يسعى بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون الى مواصلة انتفاضته وتحقيق فوزه الثالث على التوالي والخامس في اخر ستة سباقات، وذلك عندما يخوض الاحد جائزة المجر الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد.

ويدخل بطل الموسمين الماضيين الى حلبة "هنغارورينغ" وهو على بعد نقطة فقط من زميله في مرسيدس الالماني نيكو روزبرغ الذي شاهد الفارق الذي يفصله عن البريطاني يتقلص من سباق الى اخر بسبب معركتهما الطاحنة التي دفعت الفريق الى تحذيرهما بانذار اخير.

وبدأت المعركة الطاحنة بين الزميلين في السباق الاسباني الذي خرجا منه بخيبة كبيرة بعد الحادث الذي حصل معهما عند الانطلاق حين حلت "الكارثة"، بعدما حاول البريطاني تجاوز زميله الا انه فقد السيطرة على سيارته عند المنعطف الرابع بعد ان خرج عن المسار نتيجة اقفال الباب عليه من قبل روزبرغ فاطاح بسيارة الاخير وخرجا معا من الحلبة.

ولم تكن تلك الحادثة الاخيرة بين سائقي مرسيدس اللذين خاضا سباق سيلفرستون في العاشر من الشهر الحالي وهما تحت المجهر بعد الانذار الاخير الذي وجهه لهما مديرهما توتو وولف.

ويأتي الانذار الاخير بعد حادث اخر حصل في السباق الذي سبقه على حلبة سبيلبرغ النمسوية حين انتزع هاميلتون فوزه الثالث هذا الموسم من زميله روزبرغ في اللفة الختامية بعد حادث تصادم بينهما تسبب بتحطيم الجناح الامامي لسيارة الالماني الذي انهى السباق في المركز الرابع.

وفتح مراقبو السباق تحقيقا بحق روزبرغ بسبب قطعه الطريق على هاميلتون حين كان الاخير يحاول تجاوزه، ومواصلته السباق بسرعة بطيئة والقطع تطاير من سيارته ما شكل تهديدا لسلامة السائقين الاخرين، ثم توصلوا الى قرار بمعاقبته من خلال اضافة 10 ثوان على توقيته دون ان يؤثر ذلك على مركزه الرابع.

وفي السباق الاخير الذي اقيم على ارض هاميلتون، مرت الامور على ما يرام وخرج البريطاني منتصرا بين جماهيره دون اي حوادث مع زميله،الا ان الاخير لم يفلت ايضا من العقوبة اذ قرر مراقبو السباق معاقبته بارجاعه من المركز الثاني الى الثالث بعد اضافة 10 ثوان الى توقيته نتيجة مخالفته قاعدة التواصل مع فريقه عبر الراديو.

- هاميلتون امام فرصة التفوق على شوماخر -

وصبت هذه العقوبة في مصلحة هاميلتون الذي قلص الفارق الذي يفصله عن زميله الالماني المتصدر الى نقطة واحدة قبل سباق الاحد على حلبة "هنغارورينغ" التي شكلت عقدة لفريق مرسيدس لانه، ورغم هيمنته التامة على البطولة، لم يتمكن من الخروج فائزا خلال العامين الماضيين.

ويرتدي سباق الاحد اهمية مضاعفة بالنسبة لهاميلتون لانه لن يتمكن وحسب من انتزاع الصدارة من زميله الالماني، بل سينفرد في حال فوزه بالرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات على هذه الحلبة والذي يتشاركه حاليا مع الاسطورة الالمانية ميكايل شوماخر بعد فوزه اربع مرات اعوام 2007 و2009 و2012 (مع ماكلارين-مرسيدس) و2013 (مع مرسيدس).

وتحدث هاميلتون عن السباق المجري قائلا: "لم اختبر نهاية اسبوع سلسلة في بودابست خلال الاعوام القليلة الماضية لكني اعلم باني املك السرعة اللازمة، وبالتالي سأحاول ان اقلب الوضع".

