تتجه الانظار الى العدائين الجامايكي الاسطورة اوساين بولت ومواطنته شيلي-ان فرايزر-برايس والبريطاني محمد فرح في منافسات العاب القوى بدورة الالعاب الاولمبية المقامة حتى 21 اب/اغسطس الحالي في ريو دي جانيرو.
وتبدو الولايات المتحدة مرشحة فوق العادة لحصد اكبر غلة من الميداليات في رياضة ام الالعاب التي تنطلق غدا الجمعة وذلك بسبب غياب غريمتها ومنافستها اللدودة روسيا بعد فضيحة التنشط المنظم والممنهج للدولة الروسية والتي دفعت الاتحاد الدولي للعبة الى استبعاد الاتحاد الروسي من الاولمبياد باستثناء رياضية الوثب الطويل داريا كليشينا التي تتدرب في الولايات المتحدة.
بولت يرصد "الهاتريك" الثالث على التوالي
يأمل "الاعصار" بولت في تحقيق ثلاثية تاريخية للمرة الثالثة على التوالي في دورة الالعاب الاولمبية وتكريس أسطورته بعدما دخل التاريخ من أوسع الابواب في النسخة الاخيرة في لندن عندما بات اول عداء في التاريخ يحقق الثلاثية (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) في نسختين متتاليتين.
واحرز بولت ذهبيات سباقات 100 و200 و4 مرات 100م في العاب بكين 2008 ولندن 2012.
وفرض بولت نفسه نجما فوق العادة في الاعوام الثماني الاخيرة وسيطر على جميع الالقاب العالمية والاولمبية في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م، ولم يفلت منه سوى اللقب العالمي في سباق 100 م في مونديال 2011 في دايغو بسبب "الانطلاقة الخاطئة" الشهيرة.
وقال "ملك" المسافات القصيرة "حلمي الاكبر في ريو ان احرز 3 ذهبيات مجددا. لقد كان تركيزي على هذا الهدف"، مضيفا "اذا حققت الثلاثية مرة ثالثة، سأقترب من الاسطورتين الملاكم الراحل محمد علي ولاعب كرة السلة مايكل جوردان. اريد ان اركض اسرع، تحقيق انجازات كبرى واحافظ على القابي. اريد ان اكون +أحد أهم الرياضيين في التاريخ+".
ولم يخض بولت الذي سيبلغ الثلاثين في اليوم الختامي من الالعاب الاولمبية، سباقات كثيرة هذا الموسم ولم يحجز تأهله الى الاولمبياد في التجارب الجامايكية في كينغستون الشهر الماضي اذ غاب بعد نصف نهائي سباق 100 م بسبب اصابة في فخذه الايسر.
وانتقل بولت إلى اوروبا لتلقي العلاج في عيادة الطبيب الشهير هانز فيليم مولر فولفهارت، ونشر صورة له منتصف الشهر الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد مشاركته في التدريبات، قبل ان يتم اختياره من طرف الاتحاد الجامايكي للدفاع عن القابه الثلاثة.
وعاد بولت الى المضمار وحقق 89ر19 ثانية في سباق 200 م في لقاء لندن قبل دورة ريو، وهو السباق الذي اكد سابقا انه يأمل في النزول فيه تحت حاجز الـ19 ثانية، وهذا سيكون انجازا كبيرا جدا لعداء يحمل اصلا رقمه القياسي وقدره 19ر19 ثانية كما يحمل الرقم القياسي لسباق 100 م وقدره 58ر9 ث وهو صامد منذ اب/اغسطس 2009، اضافة الى الرقم القياسي في التتابع وقدره 84ر36 ثانية سجله مع منتخب بلاده في اولمبياد لندن 2012.
ويبدأ بولت حملته في 13 اب/اغسطس مع تصفيات سباق 100 م، ولكن افضل توقيت له هذا العام هو 88ر9 ثوان، وهو الرابع بعد البطل الاولمبي السابق الاميركي جاستن غاتلين صاحب اسرع زمن (80ر9 ث) ومواطنه ترايفون بروميل (86ر9 ث) والفرنسي جيمي فيكو (86ر9 ث).
صحيح ان بولت لم يتألق كثيرا هذا الموسم وانه سيواجه منافسة شرسة من غاتلين على الخصوص، لكنه يبقى المرشح الابرز للحفاظ على لقبه.
في بطولة العالم الاخيرة في بكين، كرر هذا الانجاز ايضا، بعد موسم عادي.
هاتريك ايضا لفرايزر-برايس
وستكون الجامايكية شيلي-ان فرايزر-برايس على موعد مع التاريخ من خلال احراز اللقب الاولمبي الثالث على التوالي في سباق 100 م.
بدورها، عانت فريزر-برايس، من اصابة في اصبع قدمها اغلب فترات الموسم، وهي ستواجه منافسة قوية للحفاظ على اللقب.
وستجد صاحبة 93ر10 ثانية هذا الموسم امامها 7 عداءات حققن توقيتا افضل منها بينهن مواطنتها إيلين طومسون (70ر10 ث) والهولندية دافني شيبرز (83ر10 ث) والاميركية توري باويي (78ر10 ث).
ولكن التجارب السابقة اكدت انه على الرغم من ان العديد من الابطال يفرضون أنفسهم بقوة في المواعيد الكبرى ومنها الاولمبية، وذلك رغم فشلهم في تحقيق نتائج جيدة في الموسم.
