بما في ذلك 15 حصلوا على ميداليات أوليمبية، في التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية بسوتشي.

وقال إن ذلك كان نتيجة لمؤامرة متقنة ومدبرة مع الحكومة الروسية، التي استفادت من استضافتها للبطولة للتلاعب في برنامج اختبار المنشطات. ونفت الحكومة الروسية هذه المزاعم مرارا.

وقال رودتشنكوف، الذي يختبئ الآن في الولايات المتحدة، إنه أعطى منشطات لرياضيين قبل انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية عام 2012 بلندن وبطولة العالم لألعاب القوى في موسكو 2013 وبطولة العالم للسباحة عام 2015 في مدينة قازان الروسية.

ماذا قال التقرير؟

أكدت وزارة الرياضة الروسية أن عينات البول الإيجابية اختفت خلال الفترة بين أواخر 2011 و2015 لتحسين الأداء الرياضي الدولي للبلاد.

وكان ذلك مدعوما من خدمة الأمن الاتحادية والوكالة الروسية لمكافحة المنشطات ومركز الإعداد الرياضي للفرق الوطنية الروسية.

وعندما لم يكن ذلك كافيا لإخفاء المنشطات - في حدث دولي مثل سوتشي 2014 - تم تبديل عينات البول الإيجابية بعينات أخرى نظيفة، مع وجود عملاء لخدمة الأمن الاتحادية في مختبر سوتشي متنكرين في زي عمال الصيانة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيوقف المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في تقرير مكلارين.

&