وواصل: "احظى بمساندة كبيرة هناك وبالتالي اتطلع بفارغ الصبر من اجل الخروج على الحلبة"، مشيرا الى انه تمكن من استعادة رباطة جأشه والتمتع بذهنية قوية منذ السباق الكارثي على حلبة برشلونة الاسبانية الذي تحدث عنه هذا الاسبوع في حدث ترويجي خاص بمصرف "يو بي اس" السويسري الراعي لفريق مرسيدس، قائلا: "عندما افكر ببرشلونة هذا العام، فما حصل كان لحظة سيئة للغاية بالنسبة لي. لكن الامور التي حصلت لن تعلموا بها الا بعد اعتزالي".

ومن المتوقع ان تشتد حدة التنافس بين هاميلتون وزميله الالماني خصوصا اذا حافظ فريق مرسيدس على سياسته بعدم فرض اوامره عليهما خلال السباق شرط الالتزام بتعليمات تيتو وولف الذي حذر من ان عواقب الاحتكاك مجددا ستكون وخيمة على السائقين.

لكن بطل العالم في الموسمين الاخيرين اكد انه جاهز لهذه المعركة، خصوصا المعركة الذهنية التي يخوضها مع نفسه قبل خوضها مع زميله الالماني، قائلا: "على الصعيد الذهني، انا احب خوض تحدي المعركة مع نفسي. لا احد يعلم ما يجري في ذهني الا انا".

وواصل: "اعرف كيف اجد طريقي. قد يحتاج الامر المزيد من الوقت من اجل اخراج نفسك من مأزق ما. قد تحتاج المزيد من الوقت لكي تفهم الامور. لا ادع احدا يتدخل في العملية الذهنية الخاصة بي".

 تهديد ريد بول

ومن جهته، يأمل روزبرغ الخروج من "النفق" واستعادة ما كان عليه في بداية البطولة حين حقق اربعة انتصارات متتالية (سبعة امتدادا من الموسم الماضي) ما سمح له بالتقدم على زميله بفارق 43 نقطة، قبل ان يكتفي بعدها بفوز واحد في ستة سباقات.

وسيكون السباق المجري الذي يحتفل بالذكرى الثلاثين على انطلاقه، مصيريا بالنسبة لروزبرغ الذي قال: "المعركة في اوجها مع لويس وشعوري رائع ان كان مع نفسي او السيارة. انا جاهز للمعركة".

لكن على هاميلتون وروزبرغ عدم الاكتفاء بمنافسة بعضهما في السباق المجري، بل يجب الحذر من سيارة ريد بول بشكل خاص لانه من المتوقع ان تكون سريعة وفعالة على هذه الحلبة مع سائقيها الاسترالي دانييل ريكياردو والهولندي ماكس فيرشتابن، السائق الوحيد الذي كسر احتكار ثنائي مرسيدس في سباقه الاول بعد ترقيته من تورو روسو لكنه استفاد حينها من الحادث الذي حصل في بداية سباق برشلونة بين سائقي ابطال العالم.

وحذر مدير مرسيدس توتو وولف سائقيه قائلا: "يجب ان نخوض سباقا دون اخطاء لكي نتمكن من الفوز في عطلة نهاية الاسبوع الحالي. هذه الحلبة تناسب نقاط قوة منافسينا مثل سيارة ريد بول التي تشكل تهديدا كبيرا لنا لان قوة الجر في هذه الحلبة غير مؤثرة كباقي الحلبات".

ولن يكون التهديد الوحيد من ريد بول بل هناك ايضا سيارة فيراري التي خرجت فائزة العام الماضي مع الالماني سيباستيان فيتل لكن على الفريق الايطالي التخلص من مشكلة الاعتمادية وجدارة التشغيل، خصوصا من ناحية علبة السرعات، وهناك حديث عن دخوله في مفاوضات مع مديره التقني السابق البريطاني روس براون من اجل العودة اليه كمستشار.