ومن المتوقع أن تشتد المنافسة في سباق 400 م للرجال والسيدات.
ويملك الجنوب افريقي وايد فان نيكيرك بطل العالم المؤهلات لتحطيم الرقم القياسي العالمي (18ر43 ث) المسجل باسم الاسطورة مايكل جونسون منذ عام 1999 في بطولة العالم باشبيلية الاسبانية.
لكن من المرجح أن يواجه منافسة كبيرة من الاميركي لاشون ميريت وحامل اللقب الاولمبي جيمس كيراني من غرينادا.
وتخوض الاميركية اليسون فيليكس سباق 400 م الذي تملك فيه ثاني افضل توقيت هذا العام بزمن 68ر49 ث خلف الباهاماسية شوناي ميلر (55ر49 ث).
وكانت فيليكس، بطلة سباق 200 م في لندن، تأمل في تحقيق ثنائية نادرة في ريو (200 م و400 م)، بيد انها فشلت في حجز بطاقتها الى نهائيات 200 م في التجارب الاميركية.
فرح للاحتفاظ بثنائية 5 و10 الاف م
بدوره سيحاول العداء البريطاني محمد فرح تكريس اسطورته في الالعاب الاولمبية من خلال دفاعه عن الثنائية التاريخية التي نالها قبل 4 سنوات على ارضه عندما توج بذهبيتي 5 الاف و10 الاف م.
ووحده الفنلندي لاس فايرين حقق الثنائيتين في اولمبيادي 1972 و1976.
وسيكون من الصعب هزم الصومالي الاصل الذي حقق الثنائية في 3 بطولات كبرى متتالية هي الالعاب الاولمبية في لندن 2012 وبطولة العالم عامي 2013 في موسكو و2016 في بكين.
برشم وغزال ومخلوفي وايغيدير والغريبي امل العرب
ويعقد العرب امالا كبيرة على رياضة ام الالعاب لحصد اكبر عدد من الميداليات في غلتهم الاولمبية مثلما درجت العادة في الاولمبيادات الاخيرة.
وسيكون الثنائي القطري معتز برشم والسوري مجد الدين غزال في مقدمة المرشحين لكسب ميدالية في مسابقة الوثب العالي.
وكان برشم ظفر ببرونزية المسابقة في اولمبياد لندن، وسيحاول تحسين معدن غلته في ريو بالنظر الى الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الاعوام الاخيرة.
لكن مدير المنتخبات القطرية لالعاب القوى خليفة عبد الملك اكد ان "ظروف منافسات العاب القوى تجعل من الصعب التوقع بالنتائج وقد يكون هناك مرشح لكن لا يوفق في مسعاه"، مشيرا الى ان الامال "لا تعقد على معتز برشم فقط لان هناك اكثر من لاعب يطمح للمنافسة بقوة والوصول الى الادوار النهائية مثل اشرف الصيفي وفيمي سيون (اوغونودي)".
وتبدو سوريا مع "غزالها" اقرب من اي وقت مضى الى حصد ميدالية اولمبية رابعة بعد ذهبية غادة شعاع في السباعية في اتلانتا 1996، وفضية جوزف عطية في المصارعة اليونانية-الرومانية في لوس انجليس 1984، وبرونزية الملاكم ناصر الشامي في اثينا 2004.
وعاش غزال موسما رائعا فسجل في لقاء بكين الدولي في 18 ايار/مايو المركز الأول رقم قياسيا شخصيا هو 36ر2 م، ونجح في 15 تموز/يوليو في لقاء موناكو الدولي المرحلة التاسعة من الدوري الماسي، في تسجيل 34ر2 م فاحتل المركز الثالث خلف الايطالي جانماركو تامبيري (39ر2 م) والاوكراني بوغدان بوندارنكو (37ر2 م) وامام برشم (31ر2 م) والبريطاني روبرت غرابارز (31ر2 م ايضا).
وحقق غزال سادس افضل رقم هذه السنة بعد برشم وتامبيري وبوندارنكو والكندي ديريك دروين وتوماس دونالد من الباهاماس.
ويسعى الجزائري توفيق مخلوفي الى تكرار انجازه في لندن 2012 عندما سرق الاضواء بتتويجه بذهبية سباق 800 م، فيما يطمح المغربي عبد العاطي ايغيدير الى احراز ميدالية افضل من برونزية 1500 م في لندن.
وتعول تونس على حبيبة الغريبي التي ترغب في حصد الذهب الاولمبي لتأكيد احقيتها به في الاولمبياد الاخير في لندن عندما حلت ثانية خلف الروسية يوليا زاريبوفا قبل تجريد الاخيرة من لقبيها في الاولمبياد وبطولة العالم في دايغو 2011.
وكانت الغريبي حلت ثانية في هذين السباقين وقالت اثر تلقيها الخبر بانها تشعر ب"التأثر والفخر" في ان معا لاستعادة ميداليتيها.
ولا تخرج امال البحرينيين عن العاب القوى، وقال الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية عبد الرحمن عسكر: "نعول كثيرا على ألعاب القوى في تحقيق انجاز أولمبي يفوق ما تحقق في أولمبياد لندن 2012 حين حصلت العداءة مريم يوسف جمال على الميدالية الفضية في سباق 1500 م، وهي أول ميدالية أولمبية باسم البحرين".
التعليقات